مدرسة في محافظة درعا

نقص الكادر التعليمي في محافظة درعا

يعاني قطاع التعليم في درعا كغيره من القطاعات الأُخرى، من صعوبات كثيرة، وكذلك الأمر في عموم المحافظات السورية، درعا 24 تستعرض هذه الصعوبات في سلسلة تقارير، تبدأ بمشكلة نقص الكادر التعليمي في محافظة درعا.

تعاني معظم مدارس المحافظة من نقص حادّ، في الكادر التعليمي، وخاصة في اختصاص الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء واللغتين الإنكليزية والفرنسية، إضافةً إلى النقص في معلميّ الصف للحلقة الأولى.

 أرجع مختصّون السبب في ذلك إلى هجرة بعض المدرسين إلى خارج البلاد، هرباً من الحرب أو من الالتحاق بالخدمة العسكرية، كذلك لجوئهم إلى عمل آخر غير التدريس، نظراً لقلّة أجور التدريس، وغلاء المعيشة، حيث يتقاضى المدرس من داخل الملاك أجر شهري لا يتجاوز ال 60 ألف ليرة.

اقرأ أيضًا:  الواقع التعليمي في محافظة درعا، إلى متى المعاناة!

 ‏أما عن خارج الملاك فإمّا أن يكون صاحب اختصاص ويُعطي ساعات، ويتقاضى أجراً على الساعة لا يتجاوز الـ 300 ليرة سورية، وإمّا أن يكون وكيلاً، حيث يتقاضى أجراً يومياً أفضل من الساعات – رغم قلته – حيث لا يتجاوز 1200 ليرة سورية، وهذا فعلياً لا يكفي سعر ربطة خبز سياحي، مع النقص الحاد في الخبز العادي.

بحسب مختصين ضمن قطاع التعليم في درعا، فإنّ ذلك ألجأ الكثير من المدرسين إلى العمل في القطاع الخاص لا ضمن مديرية التربية، لأن المردود المالي منه أفضل بدرجات من المردود الحكومي.

 تحاول مديرية التربية بالتنسيق مع الوزارة سد النقص في الكوادر، فتقوم بين الحين والآخر بإجراء مسابقات تثبيت، ولكن دون جدوى، حيث أدتْ المسابقات إلى فائض في بعض الاختصاصات، مثل اللغة العربية والاجتماعيات، واستمرار النقص في المواد العلمية واللغات الأجنبية، وفائض في مناطق وعجز في أُخرى. وذلك بسبب عدم قدرة المعلمين على التّنقّل بين القرى والبلدات، بسبب غلاء المواصلات.

 ‏اقرأ أيضًا: الكمامة إلزاميّة للكادر التدريسي، واختياريّة للطلاب

فيما المشكلة الأعظم في هذه الأيام هو عزوف المدرسين أصلاً عن التقدم لمثل هذه المسابقات، بسبب الشروط التي تضعها وزارة التربية، والتي يعاني منها الكثير من الشباب، وهو أن يكون المدرس مؤدّياً للخدمة العسكرية، -التي يتم ربط كل مناحي الحياة فيها – أو لديه إعفاء منها أو أن يكون عسكرياً، وبالتالي يُحرم المتخلّف أو المؤجّل دراسياً من التقدّم للمسابقة.

مع العلم أنّ العسكريين حتى لو نجحوا في المسابقة لا يساعدوا في حل مشكلة نقص الكادر، لأنهم لا يستطيعون الالتحاق بالتعليم إلا بعد تسريحهم من الجيش.

 هذا النقص الحاد في الكوادر وصعوبة المناهج يضطر أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية لتعليم أبنائهم رغم تكلفتها العالية، والتي تتراوح بين 4000 إلى 7000 ليرة سورية للجلسة الواحدة، حرصاً منهم على تفوّق أبنائهم، وخاصّةً في الشهادة الثانوية.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=10112 صفحة درعا 24 على تويتر

Similar Posts