في تصعيد متزامن للمواقف الروحية في محافظة السويداء، أصدر شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حمود الحناوي وحكمت سلمان الهجري، ويوسف الحربوع، بيانات منفصلة اليوم، تضمّنت رفض أي تفاوض مع الحكومة السورية، واتهامات بارتكاب جرائم ممنهجة بحق المدنيين، مع دعوات صريحة لتدخل وتحقيق دوليين.
الحناوي: لا عهد ولا ميثاق مع دمشق ورفع الحصار فورًا
أعلن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، حمود الحناوي، في بيان مصوّر صدر السبت 9 آب 2025، أن “لا عهد ولا ميثاق” بين السويداء والحكومة السورية، واصفًا السلطة بأنها “باعت الوطن وطعنت بأهله قبل أن تطعن حدوده، وكانت سيفًا مسلولًا على رقاب الأبرياء بأفكار متطرفة تستبيح الدماء”.
وطالب الحناوي الدول والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتها، والضغط الفوري لرفع الحصار عن السويداء وفتح الممرات الإنسانية دون شروط، داعيًا إلى التحقيق ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم المرتكبة بالمحافظة. واعتبر أن ما يجري هو “قضية وجود ومصير لكل أبناء جبل العرب”، لا بندًا سياسيًا أو ورقة مساومة.
كما حذّر من “الفتنة والحرب الإعلامية” وخطورة الشائعات، مؤكدًا أنه لم يحصل أي تفاوض أو اتفاق مع الحكومة في الوقت الراهن، ورافضًا ما وصفه بـ”التطاول على رموز الطائفة ومقدساتها”. وأبدى استغرابه من “الصمت العربي والتعتيم الإعلامي وطمس الحقائق”.
حمود الحناوي قال إنّه “لا عهد ولا ميثاق” بين السويداء والحكومة في دمشق، واصفًا السلطة بأنها “باعت الوطن وطعنت بأهله قبل أن تطعن حدوده، وكانت سيفًا مسلولًا على رقاب الأبرياء بأفكار متطرفة تستبيح الدماء”
شريط مصور لكلمة الشيخ حمود الحناوي:
الهجري: السويداء تتعرض لإبادة ممنهجة ومطالب بتدخل دولي عاجل
في بيان صادر من بلدة قنوات بتاريخ 9 آب 2025، قدّم الرئيس الروحي للموحدين الدروز، الشيخ حكمت سلمان الهجري، العزاء لأرواح من وصفهم بـ”الشهداء الأبرار” الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والعرض، مشيدًا بما اعتبره بطولة في مواجهة “الهجمات الإرهابية”. ووصف السويداء بأنها “أرض لا تنحني وشعب لا يساوم على كرامته وجبل لا يعرف الانكسار”، معتبرًا أن ما تشهده هو “إبادة ممنهجة تُدار من غرف مظلمة”.
وسرد مشاهد ميدانية قال إنها وقعت في الأيام الأخيرة، منها: “أطفال ذُبحوا أمام أمهاتهم”، “شيوخ أُعدموا في الساحات العامة”، “منازل أُحرقت بمن فيها”، “مدنيون خُطفوا كرهائن”، إلى جانب حصار شامل وقطع للماء والكهرباء والغذاء، وقصف عشوائي على القرى الآمنة. ورأى أن هذه الجرائم تمثل “خطة إبادة صامتة” تستند إلى التجويع، واصفًا ذلك بأنه “جريمة حرب موصوفة” وفق المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والمادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني، مع الإشارة إلى تعديل 2019 في المادة الثامنة من نظام روما الأساسي.
واتهم وسائل إعلام رسمية وقنوات داعمة للحكومة بـ”تزييف الحقائق” وترويج “سلام زائف”، موجّهًا الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولدولة إسرائيل حكومة وشعبًا، وللدول التي وقفت ضد تظام الإرهاب، وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات على ما وصفه بـ”دعمهم الإنساني”.
وطرح خمسة مطالب أساسية أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، شملت:
- فتح تحقيق دولي مستقل حول الجرائم المرتكبة في السويداء.
- إحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
- إرسال بعثات مراقبة دولية لحماية المدنيين.
- وقف الدعم السياسي والعسكري للفصائل “الإرهابية” المحيطة بالسويداء.
- الضغط على “حكومة الأمر الواقع” للالتزام بوقف إطلاق النار وانسحاب المجموعات المسلحة من حدود السويداء. واختتم بدعوة أبناء المحافظة إلى وحدة الصف ونبذ الفتنة وتضميد الجراح بالمحبة والسلام، معتبرًا أن المحبة توحد الصفوف والفتنة تحرق الجسور بين الناس.
الشيخ حكمت الهجري وجّه شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولحكومة وشعب إسرائيل، ولدول الخليج العربي، وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات، على ما وصفه بـ”دعمهم الإنساني”.
شريط مصور لكلمة الشيخ حكمت الهجري:
الجربوع: أضم صوتي لصوت مشايخ العقل
قال الشيخ يوسف الجربوع، في بيان مصوّر، إنّ ما جرى في السويداء هو “مجازر بحق الإنسانية”، داعيًا الدول الضامنة لتحمّل مسؤولياتها واتخاذ مواقف إنسانية ترفع الظلم عن المظلومين، كما دعا المنظمات الإنسانية والهيئات الصحافية والجهات المعنية حول العالم للاطلاع على ما ارتكبه “المعتدون في هذا الجزء العزيز من الوطن”، وفق تعبيره.
وأعلن الشيخ انضمامه إلى دعوة مشايخ العقل – إشارةً إلى بيان الحناوي والهجري – في دعوتهم لوحدة الصف والكلمة، ونبذ الفتن والتفرقة، موجّهًا الشكر لكل من ساند السويداء في محنتها من دول وأشخاص، وخصّ بذلك الشيخ موفق طريف على مواقفه.
وطالب الجربوع الدول الضامنة بما يلي:
- وقف الأعمال القتالية والعدوانية، والانسحاب الفوري من كافة أراضي المحافظة.
- إطلاق سراح المحتجزين والمغيبين.
- تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة.
- رفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط.
شريط مصور لكلمة الشيخ الجربوع:
الرابط: https://daraa24.org/?p=52219