تشهد الحدود السورية – الأردنية منذ مطلع شهر أيار / مايو الحالي، تصعيدًا لافتًا في محاولات التسلل وتهريب المواد المخدرة. رصدت درعا 24 جميع ما أعلنته القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية عبر معرّفاتها، عبر سلسلة من البيانات المتتالية خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر.
خلال الأشهر السابقة منذ سقوط النظام وحتى نهاية نيسان / أبريل، حيث كانت محاولات التهريب محدودة ومتباعدة، إلا أن ذلك اختلف خلال الأيام العشرة الأولى من أيار.
خمس محاولات تهريب خلال عشرة أيام
منذ الأول من أيار وحتى مساء الأحد 11 أيار، أعلن الجيش الأردني عن إحباط خمس محاولات تسلل وتهريب، تركّزت جميعها في نطاق عمل المنطقة العسكرية الشرقية والشمالية على الحدود الأردنية – السورية.
في البيانات الصادرة عن القوات المسلحة الأردنية، جاء أن قوات حرس الحدود رصدت تحركات مشبوهة، وتعاملت معها عبر قواعد الاشتباك، ما أدى في بعض الحالات إلى فرار المهربين داخل الأراضي السورية، وضبط مخدرات بعدهم، وفي حالات أخرى إلى ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، وإلقاء القبض على عدد من المتسللين.
تشير البيانات الرسمية إلى أن المحاولات توزعت بين تسلل أفراد وتهريب كميات ضخمة من المخدرات، دون تسجيل أي إصابات في صفوف القوات الأردنية، فيما لم يكشف الجانب الأردني عن هويات المهربين الذين اعتقلهم، ولكنه يكشف في غالب الأحيان عن صور للمواد المخدرة المضبوطة، وأعداد حبوبها.
من التوقف نسبياً إلى التصعيد
منذ العام 2018 عند إعلان سيطرة النظام السوري المخلوع على الجنوب السوري، نشطت عمليات تهريب المخدرات على الحدود السورية – الأردنية بشكل كثيف جداً، وبعد سقوطه، شهدت الحدود هدوءًا نسبيًا في حركة تهريب المخدرات، وانخفضت معه بيانات الجيش الأردني بشأن ضبط محاولات التسلل، حتى كادت تختفي خلال بعض الأشهر.
ففي شباط/فبراير الماضي، لم تُسجل أي عملية تهريب معلنة، بينما لم يُعلن سوى عن محاولتين فقط في كانون الثاني/يناير، اعتقد الخبراء وسوريون وأردنيون أن الأمر لا يتجاوز وجود بقايا مخدرات ما زالت بين أيدي مهرّبين صغار يحاولون تصريفها باتجاه الأردن. وقد دل على ذلك عدم عودة تصاعد عمليات التهريب، حيث في آذار / مارس، لم تُسجل سوى محاولتي تهريب، تلتها شهر نيسان/أبريل محاولتان فقط أيضاً.
لكن مع بداية شهر أيار/مايو الحالي، تغيّر المشهد بشكل مفاجئ. ففي غضون عشرة أيام فقط، أعلنت القوات المسلحة الأردنية عن خمس محاولات تهريب منفصلة، جميعها انطلقت من الأراضي السورية، وأُحبطت من قبل حرس الحدود في المنطقة الشرقية أو الشمالية، بينما لم تتمكن درعا 24 من تحديد مكان الانطلاق من درعا أم من السويداء.
هذا التصعيد المفاجئ واللافت، يكاد يعادل ما تم تسجيله منذ سقوط النظام وحتى اليوم – أي خلال ستة أشهر، ويعيد إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول من عاد ليقف اليوم خلف شبكات التهريب، ومن يتحكم في توقيت تنشيطها أو تجميدها.
جديرٌ بالذكر أن إدارة مكافحة المخدرات في محافظة درعا، أعلنت عن إحباطها محاولة تهريب واحدة لدول الجوار، وذلك في السادس من مايو / أيار الجاري، حيث ضبطت أكثر من 800 ألف حبة مخدرة. وفي نيسان ضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة. أما في آذار فقد قالت أنها أحبطت محاولتي تهريب مخدرات منفصلتين باتجاه الأردن، وفي فبراير عثر على كميات أيضاً.
الرابط: https://daraa24.org/?p=50034