تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على اللواء الثامن التابع للأمن العسكري، ما أسمته بياناً صادراً عن القيادة العسكرية في مدينة بصرى الشام في الريف الشرقي من محافظة درعا، بعد مقتل أب وابنه على يد عاملين في اللواء، وإصابة آخرين، قبل أيام قليلة.
وجاء في البيان أنه بعد الاستماع لشهادة الشهود المتواجدين أثناء الحادثة بشكل مباشر، والاطلاع على أسباب الخلاف: “تم إيقاف جميع العناصر التابعين للواء الثامن، من الذين تجاوزوا اللجنة الأمنية الموكلة بحل الخلافات داخل المدينة، وتصرفوا من تلقاء أنفسهم”.
وأضاف البيان : “بما أن اللواء الثامن هو الضامن لأمن واستقرار المنطقة الجنوبية، فإنه يسعى مع أهل الحل والعقد وأولياء الدم لإقامة الحق عبر تشكيل لجنة عشائرية تفصل في الواقعة، وأن بصرى ستبقى آمنة مستقرة بوعي أبنائها، وامتثالهم للشرع وتحكيم العقل لا السلاح، بعيداً عن العواطف الجياشة الجاهلية التي تؤدي لمهلكة الداعين لها”.
ورصدت درعا 24 يوم الأربعاء الماضي 13 أيلول / سبتمبر 2023، مقتل المواطن” موسى الليتيم (المقداد)” وابنه “محمود، في العشرينات من العمر” بعد اقتحام محل الألبسة الخاص بهم، ضمن أحياء بصرى الشام، من قِبل عاملين في اللواء الثامن، لاعتقال الابن، ونشبت اشتباكات، نتج عنها أيضاً إصابة ثلاثة من عناصر اللواء.
وأفاد مراسل درعا 24 حينها نقلاً عن أكثر من مصدر من أبناء بصرى الشام، كانوا موجودين بالقرب من موقع الحادثة، أن تعزيزات للواء الثامن جاءت إلى المحل، وأطلقوا النار من مضاد أرضي، وتم قصف المحل التجاري بقذيفتين من نوع RBG، ووقع الأب والابن جريحين بدايةً ثم تُوفيا لاحقاً.
وأكدت ذات المصادر، بأن المشكلة بدأت قبل الحادثة بيوم واحد، حيث تشاجر الابن “محمود الليتيم” مع شقيق القيادي في اللواء الثامن “صالح العيسى”، وبأن من قَدم أولاً لاعتقال الشاب، هو “العيسى” برفقة عناصر آخرين من اللواء.
اقرأ أيضاً : اللواء الثامن يُفرج عن ثلاثة أخوة من سجونه في بصرى الشام
يأتي هذا البيان الذي تم نسبه لقيادة اللواء الثامن في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات التي يقوم بها هذا الفصيل المحلي وعناصره في مدينة بصرى الشام، حيث وثقت درعا 24 قبل قرابة عشرة أيام، اعتقال الشاب “شادي الغثيان (المقداد)” من أبناء المدينة، لانتقاده زيارة محافظ درعا “لؤي خريطه” إلى بصرى الشام، التي كانت مقررّة قبل أيام، واتهامه لقادة اللواء بالخيانة لأنهم كانوا ينون استقبال المحافظ بشكل رسمي ورفع العلم الأحمر، وقد تم تأجيل زيارة المحافظ لاحقاً.
ونقل المراسل حينها عن مصدر من اللواء الثامن، بأن من بين الأسباب الأخرى لاعتقال “الغثيان”، رفعه العلم الأخضر (علم الثورة) مقابل مخفر الشرطة في بصرى الشام والحاجز العسكري في المدينة، حيث لا يُسمح لأحد برفع العلم الأخضر في مثل هذه الأماكن الحساسة، “بحسب تعبيره”، بينما يُسمح برفعه خلال المظاهرات.
وأكد المصدر العامل في اللواء، بأن الشاب ما زال قيد الاعتقال حتى اليوم، ويعاني من أوضاع صحية سيئة في سجنه، جراء الضرب الذي يتعرّض له في السجن.
وأوضح المراسل بأن “الغثيان” من العناصر القدماء في الفصائل المحلية وفي اللواء الثامن، وهو من المقربين من قادة الصف الثاني في اللواء.
يُعدّ اللواء الثامن أحد أكبر الفصائل المحلية في محافظة درعا، ويقوده منذ تأسيسه منذ العام 2012 «أحمد العودة» وهو مدعوم من روسيا، وسافر إليها وإلى تركيا والإمارات والعديد من البلدان الأخرى في السنوات الأخيرة، وهو موجود حالياً في الأردن، ويُدير اللواء عسكرياً نائبه «علي الصباح المقداد، المُلقب بـ علي باش» وهو في الثلاثينيات من العمر ومن المقربين من العميد «لؤي العلي» رئيس جهاز الأمن العسكري في محافظة درعا.
اقرأ أيضاً : عناصر من اللواء الثامن يداهمون منزلاً في بلدة صيدا
الرابط : https://daraa24.org/?p=33695