مدينة درعا
مدينة درعا (درعا24)

مجتمع متماسك: مبادرات محلية في مختلف أرجاء درعا في شهر رمضان المبارك

أحرق صاحب محل تجاري في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا دفتر الديون في محله، وآخر قام بنفس الفعل في مدينة إزرع وثالث في مدينة بصرى الشام. وتم توزيع الخبز مجاناً في بلدة تسيل وفي بلدات أخرى طوال الشهر. هكذا استفتح العديد من أصحاب المحلات التجارية وميسورو الحال شهر رمضان المبارك لهذا العام. مبادرات عديدة تدل على تماسك المجتمع وتعاونه وتكاتفه في ظل الظروف المعيشية الغاية في السوء التي تمر بها عموم البلاد، حيث هناك انهيار كبير لليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وسلة العملات الأجنبية، وتجاوز سعر الدولار الواحد مؤخراً حائط الـ 3900 ليرة سورية، يرافقه تضخم للأسعار بشكل كبير جداً، في حين الدخل الشهري للمواطن لا يبلغ الـ 25 دولار شهرياً.

قال مراسلو درعا 24 في العديد من المدن والبلدات في المحافظة بأنّ هذه المبادرات حقيقة، وليست فقط مجرد حديث على صفحات التواصل الاجتماعي، بل والكثير منها لا يظهر للعلن، لافتين إلى أن هذه المبادرات وإن قلت عن العام الماضي فذلك لأنها في بعض الأحيان اقتصرت على الأقربين، حيث يتبرع ميسورو الحال لأقاربهم في شهر رمضان إما بمبالغ مالية، أو بسلل غذائية أو ما شابه من هذه الأفعال الخيرية. 

إقرأ أيضًا: تعاون وتكاتف: مبادرات محلية خلال شهر رمضان الفضيل ضمن المجتمع المحلي

وللتعليق على كيفية بدء بعض هذه المبادرات يتحدث (عمار محمد، وهو اسم مستعار لأحد القائمين على إحدى الحملات): “تتم الكثير من هذه المبادرات بقيام مجموعة من الأهالي داخل وخارج بعض بلدات ومدن المحافظة، بالاتفاق على جمع مبلغ مالي، ثم تقسيم ما تم جمعه بين الفقراء، أو يتم شراء سلل غذائية وتوزيعها على من يحتاجونها، أو يتوجهون إلى محلات بيع الخبز ودفع ثمن الخبز طوال شهر رمضان أو تسديد الديون المترتبة على الأهالي. 

فيما أوضح عدد من المراسلين بأن هناك مبادرة في قرية الغارية الشرقية قام فيها أحد المواطنين بسداد ديون 130 عائلة فقيرة، كذلك هناك حملة لجمع تبرعات لـِ 200 عائلة في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، وهناك مبادرات أُخرى اقتصرت على تخفيض الأسعار، ففي مدينة داعل وسط درعا، أعلنت ثلاثة محلات تجارية، البيع برأس المال طوال شهر رمضان، ومحل خضروات في قرية غصم شرقي درعا يبيع الخضار بسعر الشراء (برأس المال كما ورد في فاتورة الشراء بالجملة)، كذلك محل آخر في بلدة معربة أعلن عن بيع الألبسة للأيتام بخصم 15%.

في حين لم تقتصر هذه الحملات فقط على المخابز أو المحال التجارية بل تجاوزتها إلى الأطباء، حيث قام طبيب جراحة في مدينة بصرى الشام بالإعلان بأن جميع العمليات التي سيُجريها خلال شهر رمضان ستكون مجانية. كذلك طبيبة في بلدة معربة تعاين الأطفال يوم الجمعة بشكل مجاني. 

وبدأ الأهالي في بلدة علما في الريف الشرقي من درعا بحملة منذ بداية شهر رمضان، لجمع تبرعات لتشغيل أربعة آبار ماء، وقُدّرت تكلفة هذا المشروع بـ (500 مليون ليرة سورية) وتتم عملية جمع التبرعات من خلال مهرجان تم تنظيمه في القرية، حيث أُقيمت خيمة تحت عنوان “مشروع سقيا الماء”.

يُعلّق رياض وهو أحد المستفيدين إحدى هذه المبادرات في الريف الشمالي من درعا، بأنها تساعد الأسرة على قضاء بعض احتياجاتها، حيث مثلا تم في مدينتنا مبادرة بتوزيع سلل غذائية احتوت على مواد تموينية أساسية، زيت وسكر وأرز، كانت مفيدة جداً، كذلك تم توزيع مبلغ مالي بسيط على عدد من العائلات ضمن حملة أخرى”.

 لا توجد أرقام محددة لعدد هذه المبادرات خلال شهر رمضان في هذا العام، ولكن من المُلاحظ وفقاً لما أفاد به العديد من الأهالي بأن هذه المبادرات كانت في العام الماضي أكثر من هذا العام، ويأمل الأهالي أن تتسع هذه المبادرات وتشمل أكبر عدد من الناس لأن الأوضاع المعيشية سيئة للغاية، وغالبية الناس يعانون من عدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم الأساسية نتيجة حالة ارتفاع الأسعار التي تعيشها البلاد.

إقرأ أيضًا: مبادرات محلية في معظم مناطق درعا في ظل سوء الحالة المعيشية

يُشار إلى أنّ هذه المبادرات ربما تساعد بعض المواطنين في محافظة درعا على الحصول على كفاف يومهم، ولكن هي بالطبع لا تسد سوى جانب من احتياجات الأهالي، كما أنها ليست موجودة في جميع المدن والبلدات. كذلك فالبلاد تمر بأزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث دخل المواطن الشهري لا يكفيه لأيام قليلة نتيجة لارتفاع الأسعار بشكل كبير، ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فإنّ أكثر من 90 % من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=22482

Similar Posts