الاحتجاجات في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي
الاحتجاجات في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي

خرجت العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في بعض مدن وبلدات محافظة درعا في الأيام الأخيرة، تناهض جميعها السلطات السورية، وتطالب بالإفراج عن المعتقلين، ترافقها في هذه الاحتجاجات جارتها السويداء، حيث تطالب التظاهرات هناك بذات المطالب، وتُركّز على تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

رصدت درعا 24 خروج مظاهرات في مدينة جاسم شمالي درعا، حيث خرجت حتى لحظة إعداد هذا التقرير أربع مظاهرات وسط المدينة، توجهت الأولى منها إلى المركز الثقافي في المدينة، حيث يتمركز هناك قوات تابعة للأجهزة الأمنية، وتحولت لمواجهات طفيفة بين المتظاهرين والعناصر الأمنية، وأطلقت خلال ذلك الأخيرة النار في الهواء لتفريق المحتجين، الذين اختاروا لاحقاً التجمع في الساحة العامة وسط المدينة.

كذلك خرج العشرات من أبناء بلدة تل شهاب غربي درعا، رفعوا لافتات وهتفوا هتافات ضد السلطات وطالبوا بذات المطالب في مدينة جاسم، وهو الإفراج عن المعتقلين. وسبق ذلك مظاهرة ليلية مشابهة في مدينة داعل وسط درعا.

تزامن وسبق هذه المظاهرات وقفات احتجاجية في مدينة السويداء في ساحة السير، حيث رفع المحتجون لافتات طالبوا فيها بالإفراج عن المعتقلين، وبتحسين الأوضاع المعيشية والأمنية، وتطورت إحداها إلى اقتحام مبنى السرايا الحكومي، وإحراق صور الرئيس السوري، وتكسير وحرق للمبنى الحكومي، وتطورت كذلك إلى مواجهات مع قوى أمنية في السويداء، ونجم عنها مقتل وأحد المحتجين وإصابة آخرين، بالإضافة لمقتل عنصر أمني.

للوقوف على آخر التطورات الأخيرة في محافظة درعا، تحدثت درعا 24 إلى الناشط “سامر محمود” من أبناء محافظة درعا، الذي أكد أن “السبب الرئيسي الذي دفع بالعديد من الأهالي إلى العودة إلى الشارع والتظاهر، هو موضوع المعتقلين الذي بات يؤرق أهلهم وأقاربهم، وخاصة بعد الوعود الكاذبة، التي لم تصدق بها السلطات السورية في إطلاق سراح معتقلي الرأي، بل أطلقت سراح موقوفي الجنايات والدعاوي الشخصية. “

وأضاف : “لقد طالب المحتجون السلطات بالالتزام بالوعود التي تم قطعها بعد اتفاقية التسوية والمصالحة في العام 2018، والتي نصت على اطلاق سراح جميع المعتقلين، وعدم المراوغة في تنفيذ هذه الوعود، التي لم يعد هناك ادنى شك بأنها وعود ضبابية، وخاصة بعد صدور مرسومي العفو مؤخراً، حيث ظهر عدم التزام النظام بتطبيق هذه البنود واستمراره في عمليات الاعتقالات التعسفية. الأمر الذي سيدفع بالعديد من سكان المناطق الأخرى للنزول إلى الشارع والمطالبة في الكشف عن مصير أبنائهم.”

وتوقع بأن ذلك لن يكون فقط على مستوى محافظة درعا، بل سيمتد إلى العديد من المحافظات السورية، وخاصة أن المواطن السوري بدأ يرى نفسه مدفونا على قيد الحياة في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة. وفق تعبيره.

فيما أكد الناشط: “مازلنا نرى أن القوات الأمنية تتعامل مع مطالب الناس بشكل همجي، وضمن عقليتها الأمنية القديمة، إما عن طريق إطلاق العيارات النارية بالهواء أو عن طريق تسليط الميليشيات التابعة لها لتفريق تلك المظاهرات ودب الرعب في قلوب المتظاهرين كما حصل مؤخراً في مدينة الصنمين”.

صور خاصة من احتجاجات السويداء

بدورها المحامية “راية السبيعي” من محافظة السويداء أكدت في حديثها مع مراسل درعا 24 أن هذا التزامن في الاحتجاجات بين درعا والسويداء، ليس بصدفة فأهل درعا يعانون من نفس المشكلات التي يعانيها اهل السويداء، والمطالب واحدة، “هناك روابط وإن صح التعبير هناك تنسيق بين المحافظتين”.

مضيفةً: “الحراك في السويداء مستمر، وفضل القائمون على الحراك الاحتجاج كل يوم اثنين، ومن الملاحظ تزايد الاعداد، وطالت الاحتجاجات قرى المحافظة، وليس مدينة السويداء فقط، إذ أن المتظاهرين كانوا من القرى والأرياف”.

وأما فيما يخص مطالب المحتجين فقد أوضحت الناشطة السبيعي أنها: تطبيق قرار مجلس الامن 2254، والافراج عن المعتقلين وتحسين الوضع المعيشي. حيث الاحتجاجات تتزامن مع انهيار دراماتيكي لقيمة العملة السورية، وفقدان كل السبل المعيشية وتردي الخدمات أكثر فأكثر وفقدان السلع الضرورية والاساسية من الأسواق.

ولدى سؤالها هل يمكن أن تتزايد الاحتجاجات خلال الأيام القليلة القادمة؟ قالت: الموضوع متباين اذ انه في احدى السياقات نعتقد تزايد عدد المتظاهرين بسبب سوء الوضع، والاستياء الشعبي في ارتفاع، وفي سياق اخر ان بقي الحراك دون اي تطورات ايجابية تعيد الامل بشكل حقيقي للناس، فإنه ليس من الممكن ان تتزايد الاعداد، وخصوصاً أن رد فعل الحكومة غير متوقع أن يكون إيجابياً. وحتى وإن امتلكت السلطات الإرادة في الاستجابة لمطالب الاحتجاجات فهي لا تمتلك القدرة أصلاً على تحقيق مطالبهم، لأنها أصلاً هي رافضة للتغير السياسي والاصلاح الحقيقي”.

وبخصوص الحراك في السويداء فقد أوضح الناشط من محافظة درعا، أن الوضع الأمني والمعيشي المتردي بشكل ملحوظ في جميع البلاد، والمظاهرات هناك طالبت بتحسين الوضع المعيشي والأمني وبالإفراج عن المعتقلين.

أضاف: “لاحظنا تناغماً لدى المحتجين بين المحافظتين ومناصرتهما لبعضهما البعض عن طريق اللافتات والهتافات”. وختم أن هذا التناغم بين درعا والسويداء، سيخلق نوع من الانسجام في الأيام القادمة، وارتفاع في وتيرة التنسيق في الاحتجاجات في كل من درعا والسويداء، ولربما يمتد هذا التنسيق الى باقي المحافظات السورية.

وأنت ما رأيك بالاحتجاجات في كل من درعا والسويداء وهل هناك تناغم وتنسيق بين المحتجين فيهما، وهل يمكن أن تمتد التظاهرات إلى مناطق أخرى، خاصة مع سوء الحالة المعيشية، واستمرار عدم إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، وكذلك استمرار تعامل السلطة مع الاحتجاجات بنفس الطريقة؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=28204

Similar Posts