78% من الضحايا خلال شهر أيار، لم يكونوا طرفًا في أي نزاع مسلح مباشر.
78% من الضحايا خلال شهر أيار، لم يكونوا طرفًا في أي نزاع مسلح مباشر.

لا يزال المدنيون في صدارة مشهد الدم في محافظة درعا. ففي شهر أيار / مايو الماضي، سقط 45 شخصاً بين قتيلٍ وجريح في حوادث أمنية متفرقة. من بين هؤلاء، كان 35 مدنياً، أي ما يعادل 78% من إجمالي الضحايا، وفقاً لتقرير توثيق الانتهاكات الذي تعدّه شبكة درعا 24 شهرياً.

وبالتفصيل، قُتل 20 شخصاً، بينهم 14 مدنياً، أي ما نسبته (70%) من العدد الإجمالي للضحايا في أيار، وأُصيب 25 آخرين، بينهم 21 مدنياً، أي ما نسبته (84%). تُظهر هذه النسب بوضوح أن العنف يستمر باستهداف المدنيين في درعا أكثر من غيرهم.

إجمالي الضحايا في أيار 2025

الفئةقتلىمصابونالمجموعالنسبة من الإجمالي
المدنيون14213578%
غير المدنيين641022%
الإجمالي الكلي202545100%

أكثر من ثلاثة أرباع الضحايا هذا الشهر لم يكونوا طرفًا في أي نزاع مسلح مباشر.

من هم الضحايا المدنيون؟

من بين 14 مدنيًا قُتلوا في درعا خلال أيار 2025، كان هناك أربع سيدات وطفل واحد: أما الطفل فقُتل نتيجة العبث بالسلاح، وإحدى السيدات عُثر على جثته مقتولة بالرصاص، بينما قُتلت الثانية على يد زوجها والثالثة نتيجة رصاص عشوائي بالهواء، والرابعة نتيجة عبث طفلها بالسلاح. 

سُجلت ثلاث من الوفيات كحالات انتحار، فيما قُتل شاب نتيجة عبث طفل بالسلاح داخل المنزل. في حين فقد شاب حياته بانفجار مادة من مخلفات الحرب في بلدة الصورة. كما أسفرت مشاجرات مسلحة عن مقتل مدنيين اثنين، بينما قُتل ثلاثة آخرون، بإطلاق نار نتيجة استهداف أو جراء اقتحام منازلهم من قبل مسلحين مجهولين.

أما الجرحى المدنيون، فقد بلغ عددهم 21 شخصًا، بينهم سبعة أطفال وسيدة. منهم أُصيبوا خلال إطلاق نار عشوائي في احتفالات “رفع العقوبات”، ونتيجة انفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب، ومشاجرات تحولت لاستخدام السلاح. 

الضحايا المدنيون: التوزيع الجغرافي

image 4
رسم بياني يُظهر توزع الضحايا المدنيين حسب المنطقة – أيار 2025

 تصدّر الريف الشمالي لمحافظة درعا الانتهاكات ضد المدنيين، سُجّل فيه أعلى عدد من الضحايا المدنيين خلال شهر أيار، بواقع 13 ضحية (4 قتلى و9 جرحى)، أي ما يعادل 37% من إجمالي عدد المدنيين الضحايا.

يليه الريف الشرقي بـ11 ضحية (3 قتلى و8 مصابين)، ثم منطقة اللجاة بـ5 ضحايا، والريف الأوسط بـ4 ضحايا، وأخيراً الريف الغربي بـضحيتين اثنتين فقط.

طبيعة الحوادث: غالبيتها نتيجة فوضى انتشار السلاح

تنوّعت الأسباب التي أودت بحياة المدنيين أو تسببت بإصابتهم خلال شهر أيار، كما هو الحال في بقية الأشهر. فقد سُجّلت حالات إطلاق نار عشوائي خلال مناسبات عامة، مثل حفلات الزفاف واحتفالات، ما أسفر عن سقوط ضحايا، وذلك نتيجة فوضى السلاح الذي ما زال منتشراً بكثرة بأيدي الناس في معظم مناطق محافظة درعا. ولنفس السبب أيضاً شهدت بعض المناطق مشاجرات فردية تحولت إلى مواجهات مسلحة، استخدم فيها السلاح، ونتج عنها إصابات ووفيات في صفوف المدنيين.

إلى جانب ذلك، شكّل العبث بالسلاح داخل المنازل سببا مباشراً لوقوع ضحايا، ولا سيما عندما وقوع السلاح بيد الأطفال، وذلك أيضاً ضمن فوضى انتشار السلاح المستمر. 

كما تبرز في السياق ذاته، الحوادث المرتبطة بمخلفات الحرب، إذ لا تزال الألغام والمواد المتفجرة المنتشرة في محيط بلدات عدة تشكل تهديداً يومياً لحياة السكان، وتُسبب في قتل وإصابة المدنيين، وغالبية ضحاياها من الأطفال.

كما هو المشهد منذ أواخر العام 2018 ما يزال هناك حوادث قتل مباشرة (اغتيالات) متكررة، مما يؤكد استمرار حالة الانفلات الأمني وعدم الحضور الأمني الكامل للدولة.

يكشف تقرير توثيق الانتهاكات الذي رصدت فيه درعا 24 حوادث العنف خلال شهر أيار / مايو 2025 عن استمرار نمط دموي بات مألوفاً في محافظة درعا، حيث يُدفع المدنيون — مرةً بعد أخرى — ثمن الفوضى الأمنية وانتشار السلاح وغياب سلطة القانون. في ظل ذلك تبقى الحاجة ملحّة إلى تحرّك فعليّ لا شكليّ يضمن حماية المدنيين، بدءاً من نزع السلاح العشوائي، مروراً بإزالة مخلفات الحرب، ووصولاً إلى تعزيز حضور مؤسسات قادرة على فرض القانون ومحاسبة الجناة. فمتى يتحقق ذلك في درعا؟

اقرأ تقرير توثيق الانتهاكات التفصيلي كاملاً: تقرير توثيق الانتهاكات والأحداث الأمنية خلال شهر أيار 2025 في محافظة درعا

الرابط: https://daraa24.org/?p=50576

موضوعات ذات صلة