شهدت مدينة داعل في ريف درعا الأوسط تصاعداً في التوترات الأمنية بعد حادثة اعتداء على الشاب “أحمد أبو جيش” أمام مفرزة الأمن العام في المدينة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى.
وبحسب أكثر من مصدر محلي من أبناء مدينة داعل، فإن “أبو جيش”، المنتمي إلى مجموعة “سعد فادي العاسمي”، توجه إلى المفرزة لتقديم شكوى، حيث نشب خلاف بينه وبين عناصر المفرزة انتهى بالاعتداء عليه.
وقد ظهر “أبو جيش” في مقطع فيديو مصور يناشد الهيئة التدخل لوقف هذه التجاوزات.
الجدير بالذكر، أن المفرزة الأمنية في داعل أصبحت مؤخراً بقيادة “ياسر الحريري” المعروف بـ”الحوسي”، ومجموعته والتي يواجه بعض عناصرها اتهامات مستمرة من الأهالي بفرض الإتاوات وسوء السلوك وانتهاكات بحق المدنيين، وفقاً لشهادات الأهالي.
وأوضحت مصادر محلية بأن “ياسر الحريري” المعروف بـ”الحوسي” انضم للجنة المركزية، بعد الحملة العسكرية التي شنتها اللجنة واللواء الثامن آنذاك ضد من وصفتهم بخلايا داعش، وقد أجرى “الحوسي” على إثرها تسوية مع اللجنة وعمل تحت مظلتها لفترة قصيرة. حيث تسببت اتهامات عديدة لمجموعته، شملت تجارة المخدرات، في تفاقم الخلافات بينه وبين اللجنة. مما أدى إلى انفصاله عنها، بحسب قيادي في اللجنة المركزية.
على إثر هذه التجاوزات، شُكّلت لجنة إصلاح في المدينة قبل قرابة ثلاثة أشهر، تضم وجهاء محليين وقوة تنفيذية من أبناء المدينة، وتعمل بإشراف اللجنة الشرعية في المنطقة الغربية. وخلال فترة عملها، أصدرت اللجنة قرارات هامة، مثل منع إطلاق النار في المناسبات، مما ساهم في تحقيق هدوء ملحوظ في المدينة واسترداد حقوق الأهالي.
إلا أن خلافات نشبت بين مجموعة “الحوسي” ولجنة الإصلاح، أدت إلى انفصال “الحوسي” وتشكيل لجنة أمنية مستقلة بالتعاون مع عدنان وفؤاد الحريري، ما تسبب في انقسام أمني جديد.
تفاقمت التوترات أواخر عام 2024 بعد إطلاق نار عشوائي خلال حفل زفاف، ما أسفر عن إصابة سيدة بجروح، وأثار حالة من الذعر بين السكان. ورداً على ذلك، أصدرت لجنة الإصلاح بياناً أكدت فيه عدم ارتباطها باللجنة الأمنية الجديدة بقيادة “الحوسي”، مشيرةً إلى أنها تعمل على حل النزاعات ودياً وتحقيق الأمن المجتمعي.
وفي الأيام الأخيرة، زار وفد من الهيئة مدينة داعل، يضم قائد الشرطة وأعضاء آخرين. وأفادت المصادر أن الهيئة كانت قد عينت “مشعل الحريري” وهو من أعضاء الهيئة وكان في الشمال السوري، وقالت بأنه المسؤول الأمني في المدينة، وهو بدوره من عيّن “الحوسي” ومجموعته مسؤولين عن المفرزة الأمنية رغم الاعتراضات من قِبل الأهالي.
ناشد الكثير من أهالي داعل عبر صفحة درعا 24 الهيئة بالتدخل الفوري لنزع السلاح من جميع المجموعات المسلحة، وإجراء تحقيقات شفافة في الانتهاكات المتكررة لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى المدينة.
الرابط: https://daraa24.org/?p=47720