مساء الخير، وشكرًا لدرعا 24 على الاستضافة. الحقيقة أن ميثاق شرف المنصات العاملة في الجنوب السوري، وتحديدًا في درعا والسويداء، يُعد نقطة فارقة وهامة لأسباب عدة. أولًا، يأتي هذا الميثاق في لحظة مفصلية تشهد فيها وسائل التواصل الاجتماعي دورًا تحريضيًا كبيرًا، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى الاستقرار المجتمعي واستقرار الدولة. أي خطاب تحريضي اليوم يستهدف المجتمع والدولة، وهناك من يظن أن الرد على التحريض بتحريض مضاد هو نوع من الدفاع، بينما في الواقع هو تكريس للتحريض ضد الذات. حماية المجتمع تكون بعدم التحريض.
عندما تأتي المنصات الإعلامية، المنتشرة بكثافة على وسائل التواصل، وتلتزم بمقومات العمل الصحفي الأخلاقي والمهني، فهي تخطو خطوة جبارة في لحظة استقطاب مجتمعي حاد. ثانيًا، إن التوقيع على الميثاق هو فعل شجاع. فعندما تتحلى منصات الجنوب بالشجاعة وتعكس التيار السائد الذي يدفع نحو التحريض ضد مكونات معينة، فإنها تقوم بفعل وطني وأخلاقي. من السهل في هذه اللحظة أن تُتّهم بالتخاذل إن لم تحرض، لكن في الحقيقة من يحرض ضد مكون آخر إنما يساهم في زيادة الاستقطاب ويضر بنفسه ومجتمعه.
ما نحتاجه اليوم هو الاستقرار المجتمعي لبناء الدولة في مرحلة انتقالية ستكون صعبة لكنها واعدة. والتزام هذه المنصات بعكس تيار التحريض هو موقف عظيم ويستحق التحية. أتوجه بتحية كبيرة من القلب لكل من وقّع على الميثاق، وآمل أن يزداد عدد المؤسسات الموقعة، فهي دعوة مفتوحة للجميع.
النقطة الثالثة التي أود الحديث عنها هي الشجاعة في مراقبة الذات وطلب الرقابة من الآخرين. لا أحد معصوم من الوقوع في خطاب الكراهية، وأحيانًا يُرتكب عن قصد، وأحيانًا أخرى بسبب الحالة النفسية أو قلة الخبرة. لكن عندما تضع المنصة هذه المعايير لنفسها وتطلب من الناس مراقبتها وتصويبها عند الخطأ، فهي تخطو خطوة كبيرة نحو المهنية والالتزام. يجب أن يتوقع الجميع النقد، وعلى من يُنتقد أن يستمع ويصغي ثم يُقيّم نفسه قبل أن يدافع. هذه خطوة جبارة من هذه المنصات في لحظة ممتازة. شكرًا جزيلاً لكم، وشكرًا مرة أخرى لدرعا 24 على الاستضافة.
إقرأ أيضاً: الصحفي محمد العويد في مقابلة مع درعا 24: جزء من وظيفة الإعلام أن يلعب دوراً محورياً في أي مجتمع
شريط مصوّر لحديث الدكتور زيدون الزعبي:
الرابط: https://daraa24.org/?p=50532