احتجاجات على تردي الخدمات التعليمية في مدينة طفس
من الإرشيف: احتجاجات على تردي الخدمات التعليمية في مدينة طفس

عبّر العديد من أهالي محافظة درعا عن استيائهم الشديد من صعوبة أسئلة الوزارة في الامتحانات النصفية. مؤكدين أنها لا تتناسب مع مستواهم الدراسي، في ظل العديد من الصعوبات التي تواجه القطاع التعليمي في محافظة درعا.

يقول (س.ع، مدير مدرسة ابتدائية في ريف درعا الغربي) لمراسل درعا 24: “لقد تم تغيير نمط الأسئلة مقارنة بالسنوات السابقة، وبعض تلك الأسئلة كانت تحتمل أكثر من إجابة، مما كان يوقع الطلاب بالحيرة، كما أن بعضها كان غامضاً ومربكاً للطلاب”.

ووصف تلك الأسئلة بالتعجيزية. وأكد أنه لم يحصل أي طالب من طلاب مدرسته على العلامة الكاملة بالأسئلة الوزارية، سواء بمادة اللغة العربية أو الرياضيات، على الرغم من وجود مستويات عالية من التفوق ضمن طلاب المدرسة، لأن الأسئلة كانت كثيفة وتحتاج لأكثر من الوقت المخصص للطلاب، وبعضها كان استنتاجياً بنسبة 70% .

إقرأ أيضاً: شكاوى حول نقص المدرّسين في المدارس في محافظة درعا

إقرأ أيضاً: من المدارس العامة إلى الخاصة، والواقع التعليمي من سيء لأسوأ

تصف (أم سعيد 33 عاماً، أم لأحد التلاميذ في المرحلة الابتدائية) هذه التجربة بالفاشلة بقولها: “كان الأحرى بالأسئلة الوزارية أن تكون واقعية وسهلة ومناسبة للطلاب، ولكنها كانت تجربة فاشلة للأسف، وأذهبت كل تعبنا وتعب أطفالنا سدى”.

تضيف: “ابنتي طالبة متفوقة من طلاب الصف السادس الابتدائي، إلا أنها حصلت على أقل من نصف العلامة في امتحان الرياضيات الوزاري، والسبب أن الأسئلة كانت كثيفة جداً وتحتاج لأكثر من الوقت المخصص لتلك المادة. إضافة إلى أن تسرب أسئلة الرياضيات الوزارية قبل الامتحان بيوم وسحبها من كافة المدارس وتزويدهم ببديل عنها في صباح اليوم المخصص لتلك المادة، سبب إرباكاً كبيراً للطلاب وللمعلمين أيضاً، الذين اضطروا لكتابة الأسئلة على السبورة على الرغم من كثافتها، وهذا كان عائقاً وسبباً أساسياً في استنزاف طاقة الطلاب وتوترهم، حيث تفاجؤوا بكم الأسئلة التي ملأت السبورة لأكثر من مرة”.

وأضافت أن ابنتها لم تتمكن من إتمام حل كافة الأسئلة، بسبب ضيق الوقت، وأكدت أن ذلك ظلم كبير واستخفاف بمجهود الطلاب وأهاليهم.

إقرأ أيضاً: صعوبة المنهاج في ظل ضعف الإمكانيات ونقص الوسائل التعليمية في المدارس

 من جهته (مدرس اللغة العربية، عصام. ق) قال: “إن طريقة صياغة الأسئلة ومستواها عالٍ، وتحتاج لطلاب مراحل أعلى ليتمكنوا من حلها”. وقد وصف امتحان اللغة العربية بالأصعب بين الامتحانات الوزارية، لأنها لم تراع مستويات الطلاب والفروق الفردية بينهم. فضلاً عن عدم كفاية الوقت لحل الأسئلة. إضافة إلى أنها حملت أسلوباً جديداً لم يعتد عليه الطلبة من قبل، وكانت بمثابة تحدٍ كبير للمتميزين من الطلاب الذين لم يعتادوا على هذا النمط من الأسئلة، مما سبب لهم الخوف والقلق بسبب ذلك.

 ‏ ‏تحدثت (المعلمة فريال. س) عن مضمون أسئلة الصف الثاني لمادة الرياضيات قائلة: “إن الأسئلة التي تم إعدادها لطلاب الصف الثاني لا تمت لمضمون الدروس بصلة، التي طالما أرهقنا طلابنا بالتدريب عليها، وبعضها لم يرد قطعاً في الكتاب، وبالتالي لا يمكن لأحد من الطلاب أن يتمكن من حلها، لأنها تحتاج لتدريب وممارسة كثيفة من قبل طلاب الصف الثاني، وهذا الأمر غير مقبول أبداً، ولا يتناسب مع مقدرة الطلاب التعليمية لمثل هذه المرحلة.

إقرأ أيضاً: الواقع التعليمي في محافظة درعا، إلى متى المعاناة!

 ‏بدورها (معلمة اللغة العربية أمل، ح) وصفت أسئلة امتحان اللغة العربية للصف الخامس الأساسي بالفاجعة التعليمية، حيث قالت “أنها من كوكب آخر، قصيرة، استنتاجية، فوق مستوى الطلاب، تدقق على أشياء بدون هدف، إضافة إلى أنها لم تراع الفروق الفردية بين الطلاب، وتم توزيع علامات الأسئلة بشكل كبير وغير متناسق وغير عادل أيضاً”.

 ‏وتحدثت عن كم كبير من الأخطاء النحوية غير السليمة والتناقض الملحوظ ضمن الأسئلة والإجابات التي تم اعتمادها في سلم التصحيح لهذه المادة، وأكدت أن تلك الأسئلة كانت صادمة للمعلمين والطلاب والأهل أيضاً، وتركت فجوة كبيرة بين المعلم والطلاب الذين أرهقوا أنفسهم بقراءة الكتاب بشكل كامل، ليتفاجؤوا بأن الأسئلة استنتاجية بنسبة كبيرة، وركزت على دروس الاستماع الموجودة في الكتاب التي تم تفضيلها على غيرها من الدروس الهامة والهادفة في الكتاب، بسبب أنها جاءت مغايرة تماماً للأشياء التي كان يعطيها المعلم، ويركز عليها ضمن الفصل الدراسي الأول.

 ‏وأضافت أن اختيار مثل تلك الأسئلة دليل واضح على أن من وضعها يعيش بعالم آخر، وغير مطلع على الصعوبات التي تواجه القطاع التعليمي، من نقص في الكوادر التعليمية، وارتفاع عدد الطلاب ضمن الصف الواحد، الذي يتجاوز الـ 40 طالباً في كل صف، إضافة الى العجز عن توفير الكتب المدرسية لعدد كبير من الطلاب خلال هذا الفصل الدراسي، حيث أن هناك عدد من الطلاب لم يتمكنوا من الحصول على بعض الكتب، على الرغم من انتهاء الفصل الدراسي الأول، ومعظمهم حصلوا على كتب قديمة محلولة وبالية وغير صالحة للاستخدام أصلاً.  وتساءلت: “لماذا هذا الاختلاف في نمط أسئلة طلاب المراحل الأساسية فيما يتعلق بأكثر المواد دقة وصعوبة؟”.

إقرأ أيضاً: نقص المدرّسات والمدرّسين بمدارس محافظة درعا ، ثانوية المزيريب أنموذجاً

هذا ويعاني قطاع التعليم في سوريا من صعوبات عدة، وتراجع ملحوظ بمستوى المنظومة التعليمية، عدا عن الاكتظاظ الشديد في المدارس والنقص الفادح في المدرسين، في جميع الاختصاصات التعليمية، مما ترك العديد من الآثار السلبية على الطلبة في محافظة درعا ومعظم المحافظات السورية، وسبّب تدنٍ في مستوياتهم التعليمية بشكل ملحوظ.

الرابط: https://daraa24.org/?p=28439

Similar Posts