توزيع الغاز في ريف درعا الغربي

يعاني أهالي محافظة درعا بسبب نقص الغاز المنزلي، الذي يحصلون عليه عبر البطاقة الذكية، حيث أنهم يضطرون للانتظار لمدة زمنية تتراوح بين الـ 70 والـ 80 يوماً للحصول على أسطوانة غاز واحدة، ربما لا تكفي لشهر واحد. الأمر الذي يدفع العديد من الأهالي لتأمين احتياجاتهم من الغاز المنزلي من السوق السوداء رغم ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وهذا ما يسبب لهم مشكلة وأزمة حقيقية في ظل سوء الأوضاع المعيشية، التي يعاني منها أغلب أهالي المنطقة.

 وفق ما رصدت درعا 24 في أسواق مدن وبلدات محافظة درعا، فإن سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء يتراوح بين 120 – 140 ألف ليرة سورية.

إقرأ أيضاً: إسطوانة الغاز الفارغة وصلت الـ 700 ألف ليرة سورية

يوضح (محمد صالح، 40 عاماً) وهو موظف حكومي، أنه يعاني من صعوبة تأمين أسطوانة الغاز المنزلي، بسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير. مؤكداً أن ثمنها بات يعادل راتبه الشهري أو يفوقه، حيث راتبه 130 ألف ليرة سورية.

‏ويتابع أن المشكلة لا تنتهي بشراء أسطوانة الغاز أو الحصول عليها، لأنه بحاجة لأسطوانة جديدة كل عشرين يوم تقريباً. مضيفاً، أن هناك عمليات تلاعب كبيرة بالأوزان، حيث اشترى أسطوانة غاز الشهر الماضي، إلا أنها لم تدم أكثر من 15 يوماً، والسبب برأيه يعود إلى تراجع دور الحكومة الرقابي، وفي عملية ضبط الأسعار أيضاً.

 ‏لماذا يتوفر الغاز في السوق السوداء ويغيب عن مؤسسات الدولة؟

‏بدوره (الخبير الاقتصادي أسامة خالد) يؤكد في حديثه مع مراسل درعا 24 أن توافر مادة الغاز في السوق السوداء بسعر مرتفع جداً مقابل نقصه عبر مؤسسات الدولة، يعكس الفشل الذريع للحكومة في توفير أبسط الخدمات المعيشية للمواطن، ويمثل تورط مؤسسات الدولة في خلق هذه المعاناة والأزمات المعيشية للمواطن.

وتساءل قائلاً: “كيف تتوفر هذه الأعداد غير المنتهية من مادة الغاز في السوق السوداء بشكل كبير، ومن أين تأتي؟ بينما الدولة غير قادرة على تأمين أسطوانة غاز واحدة لكل عائلة بشكل شهري. هذا الأمر سبّب أزمة حقيقية للأسر وأصحاب المهن والمطاعم الذين يعتمدون على الغاز اعتماداً كلياً في عملهم، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ كبير والتي انعكست بدورها على المواطن الذي يعاني من العديد من الأزمات الخانقة جراء النقص الكبير في الوقود والكهرباء التي وصلت ساعات التقنين فيها لـ 22 ساعة قطع، فبدلاً من تحسين أوضاعهم واستعادة مصادر عملهم وتحسين معيشتهم يتم دفعهم للهاوية عبر إغراقهم بالأزمات المتتالية”.

بابور الكاز والحطب بدلاً من الغاز

تعتمد العديد من المنازل والمحال على استخدام بابور الكاز بديلاً عن الغاز لإعداد الطعام، وتسخين الماء عند نفاذ أسطوانات الغاز. وقد أصبح وجود بابور الكاز في الآونة الأخيرة ضرورياً في كل منزل، بسبب قلة توفر الغاز وارتفاع ثمنه في السوق السوداء. ويعتمد العديد من أصحاب المطاعم على استخدامه ليتمكنوا من الاستمرار في عملهم الذي يعد مصدر رزقهم الوحيد.

إقرأ أيضاً: تأخر رسائل الغاز، وارتفاع السعر الحر، جعلت المواطنين يلجؤون لوسائل قديمة

يقول أبو عمار صاحب محل لبيع الفلافل والفول والحمص، إنه أفضل الموجود حالياً، في ظل تأخر استلام رسائل مادة الغاز المنزلي والصناعي والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وارتفاع أسعار الغاز في السوق السوداء.

ويؤكد للمراسل أنه يستخدم البابور عن طريق تزويده بمادة الكاز، وعند فقدان الكاز يقوم باستخدام المازوت، بعد خلطه بالقليل من البنزين ووضع ملعقة من ملح الليمون معه، للتخفيف من كمية الشحار على الأواني.

كاريكاتير-الغاز-متوفر-لكن-لا-يوجد-اسطوانات

أما (أم محمود، 40 عاماً، وهي ربة ومنزل) فترى أن استخدام البابور لم يعد متاحاً للجميع، بسبب ارتفاع أسعار مادتي الكاز والمازوت، فكل يومين تقريباً تحتاج الأسرة للتر من المازوت للطهي، لأنه متوفر أكثر من مادة الكاز، وقد تجاوز سعر لتر المازوت في الآونة الأخيرة الـ 8 آلاف ليرة سورية.

وقد أكدت أن استخدام البابور يسبب العديد من الامراض التنفسية، نتيجة الغازات الناتجة عن الكاز والمازوت، والتي تسبب أيضاً ضيق في التنفس وسعال دائم. مشيرةً أن استخدام الحطب أفضل بالنسبة لها وأقل تكلفة وخطورة.

إقرأ أيضاً: وزير النفط: القطاع النفطي أصبح عبئًا على الخزينة، وحصة سورية من خط الغاز العربي لن تسد العجز

وتبقى الحكومة السورية تطلق الوعود بين الحين لآخر، لمواجهة أزمة الغاز المنزلي، فسابقاً كان قد أعلن رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس في 22كانون الأول / ديسمبر 2021، أن أزمة الغاز المنزلي في سوريا ستنتهي بحلول عام 2022، وفي الثامن والعشرين من شهر أكتوبر 2022 دشن الرئيس بشار الأسد توربينات جديدة في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، وزعم خلال زيارته للمعمل أنه في الأشهر القادمة، وربما خلال عام سيكون الوضع أفضل في مجال الطاقة، وهذا سينعكس على المواطن وعلى الخدمات والاقتصاد، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=29261

Similar Posts