الجامع العمري في مدينة طفس في ريف محافظة درعا الغربي مع المئذنة
الجامع العمري في مدينة طفس في ريف محافظة درعا الغربي مع المئذنة

يجري الحديث في مدينة طفس في الريف الغربي من محافظة درعا، هذه الأيام، حول توسعة الجامع العمري القديم في المدينة. ويُقترح أن تكون التوسعة بضمّ المحلات التجارية المحيطة بالمسجد، وهدم سقف الجامع، الذي يُعتبر واحد من أقدم المساجد الأثرية في المنطقة.

حسب مراسل درعا 24 فإن هذه الفكرة تلقى تأييداً قوياً من القيادي المحلي في اللجنة المركزية “محمود البردان، أبو مرشد” ومن اللجنة المسؤولة عن المسجد، والتي يرأسها الشيخ “جهاد الزعبي”.

وأضاف المراسل: في المقابل يؤيد العديد من أهالي طفس توسعة الجامع على حساب المحلات التجارية المحيطة بالجامع، على الرغم من عدم الحاجة لذلك، لكن يعارض كثيرون هدم السقف لرمزية الجامع وقيمته التاريخية، حيث يمكن إصلاح السقف وترميمه دون الحاجة لهدمه.

في حين قال مصدر من أبناء مدينة طفس أنه إضافةً للكثير من الأهالي فإنّ مديرية السياحة والأثار أيضاً، ترفض هدم سقف الجامع رفضاً قاطعاً، لكن القيادي المحلي “أبو مرشد البردان” مُصمّم على توسعة الجامع، وهدم سقفه بالتعاون مع لجنة الجامع، ويحتجون بذلك على وجود تسريب مياه في السقف، حسب قولهم.

في لقاء لمراسل درعا 24 مع أحد المستأجرين في المحلات التجارية المحيطة بالجامع، للوقوف على هذه المشكلة، قال: “هذه المحلات تتبع لمديرية الأوقاف ونستأجرها منذ سنوات طويلة، وهي مصدر رزقنا الوحيد، وهي تعيل عشرات العائلات، ليس فقط أصحابها بل العمال فيها أيضاً، وقام بعض المستأجرين بترميم هذه المحال بمبالغ طائلة، وفي حال تم ضمها لتوسعة المسجد يجب تعويضهم، في ظل هذا الوضع المعيشي السيء وارتفاع الإيجارات”. واختتم قوله: “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.

إقرأ أيضاً: حوران في صور، الجامع العمري في درعا البلد بعد التّرميم

وفي حديث لمراسل درعا 24 مع مصدر محلي مُطّلع على قضية ترميم الجامع، قال: “في عام 2005 تم عرض نفس المشروع -أي هدم السقف والتوسعة – وتغيير الاسم من الجامع العمري إلى الجامع الكبير، وكانت الفكرة من قِبل شخص يُدعى محمد حجازي من مدينة طفس”.

وحسب المصدر، فقد كان المشروع ممولاً من إيران، عن طريق “حجازي”، لكن قُوبل بالرفض من قبل المجتمع المحلي ومديرية الآثار، وتم تعطيل المشروع، حينها.

كان “محمد حجازي” يعمل مديراً لثانوية طفس ، وكان مقرّباً من إيران، وتم استهدافه في العام 2011، حيث تعرّض على إثر ذلك لإصابة بالغة، ثم انتقل بسببها للعيش في دمشق، ويقيم فيها حتى الآن، وفقاً لذات المصدر.

مُشيراً إلى أن هناك علاقة وثيقة تربط “حجازي” برئيس لجنة الجامع “الشيخ جهاد الزعبي” الذي كان مدرّساً في ذات المدرسة الثانوية التي كان يديرها “حجازي”.

تجمع لجنة المسجد تبرعات من مغتربي مدينة طفس، بالإضافة لنيتها أخذ جزء من دية الشاب “عدوي أحمد العدوي” التي تبرع فيها والده للأعمال الخيرية في المدينة، لهدم السقف وتوسيع الجامع العمري، حسب ذات المصدر.

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في مدينة طفس 11 مسجداً، أهمها الجامع العمري الذي يقع وسط المدينة، وهو واحد من الجوامع العمرية المنتشرة في محافظة درعا، وتعود باسمها للخليفة عمر بن الخطاب، ولهذه المساجد أهمية كبيرة في نفوس جميع أهالي محافظة درعا، وتعدّ في كلّ بلدة أو مدينة توجد فيها، رمزاً دينياً تاريخياً من رموزها.

شاهد أيضاً: حوران في صور، الجامع العمري في بلدة انخل

الرابط: https://daraa24.org/?p=40271

Similar Posts