تجمع الشباب امام شعبة التجنيد
هجرة الشباب، مجازفة بالأرواح لمغادرة حوران في سبيل الحصول على حياة كريمة

يجازف العديد من أبناء محافظة درعا بحياتهم، بالهجرة من سوريا باتجاه لبنان أو تركيا أو ليبيا، ثم يخوض بعضهم البحر. ينفقون في سبيل ذلك إضافةً إلى مخاطرتهم بأرواحهم أموالاً طائلة، هاربين من وضع أمنيٍّ ومعيشيٍّ ازداد سوءاً منذ العام 2018 حتى يومنا هذا.

انسداد الأفق ويأس تام لدى الشباب

تحدثت درعا 24 مع عشرات الشباب في محافظة درعا، النظرة العامة لديهم هي نظرة اليائس من استمرار العيش داخل سوريا، حيث يرغب كثير منهم فقط بمغادرة البلاد، لانسداد الأفق في وجوههم، حيث باتوا يرون كل مكان هو أفضل من العيش في محافظة درعا، فالظروف الأمنية – وفقاً لهم – لم تعد تطاق والاغتيالات شبه يومية، وربما يكونوا الهدف القادم للمجهولين، حيث لا أحد يعرف من التالي!

استطرد أحد هؤلاء الشباب، بأنّه فضلاً عن خشيته على حياته من الاغتيال، فإنه كذلك يخشى من الاعتقال في حال مروره على أحد الحواجز العسكرية أو حتى من منزله، حيث يؤكد بأنّ بطاقة التسوية والمصالحة، لم تغفر لأحد، فهو هدف للاغتيال، وكذلك للاعتقال، فخيار الهجرة هو أفضل الحلول، على الرغم صعوبته، واستحالة تحقيقه في كثير من الأحيان.

إقرأ أيضًا: مقتل مواطن من درعا وهو في طريقه إلى الشمال السوري

طرق التهريب 

أما بخصوص طرق التهريب وفقاً لمراسلي درعا 24 فهناك طريقا تهريب، الأول باتجاه لبنان، الذي يرعاه ضبّاط من الجيش والأجهزة الأمنية بالتعاون مع قيادات من مليشيا حزب الله اللبناني، ويتم تهريبهم عبر المعابر الخاصة بالحزب على الحدود السورية اللبنانية، وذلك مقابل دفع مبالغ تبدأ ب 500$ ولا تنتهي ب 1000$، يشق بعده الشباب طريقهم باتجاه دول أخرى لانعدام الحياة في لبنان أيضاً.

فيما هناك طريق آخر من جنوب سوريا باتجاه الشمال السوري، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة السلطة السورية “إدلب وريف حلب”، عبر حواجز عسكرية، وبرعاية ضباط من الجيش والأجهزة الأمنية أيضاً، وبتكلفة تتراوح بين 1300 – 1700 دولار أمريكي على الشخص الواحد، والطريق محفوف بالمخاطر قضى فيه موتاً واعتقالاً عشرات الشبان، والذي نجا منه يغادر الشمال باتجاه تركيا، وسط طريق أيضاً لا يقلّ خطراً عن الأول، ويتم فيه دفع آلاف الدولارات أيضاً، ثم يتم اتباعه بطريق البحر باتجاه أوربا غالباً.

إقرأ أيضًا: رحلة الهروب من الخطر، المحفوفة بالمخاطر، رحلة الهجرة من درعا!

إقرأ أيضًا: ارتفاع عدد الضحايا على طرق التهريب من الجنوب إلى الشمال السوري

تأجيل ومنح إذن سفر أم تفريغ الجنوب من شبابه

فيما حصل العديد من شبّان محافظة درعا – وفقاً للقرار الصادر في أبريل / نيسان الماضي – على تأجيل عن الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة عام، وكان ذلك كخطوة لما تم تسميته التسويات، ولترسيخ المصالحة في الجنوب السوري، وفقاً لمسؤولي السلطة. وتم استغلال طالبي التأجيل من قبل ضباط شُعَب التجنيد بتلقي الرشاوي والتي وصلت إلى ثلاثين ألف ليرة. ولم يتم منحهم اذن سفر في البداية بناءً على هذا التأجيل ولكن تمَّ مؤخَّرًا الموافقة على اعطائهم موافقة للسفر.

وقد رصدت درعا 24 صوراً توضح تجمع مئات الشباب للحصول على إذن سفر على أبواب شعب التجنيد في محافظة درعا، وذلك بعد قرار إعطاء إذن السفر بشكل خاص لأبناء محافظتي درعا والقنيطرة، للمطلوبين للخدمة العسكرية، والذين حصلوا سابقاً على تأجيل لمدة عام، ويقوم غالبيتهم أيضًا بدفع مبالغ طائلة كرشاوي لمنحهم إذن السفر.

فيما علّق ناشطون على هذا القرار بمنح أبناء درعا والقنيطرة تأجيل لمدة عام كامل، ومن ثم منحهم إذن سفر للمغادرة خارج البلاد، بأنه عبارة عن تفريغ للمحافظة من الشباب، حيث من المؤكد أنهم بعد السماح لهم بالسفر، سيغادرون فوراً، إن لم يكن هرباً من الوضع الأمني، فمن الأوضاع المعيشية الغاية في السوء في المحافظة.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=12799قناة درعا 24 على تيليجرام

Similar Posts