مشفى الإمام النووي في مدينة نوى في الريف الغربي
مشفى الإمام النووي في مدينة نوى في الريف الغربي

تردى القطّاع الصّحي في مدينة درعا إلى أدنى مستوياته بعد الحرب، وكانت المرأة هي المتضرر الأكبر فيما يخص الولادة والرعاية الصّحيّة، وتفاقم بشكل أكبر بعد إعلان السلطات السورية سيطرتها بشكل كامل على المحافظة في عام 2018 بموجب اتفاقية التسوية والمصالحة التي رعتها روسيا. 

الطبيب (ش.ا) من ريف درعا الغربي، قال لمراسلة درعا 24: “قبل سيطرة السلطات كان يوجد في ريف درعا الغربي حوالي سبع مشافٍ مجهزة من قِبل منظمات دولية صحية بالمعدّات الطبيّة والأدوية، وغرف للعمليات القيصرية والولادة الطبيعيّة، والعمليات الجراحية الأخرى، وتتم رعاية الأم حتى خروجها من المشفى”. 

يتابع الطبيب : “بعد السيطرة تم إلغاء العديد من هذه النقاط وإرجاعها لمراكز صحية فقط (مستوصفات)، حيث نقل معدات هذه المشافي لمناطق آخرى، وتم كذلك سرقة العديد من هذه الأجهزة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية، وتُرك الريف الغربي يعاني من نقص كبير في القطاع الصّحيّ ،دون أي حلول بديلة”.        

إقرأ أيضاً: نساء في محافظة درعا، يؤسسن مشاريع صغيرة لإعالة أسرهن

التكاليف المرتفعة 

 (نورا 23 عاماً، وهي من سكان الريف الشمالي، وهي إحدى النساء المتضررات من سوء هذا الواقع الصحي) تقول لمراسلة درعا 24: “قرر الطبيب قبل أيام أن ولادتي ستكون بعملية قيصرية، وقال بأن العملية ستكلفنا مليون ليرة سورية في مشفى خاص في مدينة نوى في ريف المحافظة الغربي، ووافقنا على ذلك، على الرغم من التكاليف الباهظة للعملية والأدوية والمواصلات، إلا أن هذا هو القرار الأفضل لوضعي الصّحي”.

تضيف: “الحقيقة لا يوجد ثقة بالمشافي الحكومية، فالنقص كبير بالمعدات والأدوية، ناهيك عن التعامل السيئ مع المريض، ويجب عليه أيضاً أن يدفع سواء التحاليل أو الأدوية حتى الرشاوى، لقد أصبحت المشافي الحكومية مجانية بالاسم فقط”.                                                                                              

إقرأ أيضاً: في انتظار توريدات وزارة الصحة، حياة مرضى الفشل الكلوي في خطر!

ازدهار عمل القابلات

عاد عمل القابلات بشكل كبير خلال هذه الأيام كما كان قبل سنوات الحرب، وتلجأ الكثير من النساء إلى هذه الطريقة بسبب الصعوبات والتكاليف المرتفعة من الولادة في المشافي، وقلة قليلة من النساء ممن يتوجهن للولادة فيها، إلا في حال وجود خطر على حياة المرأة أو أنها ستنجب قيصرية.

(م – د، قابلة قانونية في الريف الغربي) تقول في حديث مع المراسلة:  أنها تعمل بشكل مستقل دون الارتباط بأي مركز طبي أو مستوصف، وأن عملها هو عمل قانوني بالكامل، وتؤكد بأن قلة قليلة من النساء تذهب للولادة في المشافي، خاصةً في الأرياف. 

توجهت المراسلة بالسؤال لأبو محمد الذي ولدت زوجته حديثاً في منزلها عن طريق قابلة قانونية، لماذا لم تلد في المشفى؟ فكان رده: “في حال كانت زوجتي قادرة على الولادة بالبيت، ما في داعي للمشافي، في البيت التكاليف أقل، وأقل عذاب بالنسبة للتنقل، وبتكون بين أهلها”. أما زوجته فأكدت أن أغلب النساء تفضل الولادة في البيت في هذه الظروف الصعبة. 

يوجد في مدينة درعا حوالي 13 مشفى منها 6 مشافٍ خاصة، وبحسب إحصاءات مديرة الصّحة في درعا لعام 2022، تم تقديم تقديم حوالي 969 خدمة بين عمليات قيصرية وولادات طبيعية في مشفى مدينة طفس الوطني.

في حين بلغ عدد الخدمات المقدمة في مشفى بصرى الشام الوطني خلال عام  2022 حوالي 1277 خدمة فيما يخص الولادات الطبيعية والقيصرية أيضاً.

أما بالنسبة لمشفى إزرع الوطني فبلغت 987 خدمة فيما يخص الرعاية الصّحية للمرأة.

الرابط: https://daraa24.org/?p=30167


إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًاً من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدّم/قدّمي شكوى

Similar Posts