البالة في درعا الخيار البديل للأهالي

مع دخول فصل الشتاء تحتاج الكثير من العائلات لشراء ملابس شتوية جديدة ويعجز الكثيرون عن شرائها بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ولا سيما أصحاب الدخل المحدود. 

من خلال جولة لمراسلي درعا 24 في بعض المدن والبلدات لرصد أسعار الملابس الشتوية، تبين بأن الأسعار زادت كثيراً عن العام الماضي، فقد بلغ سعر الجاكيت الشتوي بين 200 و250 ألف ليرة، وتراوح سعر البيجامة بين 60 إلى 80 ألف ليرة، بينما بلغ سعر بيجامة الأطفال بين 30 و50 ألف ليرة. 

 دفعت هذه الأسعار أغلب المواطنين للتوجه إلى سوق البالة، لتأمين كسوة الشتاء، حيث يبلغ سعر الجاكيت في محلات البالة بين 25 إلى 50 ألف ليرة، بينما سعر الكنزة الشتوية ما يقارب 10 آلاف ليرة، وبجامات الاطفال ما يقارب 15 ألف ليرة. 

ورغم الفرق الواضح في الأسعار ما زال المواطن غير قادر على تأمين احتياجات أسرته كاملة من الملابس، في هذا السياق يقول أحد الموظفين في القطاع الحكومي: “راتبي لا يكفي لشراء ملابس شتوية لأطفالي، فلجأت إلى البالة التي تكاد تخرج أيضاً عن متناول يدي”. تقول زوجته أيضاً: “الشهر الذي اشترينا فيه الملابس لأطفالنا كان عصيباً، حيث استهلكنا الراتب بأكمله لشراء بعض الملابس”. بدورها إحدى المعلمات تقول: “شرّ البلية ما يضحك، راتبي لا يكفي لشراء جاكيت لأرتديه أثناء الذهاب إلى عملي”. 

إقرأ أيضاً: أسعار المستلزمات المدرسية، تثقل كاهل الأسر في درعا وتضاعف همومهم

إقرأ أيضاً: ملابس العيد عبء إضافي على الأسرة في درعا

أما عن سبب ارتفاع ملابس البالة في بعض المحلات، أكّد أحد مالكيها أنهم يشترونها بالعملة الأجنبية ويعانون الكثير من الصعوبات للحصول عليها، وأنها رغم غلائها تعد رحمة للمواطن، مقارنة بأسواق البضاعة المحلية. مشيراً أن معظم بضاعتهم تصل تهريباً من خارج سوريا، ويضطرون لدفع نفقات وصولها لهم، وهذا يجبرهم على رفع أسعار الثياب المرتبطة أساساً بالدولار.

 كما بيّن أنهم يتسلّمون شحنات كبيرة من الأكياس الضخمة المغلفة، التي يجهلون محتواها ويشترونها بالوزن وقد يحالفهم الحظ وتكون البضاعة مصنفة نخب أول. مشيراً إلى أن كثيراً من الأكياس يُكتب عليها نخب أول وعندما يتم فتحها يتفاجؤون أنها نخب ثان ويوجد بداخلها بعض القطع الجيدة فقط.

بدوره مدير جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي بيّن أن ارتفاع الأسعار شمل كل شيء ليس الألبسة فقط؛ فالأسعار ارتفعت بنسبة 20% وبسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن والوضع الاقتصادي الصعب يلجأ كثيرون إلى شراء الألبسة المستعملة “البالة”.

وأوضح معقالي أنه لا توجد تسعيرة موحدة لهذا السوق وإنما هناك دعوة لجميع التجار بتخفيض أسعارهم وأن “يتقوا الله بهذا المواطن الفقير”.

وأوضح أنه في حال وجود شكوى من المواطنين يتم إرسالها إلى الجهات المعنية، لتوجيه دوريات تموينية لتنظِّم ضبوطاً بحق المخالفين، وتضبط الأسعار قدر الإمكان.

أخبرونا عن أسعار الملابس في مناطقكم، وكيف يستطيع أصحاب الدخل المحدود شراء حاجيات الأسرة، في ظل هذا الغلاء؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=26847

Similar Posts