الطاقة الشمسية

بعد اليأس من واقع التيار الكهربائي بعض الأهالي يلجؤون للحلول ذات التكلفة العالية باستخدام منظومات الطاقة الشمسية

توجهت “أم محمد” إلى مكتب تصريف العملات والحوالات المالية في مدينة نوى في ريف درعا الغربي، لتتسلّم حوالة مالية من ابنها اللاجئ في ألمانيا، لتشتري بطارية ولوحة طاقة شمسية ومستلزماتها، بعد يأسها من واقع التيار الكهربائي، الذي يعمل لساعات قليلة جداً، لا تكفي لغسيل الملابس ولا حتى لشحن بطارية لتشغيل الإضاءة ليلاً.

ما دفع “أم محمد” وغيرها من أهالي المحافظة إلى هذه الحلول، هو واقع التيار الكهربائي في عموم مدن وبلدات محافظة درعا وجميع المحافظات السورية، الذي يعدُّ في هذه الأيام في أسوأ أحواله، حيث يستمر انقطاعه أحياناً لأيام، وبالحالة العادية يعمل لساعة واحدة مقابل خمس ساعات قطع، كذلك هناك ضعف في قوته أثناء التشغيل وينقطع كثيراً خلال ساعة الوصل، وهو من أكثر الخدمات التي يحتاجها المواطن، حيث يدخل في جميع تفاصيل الحياة.

ويلجأ معظم الأهالي للبحث عن الحلول لمشكلة الكهرباء، فيشترون مثلاً منظومة طاقة شمسية ذات الأسعار المرتفعة للغاية، ويضطرون بسبب ذلك إلى طلب المساعدة من أبنائهم خارج سوريا – كحال “أم محمد” أو إلى الاستدانة، أو إلى بيع المصاغ الذهبي الذي تملكه بعض النساء.

مراسل درعا 24 في مدينة داعل وسط درعا أكد بأن عشرات النساء في المدينة توجهتنَ إلى محلات صياغة الذهب، لبيغ مصاغهن من الذهب، في سبيل تأمين ثمن منظومة الطاقة الشمسية، لتزويد منازلهن بالطاقة البديلة عن الكهرباء. في وقت يعحز فيه كثيرون عن شرائها بسبب ارتفاع أسعارها مؤخراً.

إقرأ أيضًا: الحلول الحكومية معدومة لمشكلة الكهرباء، وسوريا تعود للوراء 100 عام!

رصدت درعا 24 أسعار منظومة الطاقة الشمسية البديلة، فتبيّن أنّ تكلفة تشغيل منزل وسطياً لا يقلّ عن 1300 دولار أمريكي، وسط استغلال من بعض التجار لحاجة الناس لها، ورفع أسعارها، في ظل غياب الرقابة، حيث ارتفعت أسعارها مؤخراً إلى الضعف تقريباً.

ووفقاً لبعض المحال التجارية المختصة ببيع هذه المواد، فإنّ الأسعار لتشغيل منظومة الطاقة الشمسية جنونية، فمثلاً البطارية حجم 200 أمبير تتراوح ما بين 770 إلى 900 ألف ليرة سورية، أي ما بين 225 – 265 دولار، أما ألواح الطاقة الشمسية، فتختلف حسب نوعها ومصدرها، وتتراوح بين 370 ألف ليرة إلى  700 ألف ليرة، أي ما يعادل 110 إلى 200 دولار.

أما رافع الجهد “‏الانفيرتر” 3500 شمعة يبلغ سعره قرابة الـ 450 ألف ليرة، أي ما يعادل ‏ 180 دولار، أما “الانفيرتر” المفتوح، فيزيد سعره على مليون ونصف ليرة سورية ويصل إلى 2 مليون، أي ما يعادل 440 دولار إلى 590 دولار. وبالنسبة للمنظّم فقد بلغ سعره قرابة 2 مليون ليرة أي ما يعادل 540 دولار أمريكي.

في ذات السياق يتداول العديد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن مسؤولين في الحكومة ومقربين منهم، يعملون على استيراد ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها، ويتقصدون زيادة تقنين الكهرباء في العديد من المناطق، لإجبار الأهالي إلى شرائها وخلق سوق جديد بأرباح كبيرة.

إقرأ أيضًا: وزير الكهرباء: سيبقى القطاع حكومياً، وهناك جهود حثيثة لاستخدام الطاقة المُتجدّدة!

 جدير بالذكر إلى أن الأهالي في مدن وبلدات محافظة درعا لَجؤُوا إلى العديد من الأساليب لتأمين التيار الكهربائي، بما فيها استخدام الألواح الشمسية والبطاريات، ولكن في ظل ارتفاع أسعارها الجنوني، وغياب الشمس في فصل الشتاء، عاد بعض الأهالي إلى سراج الكاز وغيره من الأساليب القديمة للإنارة، كبديل للكهرباء.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=14604

Similar Posts