السياسة التحريرية

1- المقدّمة

شبكة إعلامية مستقلة، لا تتبع لأي كيان سياسي أو عسكري…، تعمل في منطقة نزاع وتوتر، وبالتالي فإنها تراعي في تأدية رسالتها الإعلامية خصوصية العمل في هكذا مناطق، إلى جانب الالتزام بمواثيق العمل الصحفي وأدبيات مهنة الصحافة.

نسعى في هذا الإطار إلى الحقيقة، نقوم بذلك من خلال صحافة نزيهة ومستقلة، نخبر قرّاءنا بما نعرفه، وكيف نعرفه، ولماذا نعتقد أنه مهم، نكتب بصدق وشفافية وحياد وبعقل وجرأة.

نحن نؤمن بأن الثقة في الحقيقة هي خير متأصل وأن إيمان جمهورنا بعملنا له أهمية قصوى؛ وبالتالي، فإننا نولي أهمية عالية لدقة وصدق كل ما ننشره.

قضايا ومصالح وهموم السوريين في الجنوب السوري عامة وفي درعا خاصة هي فضاء عملنا، نركز أكثر على فئة الشباب، من خلال تمكينهم من مشاركة معارفهم ووجهات نظرهم. 

المراسلون والمحررون ومنتجو الفيديو لدينا يتمسكون بأعلى معايير التحرير في سعيهم وراء الحقيقة لضمان الحفاظ على رابطة الثقة الخاصة التي نتمتع بها مع جمهورنا. فسمعتنا هي أثمن ما لدينا.

2- مرتكزات السياسة التحريرية

2- 1- مراعاة السياق

ان الصراع المستمر وما ترتب عليه من تعقيدات وتغيرات في مناطق تأدية رسالتنا الإعلامية عامل مهم ومحدد في كل ما ننشره وفي طريقة نشره كذلك.

نؤدي رسالتنا بحيادية مطلقة بعيداً عن أي انحياز إلى أي طرف من أطراف الصراع ونركز على تقديم محتوى إعلامي  يلامس هموم جمهورنا ويخفف من آثار الصراع وتبعاته.

نراعي بقوة الانتماءات الدينية والعرقية والعادات والتقاليد بحيث لا ننشر أي مادة اعلامية تمس بذلك أو تسيء إليه.

2- 2-  الحياد

لا نلعب أي دور في إذكاء النزاع و زيادة العنف، بل نلتزم الحياد التام، وبالتالي نعمل على تخفيف العنف. من خلال إعلام محايد وجريء نراعي السلام والاستقرار في منطقتنا. وبذلك نبني الثقة لدى المتلقي من خلال احترام عقله.

نراعي خلو المادة الاعلامية من أي تسميات أو عبارات تشير تلميحاً أو تصريحاً إلى الانحياز إلى أي من أطراف النزاع.

2- 3- الصدق

نسعى إلى الصدق في كل ما ننشره. سنكون صادقين مع جمهورنا بشأن ما نقوم به وما لا نعرفه ونعرض جميع وجهات النظر دون تحيز إلى أي منها. سنكون طموحين ومبتكرين في عملنا في خدمة جمهورنا.

2- 4- الدقة والتحديث وتصحيح الخطأ

سعياً وراء الحقيقة نلتزم الدقة في كل ما ننتجه وما ننشره، من أدنى حقيقة إلى السياق الأوسع. صحفيونا مسؤولون عن دقة مخرجاتهم المنشورة بغض النظر عن التنسيق وآلية النشر، كل من يعمل على المادة أثناء التحرير يشارك في تلك المسؤولية.

نتحقق من المعلومات قبل النشر، باستخدام المصادر الأصلية حيثما أمكن ذلك. ندرك أنه لا يوجد مبرر لعدم الدقة. بما في ذلك الالتزام بالمواعيد النهائية، أو حدوث تطورات في الأخبار المنشورة، ننتهج في ذلك أفضل الممارسات وهي تحديث المعلومات وتصحيحها، عند الضرورة، طوال حياة القصة.

بعد النشر، لا نتردد في تصحيح أخطائنا، كبيرة كانت أم صغيرة، بمجرد أن ندركها. نتبع في ذلك الصياغة والتصاميم الملائمة.

نسعى إلى الوصول إلى المعلومات الدقيقة والصحيحة مع الانتباه إلى الأخطاء المحتملة أثناء عملية الوصول وذلك من خلال:

 استخدم مصادر موثقة ومعتبرة (أشخاص أو وثائق) لدعم المعلومات التي يتضمنها الخبر أو التقرير.

الاعتماد على مصادر مختلفة لدعم معلومات المادة المعدة.

أخذ المعلومة من المصادر الأصلية ما أمكن.

إذا شعر المراسل أو المحرر أن المعلومات التي حصل عليها غير صحيحة وغير دقيقة، فيجب عليه التأكد مرة أخرى من صحة تلك المعلومات.

عدم إهمال أي معلومة مهمة.

عدم تزييف الحقائق أو الوثائق.

التمييز الصريح بين المعلومة والتحليل والتعليق والتخمين.

2- 5- المصادر

2- 5- 1- تجنب المصادر المجهولة

نفضل عدم نشر المعلومات المنسوبة إلى مصادر مجهولة. ندرك أن تقديم مصدر واضح للحقائق والاقتباسات يبني ثقة المتابعين في مصداقية تقاريرنا.

هناك أوقات يكون فيها الاستعانة بمصادر مجهولة أمراً لا مفر منه، ولا سيما لمنع تعرض الفرد و/ أو ذويه للأذى إذا تم تحديد هويته. وعندما يكون المصدر المجهول أساسياً في القصة، نلتزم الحصول على موافقة مسؤول التحرير قبل النشر. 

نعي أن الخطر موجود دائماً عندما يشترط المصدر عدم الكشف عن هويته إذ غالبا ما يفعل ذلك سعياً وراء أجندة ما، في مثل هذه الحالة نتحرى الحيطة واليقظة حتى لا يتم استغلالنا بأي شكل.

نبذل قصارى جهدنا للتأكد من المعلومات المقدمة من مصدر مجهول كما نقوم أيضاً بتزويد متابعينا بأكبر قدر ممكن من المعلومات للحكم على أصل مصادرنا المجهولة وموثوقيتها ودوافعها دون الكشف عن هوية الفرد.

نلتزم السرية وعدم الكشف عن هويتنا، ونحترم هذا الالتزام. وسنكون شفافين مع جمهورنا بشأن سبب اتخاذنا مثل هذا القرار.

2- 5- 2- الاقتباس

نمتنع كليا عن السرقة الصحفية، سرقة أعمال الآخرين وإبرازها على أنها اعمالنا الخاصة، أمر مرفوض جملة وتفصيلًا.

عند استخدمنا المعلومات، بما في ذلك الحقائق والاقتباسات، التي جمعتها وسائل الإعلام الأخرى، نحرص على أن ننسبها الى مصدرها. ونراعي في ذلك اصطلاحات «الاستخدام العادل». 

نبذل جهودًا معقولة في تأكيد قصص المصادر الأخرى وربطها بالمصادر الأولية عند اللزوم.

لن نتسامح عند تقديم معلومات خاطئة، عن علم للنشر، مثل اختلاق الاقتباسات، أو التزوير أو كتابة القصص التي يدفع طرف ثالث مقابلها لأحد العاملين في الشبكة.

نتجنب بشدة أن يكون أي شيء ننشره – مكتوباً أو مقروءاً أو مسموعاً – ملفقاً. 

اذا قمنا باستخدام اي صورة تم التلاعب بها لأغراض التحرير، نشير بوضوح إلى حقيقة أنها صورة توضيحية.

عند اقتباس الصور نشير إلى أي تغيير قد نلحقه بالأصل.

2- 5- 3- عدد المصادر

نشترط أن يكون للقصص الموضوعية مصدرين مستقلين على الأقل.

لا نبالغ في تحديد المصادر؛ مصدر واحد هو «مصدر» وليس «مصادر». وبالمثل، فإن الدراسة أو التقرير المنفرد هو «دراسة» أو «تقرير»، وليس «دراسات» أو «تقارير».

2- 5 -4- المصادر السرية

نظرا لما قد يترتب على مصدر المعلومة من أذى بسبب السياق الذي نعمل به فإننا نلتزم بحماية المصادر السرية للمعلومات.

2- 6- النزاهة و المصداقية

نتبع الارشادات المتضمنة: «أرفض الهدايا والمزايا والرسوم والسفر المجاني والمعاملة الخاصة … التي قد تعرض النزاهة أو الحياد للخطر أو قد تضر بالمصداقية».

نمتنع عن الحصول على المعلومات عن طريق التحايل والتزوير.

يعمل مراسلونا على تغطية الأخبار لا تأليفها.

2- 7- الإنصاف

هدفنا تقديم الحقيقة بالكامل كما نعرفها.

نبني القصة لتكون حقيقية من خلال تجنب إغفال أي نقاط ذات أهمية، ونتجنب تضمين المعلومات غير ذات الصلة على حساب الحقائق المهمة.

نلتزم بعنصريّ الإنصاف وهما الاكتمال والأهمية.

2- 8- حق الرد

عندما ننشر مادة تتضمن الإشارة إلى ارتكاب مخالفات أو نوجه انتقادات جادة ضد سلوك فرد أو جهة، نبذل قصارى جهدنا للسماح لهم بالرد ونوفر وقت كافٍ ولكن معقول للقيام بذلك.

نحن ندرك أن للأفراد حقاً أكبر في الخصوصية من الشخصيات العامة. نراعي بشدة التحقق الدقيق والكامل عندما تتضمن المادة الاعلامية تدخلاً كبيراً في خصوصية الفرد.

2- 9- اللغة

نراعي سلامة وسهولة اللغة ومناسبتها لجميع الفئات العمرية والجندرية واستخدام مجموعة من الأدوات الخطابية المناسبة للسياق، حيث تكون الكلمات أقوى عند استخدامها بدقة وحسم. 

نتحاشى بقوة استخدام الشتائم والسب والألفاظ النابية.

2- 10- حماية الطفل

نظرا لأن سياقات النزاع تتضمن عادة انتهاكات من أطراف النزاع، أهمها عمليات الخطف والتجنيد فإنناعند التناول الإعلامي لحالة طفل معين فإننا نلتزم أولاً بالحصول على الموافقة المستنيرة من مقدم الرعاية.

نشدد على عدم تقديم أي محتوى إعلامي غير مناسب للأطفال, إلا اذا كان ذلك لمبررات تحريرية، و في هذه الحالة نشترط الحصول على موافقة مسؤول التحرير ونشير إلى ذلك بوضع علامات تحذيرية واضحة و صريحة. 

2- 11- المواد الإعلامية ذات المحتوى القاسي

نظراً لأن السياق هو نزاع فان المحتوى القاسي في التغطية الإعلامية أمر شائع، نلتزم بعدم نشر هكذا محتوى بهدف الإثارة ولا نقوم بذلك ما لم يتوفرمبرر تحريري وبعد موافقة مسؤول التحرير مع الإشارة الى طبيعة المحتوى ووضع العلامات التحذيرية المعروفة. 

2- 12- العنف القائم على النوع الاجتماعي

نلتزم في الامتناع عن نشر أي محتوى يحرّض على العنف القائم على النوع الاجتماعي أو التمييز والإساءة أو الاستغلال للنساء.

3- الامتثال لهذه السياسات

لا تتوقع هذه السياسات كل المواقف التي ستنشأ في سياق سريع التغير وصعب مثل وضعنا، ولا يمكنها توفير قواعد معصومة للقرارات التي يتعين على المحررين والمراسلين اتخاذها ساعة بساعة. لكنها توفر إرشادات مهمة لتلك المناسبات التي يكون لدينا فيها قرارات صعبة أو حساسة أو غير شائعة.

حين يكون هناك اختلافات في وجهات النظر حول تطبيق هذه السياسات ، فإن الخطوة الأولى التي سنتبعها في معالجة ذلك ستكون من خلال النقاش البناء. 

نعتقد أن جميع أعضاء هيئة التحرير يريدون إنتاج أفضل صحافة ممكنة لجمهورنا ، ولتحقيق هذه الغاية سوف يمارسون، بشكل روتيني، حكماً مهنياً في عملهم اليومي وتعاملاتهم مع القرّاء والموضوعات والمصادر والزملاء. ومع ذلك، فإن أي ثغرات في الحكم في المجالات المشمولة هنا أو انتهاك متعمد لنياتهم يمكن اعتباره خطيراً بما يكفي لتبرير اتخاذ إجراء تأديبي.

لأي اقتراحات أو ملاحظات يُرجى مراسلتنا على البريد الإلكتروني: [email protected]