اللحوم الحمراء، ترفاً لا يقدر الأهالي على شرائها

يشتكي العديد من أهالي محافظة درعا من ارتفاع أسعار اللحوم بصورة غير مقبولة، حيث وفقاً لما رصدته درعا 24 في نشرات أسعار المواد التموينية وبعض السلع الاستهلاكية الأساسية، وصل سعر الكيلو غرام الواحد من لحم العجل إلى 55 ألف ليرة سورية، والهبرة منه وصلت لـ 60 ألف. وأما الكيلو غرام الواحد من لحم الخاروف تتراوح بين 55 إلى 65 ألف ليرة سورية، والهبرة 70 ألف ليرة.

يحول هذا الارتفاع دون تمكن العديد من الأسر من شراء اللحوم، في ظل الارتفاع المستمر لأسعار المواد الاستهلاكية التي تخطت كل التوقعات، في ظل تدهور كبير في قيمة الليرة السورية وانخفاض الأجور وارتفاع معدلات البطالة.

ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل

(أبو سليم، 44 عاماً موظف حكومي) يؤكد أنه لم يعد قادراً على شراء اللحم، وأنه عندما كان سعر كيلو اللحم 40 ألف ليرة سورية، كان يتمكن من شراء نصف كيلو كل شهر ونصف تقريباً، أما الآن لم يعد الوضع مقبولاً أبداً لأنه إذا ما أرد أن يشتري كيلوغرام من اللحم  كوجبة غداء لعائلته المكونة من 7 أفراد، يحتاج لنصف راتبه ثمناً لتلك الوجبة، حيث أن راتب الموظف في القطاع العام لا يتجاوز  ال130 ألف ليرة سورية.

 قرر أبو سليم شأنه شأن الكثيرين الاستغناء عن شراء اللحم، يقول: كيف لمن دخله الشهري لا يتجاوز الـ 130 ألف ليرة سورية أن يشتري كيلو غرام من اللحم ثمنه 60 ألف ليرة، فارتفاع أسعار اللحوم لم يدع لنا خياراً آخر، وجعلنا نلجأ إلى التخلي عنها كوجبة رئيسة لا بد أن تتواجد على مائدة الأسرة، ولو مرة واحدة في الأسبوع.

 ‏يتابع أنه لم يتمكن من إدخال اللحوم إلى بيته منذ قرابة الـ 4 أشهر، لأنه بالكاد قادر على توفير التدفئة ومتطلبات الأسرة المتزايدة بشكلٍ يومي.

إقرأ أيضاً: من اللحوم الحمراء والبيضاء إلى المجمدة، ومن المجمدة إلى المجهول، والواقع من سيء إلى أسوأ

 ‏بدوره (أبو خليل الزعبي، 50 عاماً) يوضح: “لقد أصبحنا نستبدل اللحوم التي ارتفعت أسعارها بشكلٍ جنوني بمواد أخرى، مثل الخضروات والحبوب، وإن كانت أسعارها قد ارتفعت إلا أنها تبقى مقبولة بالمقارنة مع اللحوم، فارتفاع أسعارها أجبرنا على تغيير عاداتنا والتخلي عن إضافتها إلى الكثير من المأكولات والاكتفاء بمكعبات الماجي عوضاً عنها.

 ‏شراء اللحوم  بالأوقية

 أصبحت العديد من الأسر تطلب شراء اللحوم بالأوقية، لمجرد إضافة القليل منها إلى الطعام، حسب قدرتهم المادية ولم يعد بإمكان العديد من الأهالي شراء اللحوم بانتظام، في ظل الغلاء والأزمة المعيشية التي يعاني منها أغلب سكان المنطقة.

 ‏يقول (أبو محمد، صاحب ملحمة): “لقد اختلفت الأمور كثيراً عما كانت عليه سابقاً، حيث تراجع البيع بنسبة 50%، لأن القليل من الأسر باتت قادرة على تحمل هذه النفقات. يوضح بأن العديد منهم، قد خفضوا استهلاكهم لمرة واحدة خلال الشهر، بينما الفقراء لا يشترون أكثر من أوقية، إن تمكنوا من شرائها أصلاً.

إقرأ أيضاً: أسعار بعض اللحوم والخضروات والفواكه في محافظة درعا 8 نيسان 2021

يشرح (عصام محمد، 37 عاماً، عامل باليومية) بإن شراء كيلو اللحم يحتاج لمردود عملي لمدة أسبوع كامل، لذلك أصبحنا نضع كميات ضئيلة جداً من اللحم، خلال فترات زمنية متباعدة على الطعام: “ليس باليد حيلة فلا قدرة لي على شراء كيلو لحم، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي أعجز عن تأمين جزء كبير منها في الكثير من الأحيان”.

(محمد سامر، ناشط اجتماعي من أبناء محافظة درعا) يقول : “لقد تسببت الأزمة الاقتصادية بتغييب اللحوم عن موائد شريحة كبيرة من أهل درعا، حيث تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين، نظراً لتراجع قيمة الليرة السورية وانخفاض الأجور، فلم يعد من السهل اليوم  شراء اللحوم، بل أصبحت  في متناول ذوي الدخول المرتفعة، ولم يعد باستطاعة ذوي الدخل المحدود الحصول عليها، فقد تأثرت قدرة العديد من الأفراد في تضمين اللحوم الحمراء في نظامهم الغذائي، حتى باتوا ينظرون إليها على أنها سلعة بعيدة المنال”.

 أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء

  قفزت أسعار اللحوم الحمراء في محافظة درعا بشكل كبير، وأصبحت قابلة للزيادة بشكل شبه يومي. يؤكد أحد تجار المواشي لمراسلة درعا 24 رافضاً التعريف عن اسمه لدوافع أمنية، أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى قرار الحكومة السورية بالسماح بالتصدير إلى دول الجوار وخاصة العراق، على الرغم من أن أسعار اللحوم في العراق أرخص من أسعارها في سورية.

موضحاً، أن التصدير رفع أسعارها. إضافةً إلى ارتفاع كلف الأعلاف التي ارتفعت لأكثر من 50 %، وتراجع دور الحكومة السورية في توزيع الأعلاف بالسعر المدعوم، ودعم المربين، فضلاً عن ارتفاع أجور النقل. وكذلك التهريب إلى دول الجوار، و تراجع تربية المواشي، بسبب الخسائر التي لحقت بالمربين في المنطقة.

إقرأ أيضاً: أسعار اللحوم في ارتفاع مع قدوم شهر رمضان

وفي تصريح سابق لرئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد الخن لصحيفة البعث الرسمية اعتبر أن أسعار مادة اللحوم واقعية ومنطقية وتغطي التكاليف المرتفعة للقصابين.

ما رأيك بأسعار اللحوم وهل هي منطقية، وهل استغنيتم عنها على موائدكم أم تشترونها بالأوقية؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=29439