في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أصدر أحمد الشرع، قائد إدارة العمليات العسكرية، قرارات بتعيين وترقية عدد من المقاتلين، بينهم أجانب في الجيش السوري الجديد. هذه التعيينات شملت شخصيات لا تمتلك خلفيات عسكرية نظامية، ما أثار استياء بعض الضباط المنشقين السوريين، الذين يرون في هذه القرارات تهميشًا لهم على الرغم من خبراتهم الميدانية والأكاديمية.
إقرأ أيضاً: المبعوث الأممي إلى سوريا في لقاء مع الشرع
اللواء مرهف أبو قصرة (أبو حسن الحموي): وزير الدفاع الجديد

كان من بين تم منحهم رتبة عسكرية مرهف أبو قصرة، المعروف بـ”أبو الحسن الحموي أو أبو الحسن 600″، حيث أصبح برتبة لواء، وتم تعيينه وزيرًا للدفاع، وهو قائد في هيئة تحرير الشام وشغل منصب القائد العام للجناح العسكري فيها لسنوات. يبلغ من العمر 41 عاماً. ينحدر “أبو قصرة” من بلدة حلفايا في محافظة حماة، وهو مهندس زراعي. تولى هندسة القدرات العسكرية في الشمال السوري، وقاد معظم العمليات العسكرية هناك، مما أكسبه شهرة واسعة في صفوف الهيئة ومقاتليها.
تعيينات تُثير التساؤلات
شملت التعيينات الأخيرة في الجيش السوري الجديد أسماء شخصيات أجنبية بارزة تنتمي جميعها إلى هيئة تحرير الشام، مما أثار العديد من التساؤلات حول المعايير المستخدمة في هذه الترقيات. تضمنت الأسماء:
- عبد العزيز داوود خدابردي (أبو محمد تركستان): ينحدر من الأقلية التركستانية في الصين، وهو قيادي بارز في هيئة تحرير الشام.
- عمر محمد جفتشي (مختار التركي): تركي الجنسية، وقائد عسكري في هيئة تحرير الشام، قاد لواءً تركيًا ضمن الهيئة.
- عبدل صمريز بشاري (أبو قتادة الألباني): ألباني الجنسية، وقيادي عسكري في هيئة تحرير الشام.
- العقيد مولان ترسون عبد الصمد: ينحدر من طاجيكستان، ويُعتبر أحد القيادات البارزة في هيئة تحرير الشام.
- العقيد علاء محمد عبد الباقي: مصري الجنسية، وهو قيادي عسكري بارز في هيئة تحرير الشام.
- العميد عبد الرحمن حسين الخطيب (أبو حسين الأردني): أردني الجنسية، وقائد عسكري بارز ضمن الهيئة.
هذه التعيينات أثارت تساؤلات حول مدى ملاءمة هذه القرارات لطبيعة الجيش السوري الجديد، خاصة في ظل تهميش الضباط المنشقين من أبناء سوريا الذين يمتلكون خبرات أكاديمية وميدانية عميقة. يأتي هذا التوجه ليعزز المخاوف بشأن تأثير هذه الترفيعات على استقلالية الجيش الجديد، ومصداقيته بين السوريين أنفسهم.
هل يجوز تعيين أجانب في الجيش السوري؟
تُطرح تساؤلات عديدة حول مدى قانونية أو شرعية تعيين أجانب من جنسيات غير سورية في الجيش السوري الجديد، خاصة أن الجيش يُفترض أن يكون مؤسسة وطنية تمثل الشعب السوري فقط. هذه الخطوة تفتح الباب أمام جدل حول طبيعة الجيش الجديد ومدى استعداده للتوافق مع المعايير الوطنية والدولية.
رأي ضابط منشق عن الجيش
في اتصال خاص أجرته شبكة درعا 24، وصف ضابط منشق عن جيش النظام السوري المخلوع، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، هذه التعيينات بأنها “خطوة غير مدروسة”. لافتاً إلى أن وصول ضابط إلى رتبة لواء يستغرق سنوات طويلة ودراسة وخبرات كثيرة.
أكد الضابط المنشق أن منح رتب عسكرية لمقاتلين أجانب يفتقرون للخلفيات العسكرية النظامية، بينما يتم تهميش الضباط المنشقين السوريين أصحاب الخبرة الأكاديمية والميدانية، يؤدي إلى تأثيرات سلبية خطيرة على فعالية الجيش السوري الجديد.
وأضاف الضابط أن الخبرة التي يمتلكها الضباط المنشقون لا يمكن تعويضها، وأن تهميشهم يثير الإحباط ويهدد بإبعادهم عن المشاركة في إعادة بناء الجيش. وقال: “منح الرتب يجب أن يكون قائمًا على الكفاءة والخبرة العملية، وليس على أساس التوجهات السياسية أو العلاقات الشخصية”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تعكس توجهات سياسية لتعزيز تحالفات معينة، لكنها تضعف استقلالية الجيش وتؤدي إلى انقسامات داخل صفوفه.
معايير غائبة وتأثيرات قانونية
أوضح الضابط أن قرارات منح الرتب العسكرية في الجيش الجديد يجب أن تُبنى على أسس قانونية وتنظيمية واضحة، مؤكداً أن السيد أحمد الشرع، في ظل غياب معايير شفافة ومعلنة، يفتقر إلى الصلاحية الكافية لاتخاذ قرارات تتعلق بمنح الرتب العسكرية. مردفاً بأن هذا لا يعني الإنقاص من شأن “الشرع” ولا تقليل ما فعلته الهيئة أو كل الفصائل العسكرية بل توضيح القوانين، وسوريا الجديدة التي يريدها كل السوريين دولة قانون.
وأشار إلى أن غياب هذه المعايير يضر بمصداقية الجيش الجديد ويعزز الحاجة الملحة لوضع قوانين ولوائح تنظيمية صارمة تنظم عمليات الترفيع والتعيين في الجيش، لضمان العدالة وتعزيز كفاءة المؤسسة.
تثير التعيينات الأخيرة أسئلة حول طبيعة الجيش السوري الجديد ومدى توافقه مع المعايير الوطنية. تجاهل الكفاءات المحلية لصالح المقاتلين الأجانب يهدد بإضعاف هيبة الجيش وتقويض الجهود الرامية لتوحيد صفوفه. إن المرحلة الراهنة تتطلب مراجعة شاملة لآليات اتخاذ القرار لضمان بناء جيش وطني قوي ومستقل.
ما رأيكم في منح مقاتلين أجانب رتباً عسكريةً داخل الجيش السوري الجديد؟ وهل تعتقدون أن ذلك يعزز من كفاءة الجيش أم يضعفها؟
الرابط: https://daraa24.org/?p=47341