“توفي مئات الآلاف من السوريين، ونزح الملايين. وعدد آخر لا يُحصى ظل محتجزاً بشكلٍ غير قانوني وغالباً ما تعرّض للتعذيب، أو مفقوداً، مختفياً، أو يعيش في حالة عدم اليقين والحرمان”. هذا ما قاله يوم أمس الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في كلمة أمام الصحفيين من المقرّ الدائم في نيويورك، بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب في سوريا.

مؤكداً، مواصلة الأمم المتحدة سعيها للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2254. وقال إن الخطوة الأولى على هذا الطريق يجب أن تكون متمثلة في إحراز تقدّم ملموس في اللجنة الدستورية. وبأنّه قبل 10 سنوات، وضع القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية السلمية في سوريا البلد على طريق حرب مروّعة.

وأشار الأمين العام، تتضاعف معاناة السوريين مع الانهيار الاقتصادي والفقر المتزايد الناجم عن مزيج من الصراع والفساد والعقوبات وجائحة كوفيد-19. كما أن نحو 60% من السوريين معرّضون لخطر الجوع هذا العام، وفي معظم فترات الحرب الأهلية، كانت مناطق شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة المنظمات الإرهابية بحسب تصنيف مجلس الأمن والتي عرّضت العديد من السوريين لعنف وقمع شديدين.

ودعا السيّد غوتيريش إلى القيام بالمزيد من أجل إتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية، حيث تعتبر عمليات التسليم المكثف عبر الخطوط (داخل سوريا) وعبر الحدود ضرورية للوصول إلى جميع المحتاجين في كل مكان. “لهذا السبب فإنني حثثت مجلس الأمن مرارا وتكرارا على تحقيق توافق في الآراء بشأن هذه المسألة الحاسمة”.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه على مدى العقد الماضي، كان العالم يراقب سوريا التي انزلقت في الدمار وسفك الدماء، وقد فاقمت جائحة كـوفيد-19 الأمر، حيث في خضّم الجائحة لا يزال الوضع في سوريا كابوساً: “في ذلك الوقت، تعرّض السوريون لانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع ومنهجي. وانتهكت أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي مراراً وتكراراً، مع الإفلات المطلق من العقاب حتى الآن”.

وتطرق الأمين العام إلى مسألة محاصرة المدن وتجويع المدنيين، حيث أشار إلى أن أطراف الصراع فرضت قيوداً لا يمكن تبريرها على المساعدات الإنسانية، وقال: “من المستحيل فهم مدى الدمار الذي لحق بسوريا بشكل كامل، لكنّ شعبها عانى من أعظم الجرائم التي شهدها العالم في هذا القرن. حجم الفظائع يصدم الضمير، ويجب محاسبة مرتكبيها إذا كان للسلام الدائم أن يعمّ في سوريا”.

وبخصوص وجوب التسوية السياسية قال: “لدى الأطراف فرصة لإظهار استعدادها لإيجاد أرضية مشتركة والإقرار بحاجة جميع السوريين، الذين يمثلونهم، إلى تجاوز حالة الصراع الذي طال أمده”، مؤكداً أن هذا هو الطريق الذي سيؤدي إلى حل يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، ويخلق الظروف اللازمة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة، ويحترم سيادة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها.

https://daraa24.org/?p=18608

Similar Posts