جهاز التصوير الطبقي المحوري

يشكو أهالي محافظة درعا من استمرار تعطل جهاز الطبقي المحوري في مستشفى درعا الوطني، مما يضطرهم لتحمّل العديد من الأعباء المادية وقطع مسافات طويلة للحصول على صورة الطبقي المحوري، التي وصلت تكلفتها في القطاع الخاص إلى قرابة النصف مليون ليرة سورية. وسط ظروف معيشية غاية في السوء، يعاني منها أغلب أهالي المنطقة، حيث هناك مرضى لا يستطيعون توفير تكاليف تلك الصورة في القطاع الخاص.

 تعطل جهاز الطبقي المحوري في مشفى درعا الوطني لأكثر من مرة وتم إصلاحه ثم توقف عن العمل. الدكتور يحيى كيوان مدير عام هيئة مشفى درعا الوطني صرح أكثر من مرة لأكثر من موقع رسمي حول ذلك، آخر تلك التصريحات كانت لصحيفة تشرين الرسمية، حيث أكد توقف الجهاز وأجهزة أخرى عن العمل، ولفت إلى أهمية جهاز الطبقي المحوري لكون صوره تسهم في التشخيص الدقيق للعديد من الأمراض، كما أنه مهم جداً لتخديم مرضى الإسعاف والذي لا يحتمل التأخير أو التأجيل.

 ‏وأوضح أنه فور تعطل الجهاز تمت مراسلة وزارة الصحة من أجل توجيه شركة الصيانة الخاصة المتعاقدة للقيام بعملية الإصلاح، وهناك متابعات حثيثة في هذا المجال على أمل أن تتجاوب تلك الشركة بسرعة سواء لإصلاح جهاز الطبقي المحوري أو جهاز تفتيت الحصيات الذي يقدم أيضاً خدمات نوعية للمرضى، وتوقع أن تتم عملية الإصلاح خلال فترة قريبة حسب الوعود بهذا الشأن. فيما أكد العديد من المرضى لمراسلة درعا 24 أن الجهاز ما يزال متعطل حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

 ‏رحلة البحث عن الطبقي المحوري

 (أم محمود، 40 عاماً) وهي من سكان الريف الشرقي لمحافظة درعا، تروي تفاصيل رحلتها للحصول على صورة الطبقي ‏المحوري تقول: “قمت بزيارة الطبيب قبل قرابة الشهر، وذلك بعد كثرة شكوى ابني البالغ من العمر عامين من رأسه، ‏وبعد معاينته من قبل الطبيب طلب مني إجراء صورة طبقي محوري لرأسه بأسرع وقت ممكن، وما زاد من ثقل الهموم على صدري هو معرفة أن جهاز التصوير الخاص بمشفى درعا معطل، ولا أملك المال الكافي من أجل إجراء الصورة في  ‏القطاع الخاص، وبعد أكثر من شهر قررت التوجه لمستشفى طفس الوطني لإجراء الصورة”.

 ‏تتابع: “لم يكن ذلك الحل ‏الأمثل إلا أنه أفضل الموجود. بدأت رحلتي إلى طفس قرابة الساعة السادسة والنصف صباحاً، فأنا مجبرة ‏على الذهاب بباصات النقل الصباحية، لعدم قدرتي على دفع أجرة سيارة خاصة التي تبلغ قرابة ‏الـ 100 ألف ليرة سورية، وما إن وصلت الى كراج ريف درعا الغربي بقيت أقف مدة 3 ساعات متواصلة، ‏حتى انتهى باص النقل الخاص بمدينة طفس من تحميل الركاب، وأخيراً وصلت إلى المستشفى، وكنت قد حصلت على  ‏موعد مسبق عن طريق أحد الأشخاص، حيث قام بمساعدتي وتأمين دور سريع لي، لأن التصوير هناك يحتاج لتسجيل ‏دور مسبق، وأخيراً تمكنت من إجراء الصورة المطلوبة لابني، وبعد أكثر من 4 ساعات أمضيتها متنقلة بين الباصات ‏والكراجات تمكنت من العودة إلى قريتي منهكة بعد هذه الرحلة الطويلة”.

إقرأ أيضاً: وزارة الصحة : ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بمرض الكوليرا

كثرة أعطال الأجهزة الطبية تسبب معاناة للمرضى

 ‏أحد الكوادر الطبية ‏العاملة في مستشفى درعا الوطني أكد لمراسلة درعا 24 أن أزمة نقص اللوازم الطبية وتعطل الأجهزة وبالأخص جهاز ‏الطبقي المحوري ملازمة للمستشفى بشكل شبه دائم. وطالما تلقت المستشفى وعوداً وهمية من قبل الجهات ‏المعنية لإصلاح جهاز التصوير، الذي يعتبر بمثابة حبل نجاة للعديد من المرضى الذين لا يملكون ثمن الصورة في القطاع ‏الخاص، باعتبار صورة الطبقي المحوري ذات أهمية كبيرة جداً في التشخيص الدقيق للعديد من الامراض والتي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة”.

 ‏يضيف: “كثرة الأعطال التي تصيب الأجهزة في درعا سببت للمرضى ‏معاناة من نوع مختلف، إذ أنهم يتحملون العديد من الأعباء المادية والجسدية المضاعفة للحصول على هذه الصورة، وسط ‏عجز حقيقي من قبل وزارة الصحة لوضع حل لمشكلة الأعطال المتكررة، التي تصيب الأجهزة لفترات طويلة، في ظل الظروف المادية الصعبة التي يشهدها أهالي المنطقة بالعموم”.

تزايد توافد المرضى إلى مشفى طفس

 ‏أحد العاملين في مشفى طفس الوطني والذي رفض التصريح عن اسمه لأسباب أمنية يقول: “تزايد توافد المرضى إلى مشفى طفس الوطني خلال الأشهر الماضية بعد تعطل جهاز الطبقي في مشفى درعا الوطني، يتم عن ‏طريق تحديد موعد مسبق للمرضى لمنع حالات الازدحام، مع استقبال الحالات الإسعافية التي لا تتحمل التأجيل والتأخير على وجه السرعة”

 ‏وأكد أن وجود الجهاز له تأثير إيجابي، حيث أنه يخفف عن المرضى أعباء الانتقال والتكاليف ‏المادية الباهظة، في ظل عدم قدرة الكثير منهم اللجوء إلى القطاع الخاص، بسبب تكاليفه العالية التي لا تتناسب مع دخلهم. ولفت إلى أن الطبقي المحوري ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يقدم صور للدماغ والعمود الفقري والبطن ‏والصدر والحوض والعظام، ويساهم في التشخيص الدقيق للأمراض، لذلك لا يمكن الاستغناء عنه ابداً، وغياب هذا الجهاز ‏يسبب خطورة كبيرة على صحة المرضى، نتيجة غياب التشخيص الدقيق للأمراض.

 ‏‏هذا وتعاني المشافي الحكومية في محافظة درعا من نقصٍ حادٍ في الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية وتعطل الأجهزة، ‏الذي بات ملازماً للقطاع الصحي في درعا، مما زاد من معاناة المرضى وجعلهم يواجهون مصاعب عدة للحصول على ‏أبسط الخدمات الصحية في المشافي الحكومية التابعة للدولة.

الرابط: https://daraa24.org/?p=26319

Similar Posts