شهد المركز الثقافي في مدينة درعا توقفاً مفاجئاً عن العمل بتاريخ السابع من الشهر الجاري، حيث طُلب من الموظفين تسليمه لإدارة الشؤون السياسية، والعودة إلى منازلهم بانتظار ما أُطلق عليه “إعادة هيكلة”. يؤكد عاملون في مديرية الثقافة أن المركز وخاصةً مكتبته تُقدّم فوائد كبيرة لطلاب الجامعات، وكان هناك العديد من الأنشطة والندوات التي يتم تنفيذها.
قال أحد العاملين في المركز الثقافي في مدينة درعا قال في تصريح لشبكة درعا 24، بأنهم طلبوا تسليم العهدة ومفاتيح المركز، وذهاب جميع الموظفين إلى المنازل، إلى أن يتم إبلاغهم بالمستجدات. كما قيل لهم إن هناك “إعادة هيكلة”، هم ينتظرون ذلك. مشيراً إلى أنهم بعد سقوط النظام وحتى قرار الإغلاق، كانوا يداومون بشكل طبيعي، دون إقامة فعاليات أو دورات، فقط المكتبة كانت تعمل كالمعتاد.
وأوضح، بأنهم استلموا رواتبهم بعد سقوط النظام، مثل أي موظفين في دوائر أخرى. لافتاً إلى أن ما حصل ليس إيقاف عن العمل لموظفي مديرية الثقافة بشكل عام، بل طُلِب منهم الذهاب للمنازل ريثما تتم إعادة الهيكلة، وهم ينتظرون إتمام ذلك.
نشاط المركز قبل الإغلاق
وأكّد بأن المركز الثقافي كان يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتعليمية. وفقاً لأحد العاملين في المركز، كانت هذه الأنشطة تشمل: محاضرات وندوات أدبية.
- دورات تدريبية: مثل دورات الكمبيوتر، الخط العربي، التمريض، والمحاسبة.
- المكتبة: حيث كانت تقدم خدمات الإعارة الخارجية والداخلية، خاصة لطلاب الجامعات والمعاهد المتوسطة والمدارس.
- ورشات تعليمية وتدريبية للأطفال : ضمن برنامج تنمية مهارات الحياة.
إقرأ أيضاً: التعليم في درعا انتكاسة بعد الصدارة (1/3)
كما قال موظف آخر في المركز بأن مئات حلقات البحث كانت تُكتب من خلال مكتبة المركز في كل فصل دراسي، بالإضافة إلى الدورات والأنشطة التي كانت تُقام بشكل منتظم. ومع ذلك، تم إيقاف كل هذه الأنشطة فجأة، مما أثر سلباً على الطلاب الذين كانوا يعتمدون على خدمات المركز.
تساؤلات حول “إعادة الهيكلة”
إغلاق المركز الثقافي بدرعا أثار استغراباً لدى الموظفين وطلاب الجامعات، خاصّةً مع استمرار عمل وزارة الثقافة في سوريا. يقول أحد الموظفين في حديثه مع الشبكة: “من الغريب أن الوزارة لا تزال تعمل، وكذلك المديريات في غالبية المحافظات، باستثناء مديرية الثقافة في درعا، التي تم إغلاقها دون أي تبرير. نحن كموظفين وكمراجعين لهذا الصرح الثقافي نحتاج إلى توضيحات، خاصة أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الثقافة المجتمعية كونها واجهة الأمم”.
يتابع الموظف: “لقد كان المركز الثقافي بدرعا ومكتبته الغنية مصدر إلهام لجميع الروّاد من مثقفين ومحبين للقراءة. اليوم، يتواصل معنا طلاب الجامعات للاستفادة من خدماته، لا سيما في إعداد حلقات البحث، لكن الإغلاق حال دون ذلك”. حيث العديد من الطلاب يعتمدون على خدمات المكتبة التابعة للمركز في إعداد حلقات البحث الأكاديمية، والرجوع إلى المراجع التي يحتاجونها.
مؤكداً التزامه بقرار الإيقاف هو وبقية الموظفين، ويضيف: “كموظف ليس لي علاقة بقرارات التسليم والاستلام، لكن عند الشعور أن هناك أموراً غير واضحة وغير صحيحة، فمن واجبي التحدث. العمل الثقافي الذي نقوم به في المركز مرتبط بالمكتبات والدورات والفنون التشكيلية، ولا يمت بصلة لأي أنشطة سياسية”. ويختم حديثه: “نشعر أنه تم التعامل مع المركز، وكأن عمله مثل عمل حزب البعث، وهذا أمر غير منطقي!”.
الرابط: https://daraa24.org/?p=47986