تقرير توثيق الانتهاكات في محافظة درعا – تموز 2025
تقرير توثيق الانتهاكات في محافظة درعا – تموز 2025

وثّقت شبكة درعا 24  خلال شهر تموز مقتل ما لا يقل عن 117 شخصاً  بينهم 16 مدنيًا من محافظة درعا، و4 ضحايا نتيجة اعتداءات إسرائيلية،  99 منهم سقطوا خلال الاشتباكات في محافظة السويداء. كما بلغ عدد الجرحى والمصابين المؤكّدين 27 مصابًا، بينهم 9 من المدنيين في درعا، و11 جريحًا جراء قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة، إضافة إلى 7 جرحى في السويداء بفعل الاشتباكات المباشرة.

وتم توثيق حالة واحدة من حالات الاختطاف التي انتهت بالإفراج عن المختطف بعد 15 يومًا، في حين لا يزال مصير مختطفٍ آخر مجهولًا حتى نهاية الشهر.  

يسلّط التقرير الضوء أيضًا على حوادث القصف بالطائرات المسيّرة الإسرائيلية، ومحاولات تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية، والانتهاكات في محافظة السويداء، التي شملت تصفية عائلات، إحراق منازل، ودفن جماعي لجثامين مجهولة الهوية، فضلًا عن تهجير قسري واسع طال أكثر من 4629 عائلة من عشائر البدو باتجاه محافظة درعا، بتعداد أفراد يتجاوز حاجز الـ 25,000 فرد.

ويختم التقرير بعرض نتائج تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل، التي وثّقت مقتل 1426 شخصًا، وحددت 298 مشتبهًا به، مع جملة من التوصيات الحقوقية والميدانية.

اعتداءات خارج محافظة درعا بحق أبناءها 

سُجّلت حالة اعتداء موثقة بحق مواطن من أبناء محافظة درعا خارج المحافظة، حيث أُصيب مواطن يبلغ من العمر 53 عامًا من بلدة جباب في ريف درعا الشمالي، جراء اعتداء مباشر تعرّض له في مدينة دمشق. وقد وثّق مقطع مصوّر لحظة إطلاق النار على قدمه، ثم الاعتداء عليه بالضرب على الرأس بواسطة مسدس قبل دفعه أرضًا بعنف.

وتبيّن أن المعتدي هو عنصر في قوى الأمن الداخلي، وقد تم توقيفه وإحالته إلى القضاء العسكري، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية السورية التي أعلنت التزامها بمحاسبة العناصر المسيئة.

الضحايا من المدنيين

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تموز 2025 مقتل ما لا يقلّ عن 17 شخصًا، بينهم 4 أطفال وفتاتان قاصرتان، في حوادث متفرقة شملت عمليات اغتيال، إطلاق نار مباشر، شجارات مسلحة، انفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب، إضافة إلى حوادث عنف عشوائي داخل المنازل. كما سُجّلت عدة إصابات، من بينها إصابة طفلين بجراح خطيرة. وتوزعت هذه الانتهاكات جغرافيًا على الشكل التالي:

الريف الغربي 

شهد الريف الغربي من محافظة درعا العدد الأعلى من الضحايا، حيث قُتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، خلال مشاجرة مسلّحة في مدينة طفس، تطوّرت إلى استخدام السلاح. كما توفي شاب بعد العثور على جثته مصابة بطلق ناري قرب منزله على طريق بلدة تسيل. وفي قرية كويا، لقي طفل يبلغ من العمر 13 عامًا مصرعه جراء طلق ناري يُرجّح أنه خرج بطريق الخطأ من سلاح كان بيد شاب آخر.

وسُجّلت أيضًا حادثة مقتل شخصين نتيجة الثأر بسبب خلاف عشائري قديم وينحدران من منطقة اللجاة وهما أبناء عمومة.

الريف الشرقي

شهد الريف الشرقي مقتل أربعة أشخاص، من بينهم طفلتان. ففي بلدة الغارية الغربية، قُتلت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا نتيجة عبث شقيقها بالسلاح، كما عُثر في البلدة نفسها على شاب مشنوقًا داخل محله التجاري في ظروف غامضة. وفي بلدة ناحتة، تُوفي شاب متأثرًا بإصابته برصاص خلال حفل زفاف. كما تُوفي شاب في مدينة بصرى الشام بعد دخوله في غيبوبة دامت لأسابيع، إثر إصابته بطلق ناري خلال مظاهرة شهدت توترًا بين طرفين محليين. وفي بلدة الصورة، اكتُشفت رفات مدفونة بلا رأس أثناء حفر قبر جديد في المقبرة، ويُعتقد أنها تعود لشاب ثلاثيني قُتل في وقت سابق ولم يُبلّغ عن فقدانه.

الريف الشمالي

سُجّل في هذا الريف أربع حالات قتل، من ضمنها وفاة طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات في مدينة جاسم، إثر إصابتها برصاصة طائشة في الرأس أثناء وجودها على سطح منزلها، وقد دخلت في غيبوبة قبل أن تُفارق الحياة. وفي مدينة الصنمين، تُوفي شاب متأثرًا بجراحه بعد اقتحام مسلح لمنزل كان المقتول متواجداً فيه،  وقُتل صاحب المنزل في العملية ذاتها. كما شهدت بلدة محجة حادثة اغتيال داخل منزل، راح ضحيتها شاب مدني يعمل في السوق. ووصلت إلى مشفى درعا الوطني جثة شاب من بلدة غباغب مُصاباً بطلق ناري في البطن، دون توفّر معلومات مؤكدة حول خلفية الحادثة.

الريف الأوسط

مقتل طفل جراء رصاص طائش ناتج عن الاشتباكات بين عشيرتي “الهياشمة” و”الفرج”، في قرية ورّاد بمنطقة اللجاة، شمالي مدينة إزرع في ريف درعا الأوسط

مدينة درعا

سُجّلت في مدينة درعا حالتان موثقتان: الأولى مقتل شاب في حي طريق السد برصاص أحد أقاربه خلال شجار عائلي، والثانية مقتل رجل داخل مزرعته غرب درعا البلد، بعد تعرّضه لإطلاق نار مباشر. كما أُصيب طفل بجراح خطيرة نتيجة انفجار جسم من مخلفات الحرب أثناء عمله مع والده في جمع الخردة في وادي السحاري بدرعا البلد، وقد أسفر الانفجار عن مقتل الأب.

إصابات المدنيين

وثّقت شبكة درعا 24 إصابة 9 مدنيين خلال شهر تموز، بينهم طفلان وامرأة، نتيجة انفجارات، إطلاق نار، شجارات، ومحاولات اغتيال. وتوزعت الإصابات جغرافيًا كما يلي:

الريف الغربي

  • بلدة اليادودة: إصابة ثلاثة مدنيين (شابان وفتاة) بشظايا قنبلة يدوية ألقاها أحد الأشخاص في أحد شوارع المخيم، وقد وُصفت الإصابات بأنها خفيفة.
  • وادي السحاري – درعا البلد: إصابة طفل بجروح خطيرة في العنق، نتيجة انفجار جسم من مخلفات الحرب أثناء عمله مع والده في جمع الخردة، وهو الحادث الذي أودى بحياة الأب.

الريف الشرقي

  • بلدة أم ولد: إصابة ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة بجروح خفيفة، إثر سقوط قذيفة هاون على منزلهم. وتشير المصادر إلى أن مصدر القذيفة قادم من جهة بلدة الثعلة في محافظة السويداء.

مدينة درعا

  • درعا البلد: إصابة شاب بجروح خطيرة في محاولة اغتيال عبر إطلاق النار، وقد نُقل إلى مشفى درعا الوطني.
  • حي المطار: إصابة شاب بجروح نتيجة طعنة بسكين خلال شجار شخصي مع عنصر أمني.

مقتل عناصر الأمن والجيش والمسلحين المحليين

·   سُجّلت خلال شهر تموز 2025 حالة واحدة موثّقة لمقتل عنصر من الفصائل المحلية السابقة، وذلك في حي القصور بمدينة درعا المحطة، حيث تعرّض لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين، ما أدى إلى مقتله على الفور، ولاذ المنفذون بالفرار. وتشير المعلومات إلى أن القتيل كان يعمل سابقًا ضمن مجموعة محلية مرتبطة بالفرقة الرابعة التي كانت تتبع للنظام السابق، ثم انتقل للعمل مع فرع الأمن العسكري في درعا، ضمن تشكيل يقوده أحد قادة المجموعات المرتبطة بالأجهزة الأمنية للنظام السابق.

توثيق الانتهاكات تموز 2025
توثيق الإنتهاكات – تموز 2025

محاولات تهريب المخدرات 

شهدت الواجهة الشرقية للأردن المتاخمة لمحافظة درعا في تموز 2025 تصاعدًا ملحوظًا في محاولات تهريب المواد المخدرة من الأراضي السورية باتجاه الداخل الأردني، حيث أعلنت القوات المسلحة الأردنية عن إحباط أربع محاولات تهريب خلال هذا الشهر.

في حادثتين منفصلتين، جرى استخدام بالونات موجهة عن بُعد، محمّلة بكميات من المواد المخدرة، وقد تم رصدها وإسقاطها داخل الأراضي الأردنية. وتبيّن بعد التفتيش أن البالونات كانت مزوّدة بأجهزة توجيه عن بعد.

كما أحبطت القوات الأردنية محاولتي تسلل بري، حيث رصدت مجموعات من المهربين أثناء محاولتهم اجتياز الحدود، وتصدّت لهم دوريات حرس الحدود الأردني، مما أجبرهم على التراجع داخل الأراضي السورية. وأسفرت عمليات التفتيش اللاحقة عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، جرى تحويلها إلى الجهات المختصة.

قتلى ومصابون نتيجة الأحداث والاشتباكات في محافظة السويداء  

شهدت محافظة السويداء خلال شهر تموز 2025 تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الاشتباكات المسلحة، تخللتها عمليات قنص وكمائن واشتباكات مباشرة بين فصائل محلية وقوات تتبع للأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع، إلى جانب مواجهات مع مجموعات من أبناء العشائر. كما شهدت بعض المناطق قصفًا بطائرات مسيّرة، من جيش الاحتلال الاسرائيلي

وبحسب توثيق مراسلو شبكة درعا 24، فقد قتل خلالها ما لا يقل عن 99 شخصاً، إضافة إلى ما لا يقل عن 7 إصابات مؤكدة، بعضها في حالات حرجة.

الضحايا المدنيون 

قُتل خلال شهر تموز أربعة مدنيين من أبناء محافظة درعا في مدينة السويداء، و باستهداف مباشر:

راشد المقداد – رجل سبعيني من مدينة بصرى الشام، قُتل داخل منزله في مدينة السويداء أثناء زيارة عائلية قادمًا من السعودية. قُتل معه أحد أقربائه خلال الحادثة نفسها.

بهيج عطية الحريري – مدني من مدينة الحراك، يعمل في مجال تخزين التفاح، قُتل داخل منزله في مدينة السويداء بإطلاق نار مباشر، وكان يمتلك عقارًا هناك منذ ما قبل 2011.

يوسف عماد الخصاونة – طالب في كلية الطب البيطري من مدينة الشيخ مسكين، قُتل أثناء مشاركته في إخلاء عائلات من عشائر البدو في قرى السويداء، وسط اشتباكات عنيفة.

ضحايا القصف والمسيرات الإسرائيلية 

سجّلت محافظة السويداء خلال شهر تموز عدة غارات جوية نفذتها طائرات مسيّرة إسرائيلية، استهدفت مواقع وآليات تابعة للفرقة 40 ومراكز عسكرية محلية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من العناصر الأمنية والجيش

انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي

شهد جنوب سوريا خلال شهر تموز 2025 سلسلة من الانتهاكات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت بتوغلات ميدانية واعتقالات واعتداءات، إضافة إلى تحليق طيران مسيّر ومروحي، واستهدافات مباشرة أدت إلى إصابات في صفوف مدنيين وعسكريين. وتوزعت هذه الانتهاكات جغرافيًا كما يلي:

محافظة القنيطرة

 التوغلات العسكرية

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات داخل المناطق الحدودية، شملت بلدات صيدا الحانوت ومزرعة المشيدة في قرية المعلقة، وسد المنطرة، وقرية أم العِظام في الريف الأوسط، حيث نصبت قوة عسكرية مؤلفة من سيارتين حاجزًا مؤقتًا داخل قرية أم العظام عصر يوم 31 تموز، واعتقلت أربعة شبان كانوا يمرّون في المنطقة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة ، وقد تم إطلاق سراحهم لاحقاً بعد استجوابهم.

 الاعتقال

إلى جانب حادثة أم العظام، اعتقلت قوات الاحتلال شابًا من بلدة الصمدانية أمام منزله، ويعمل في مجال توزيع الألبان، ولم يُعرف عنه أي نشاط آخر، بحسب إفادات عائلته.

 افتعال الحرائق

تسببت قوات الاحتلال بحرائق في مناطق رعوية وزراعية غربي بلدة بئر عجم وقرية بريقة، وكذلك في بلدة الرفيد وبلدة الأصبح، ما أدى إلى امتداد النيران إلى عشرات الدونمات.

محافظة درعا

استهداف جوي

أُصيب 11 شخصًا من أبناء محافظة درعا بجروح متفاوتة، جراء استهداف سيارة كانت تقلهم قرب الحدود مع محافظة السويداء، وتحديدًا في منطقة قريبة من مدينة بصرى الشام. ،نُفذ بواسطة طائرة مسيّرة. وينتمي المصابون إلى فصيل محلي يتبع لوزارة الدفاع.

تحليق طيران إسرائيلي

سُجّل تحليق طيران مسيّر في أجواء قرية معرية ضمن منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بالتزامن مع إطلاق نار في المنطقة القريبة من ثكنة الجزيرة العسكرية التي تتمركز فيها قوات الاحتلال. كما رُصد طيران مروحي تابع للاحتلال في أجواء عدة مناطق جنوبية في أوقات متفرقة من الشهر.

أحداث أخرى

الريف الغربي

خراب الشحم

أُفرج عن أحد السكان من قرية خراب الشحم بعد يومين من توقيفه من قبل جهاز الأمن الداخلي، على خلفية دعوى شخصية قُدّمت ضده. يُذكر أن المُفرج عنه كان قد قضى نحو خمس سنوات في السجن بعد صدور حكم مؤبد بحقه عام 2019 بتهمة تتعلق بتهريب المخدرات، وأُطلق سراحه سابقًا في كانون الأول 2024 عقب سقوط النظام، عندما تم إخراج كل السجناء من السجون ومنهم محكومون بقضايا جنائية وقضايا مخدرات.

الريف الشرقي

الحراك

تعرض منزل أحد العاملين في قطاع الكهرباء للاستهداف بقذيفة RPG من قبل مجهولين، ما أدى إلى أضرار مادية دون تسجيل إصابات. كما ألقى مجهولون قنبلة يدوية على محل لبيع وصيانة الدراجات النارية في المدينة، تلاها إطلاق نار كثيف باتجاه المنزل نفسه، واقتصرت الأضرار على الماديات.

صيدا

استهدف مسلحون حاجزًا يتبع لقوى الأمن الداخلي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة استمرت لفترة قصيرة دون ورود معلومات عن إصابات.

منطقة اللجاة 

 كريم الشمالي والجنوبي

أعلنت قوى الأمن الداخلي تنفيذ مداهمة في قرية كريم الشمالي، أسفرت عن ضبط مستودع يحوي ذخائر وأسلحة ومواد مسروقة تشمل معدات كهربائية وهاتفية وخزانات وقود وقطع سكك حديدية. كما نفّذت دورية أمنية عملية مداهمة في قرية كريم الجنوبي صادرت خلالها بنادق ومواد أخرى.

قرية ورّاد

اشتباكات في منطقة اللجاة إثر تجدّد خلاف عشائري قديم في قرية ورّاد بمنطقة اللجاة شمالي مدينة إزرع في الريف الأوسط من محافظة درعا، يوم الخميس 31 تموز، بين عشيرتي الفرح والهياشمة، وتطوّر إلى اشتباكات عنيفة، وقد قُتل فيها طفل برصاص طائش، حتى وقت اعداد هذا التقرير

الريف الشمالي

جاسم

ألقى مجهولون قنبلة يدوية ليلاً أمام أحد المنازل دون تسجيل إصابات. وُجد في الموقع رسالة تهديد مكتوبة بخط اليد، مرفقة برصاصة وكفن، ولم يُسجّل وجود سوابق أمنية للمستهدف وفق المعلومات المتوفرة.

محافظة القنيطرة

مدينة البعث

تم توقيف إعلامي محلي أثناء مرافقته لصحفية أجنبية خلال جولة توثيقية تتعلق بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. رغم امتلاكهما تصاريح رسمية، جرى اعتقاله ومصادرة هاتفه، قبل أن يُفرج عنه لاحقًا بعد ساعات من التحقيق. وبرز تناقض واضح بين التصريحات الرسمية التي نفت العلاقة بالنشاط الإعلامي، وبين الوقائع المرتبطة بسبب التوقيف.

حوادث الخطف

الافراج عن  شاب في ريف درعا الشرقي بعد اختطاف دام أكثر من 15 يوما

أُفرج في هذا الشهرعن شاب من بلدة نصيب في ريف درعا الشرقي، بعد أكثر من أسبوعين على اختطافه من مزرعته بتاريخ 27 حزيران. تم اختطافه من قبل مسلحين مجهولين يرتدون زيّ قوى الأمن الداخلي ويستقلون سيارة “تويوتا هايلوكس”، وادّعوا أنهم يتبعون لجهة أمنية. أرسلت لاحقًا رسالة من هاتفه إلى عائلته تطلب فدية قدرها 500 ألف دولار، مرفقة بتهديد بتصفيته. ولم تُعرف حتى الآن الجهة المسؤولة عن اختطافه أو ملابسات إطلاق سراحه.

اختفاء رئيس مركز الاستجابة في الدفاع المدني داخل السويداء

ما يزال الشاب حمزة العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة في منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مفقودًا منذ 16 تموز، بعد أن أوقفه مسلحون داخل مدينة السويداء أثناء توجهه لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة، بناءً على طلب رسمي. وكان يرتدي الزي الرسمي ويقود سيارة إسعاف تحمل شعارات الدفاع المدني بوضوح. ووفق شهادة إحدى السيدات اللواتي كنّ برفقته، فقد أنزله المسلحون واقتادوه إلى جهة مجهولة.

أصدرت منظمة الدفاع المدني بيانًا حمّلت فيه الفصائل المحلية التابعة للشيخ الهجري، المسيطرة على مدينة السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامته، مؤكدة أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يُعدّ انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ويقوّض جهود إيصال المساعدات للمدنيين. كما دعت إلى الإفراج الفوري عنه وضمان حماية وسلامة جميع العاملين في المجال الإنساني.

اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل تصدر تقريرها النهائي

أنهت اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل السوري أعمالها بعد أربعة أشهر من التحقيقات الميدانية، شملت زيارة 33 موقعًا واستماعها إلى 938 شهادة، منها 452 شهادة مرتبطة بجرائم قتل. وقد خلُص التقرير النهائي إلى توثيق مقتل 1426 شخصًا، بينهم 90 امرأة، معظمهم من المدنيين وعناصر أمن سابقين خضعوا لعمليات تسوية. كما وثقت اللجنة 20 حالة فقدان قسري.

التقرير أشار إلى أن الأحداث بدأت في 6 آذار 2025، بهجوم شنّته مجموعات مسلّحة تتبع للنظام السابق“الفلول”، وأسفر عن مقتل 238 عنصرًا من الجيش والأمن، بعضهم بعد الاستسلام أو الاعتقال. 

كما أقرّ التقرير بتسجيل انتهاكات من جانب القوات الحكومية خلال عمليات التفتيش والمداهمة، رغم التزام معظم الوحدات العسكرية بضوابط العمل الميداني.

وتمكّنت اللجنة من تحديد هوية 298 مشتبهًا به بالاسم الكامل، استنادًا إلى شهادات مباشرة وأدلة رقمية ووثائق ميدانية.

أوصى التقرير الختامي بـ:

  • ملاحقة الجناة من جميع الأطراف ومحاسبتهم قضائيًا،
  • توسيع برامج جبر الضرر والتعويض للضحايا وذويهم،
  • ضبط انتشار السلاح غير المرخص،
  • دمج الفصائل المسلحة في مؤسسات الدولة ضمن مسار وطني،
  • إنشاء هيئة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان،
  • وتعزيز الحوار المجتمعي والسلم الأهلي في مناطق الساحل وسوريا عمومًا.

انتهاكات في محافظة السويداء

شهدت محافظة السويداء خلال شهر تموز 2025 سلسلة من الانتهاكات الجسيمة والمتعددة الأطراف، حيث تورّطت فيها كل من الفصائل التابعة للشيخ حكمت الهجري، والفصائل المرافقة للأمن العام والجيش، إضافة إلى قوات من عشائر البدو التي دخلت المحافظة من مناطق سورية أخرى عقب انسحاب الجيش وقوى الأمن الداخلي من السويداء.

تنوّعت هذه الانتهاكات بين عمليات تصفية لعائلات بأكملها داخل منازلها، وعمليات خطف وقتل جماعي، ودفن عشوائي لجثامين مجهولة الهوية، إضافةً إلى إحراق منازل في أحياء وقرى متفرقة، وسط غياب أي ضوابط قانونية أو محاسبة واضحة من الجهات الرسمية أو القضائية.

كما وثّقت مصادر ميدانية مستقلة تهجير  تهجيرًا جماعيًا لعائلات من عشائر البدو نحو محافظة درعا. وقد خرجت أربع دفعات رئيسية بين 21 و24 تموز، تجاوز عدد أفرادها الإجمالي 3700 عائلة، تم توزيعهم على 50 مركز إيواء داخل درعا، بينما نُقلت بعض العائلات إلى العاصمة دمشق.

رافق عمليات التهجير استهداف أمني مباشر، حيث تعرّض حاجز للأمن الداخلي لهجوم أثناء مرور القافلة الثالثة عبر بلدة ولغا، مما أدى إلى إصابة عدد من العناصر بشظايا، في هجوم اتهمت الحكومة السورية فيه ما أسمته مجموعات خارجة عن القانون وتتبع للشيخ حكمت الهجري.

دخول قوافل مساعدات إنسانية

ضمن استجابة طارئة، دخلت إلى السويداء عدة قوافل من المساعدات الإنسانية عبر معبر بصرى الشام. تحمل طحينًا وسلالًا غذائية ومياهًا ومحروقات، إضافة إلى مواد طبية وحليب أطفال وعدة سيارات إسعاف، بإشراف الهلال الأحمر السوري وبالتنسيق مع منظمات إنسانية.

وكان الشيخ الهجري رفض في وقت سابق دخول أي مساعدات من الحكومة السورية، ورفض دخول أول قافلة مساعدات والتي كان يرافقها وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، ووزير الصحة،  ووزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل، ومحافظ السويداء.

تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة

أصدر وزير العدل السوري قرارًا بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة، ضمّت سبعة أعضاء من القضاة والمحامين، وجاء في نص القرار أن مهمة اللجنة هي الكشف عن الظروف والملابسات التي أدّت إلى الأحداث، والتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرّض لها المواطنون.

وتم تحديد مهلة ثلاثة أشهر لإنجاز أعمال اللجنة وتقديم تقريرها إلى وزير العدل، مع إمكانية الاستعانة بمن تراه اللجنة مناسبًا من الخبراء والمختصين والجهات المعنية.

وتكوّنت اللجنة من الأسماء التالية:

  • القاضي حازم العثمان
  • القاضي حسّان محمد المحمّدي
  • القاضي ميسم حمود الطويل
  • القاضي خالد الأطرش
  • المحامي سمير الدين معروف
  • المحامي طارق الكردي
  • المحامي عمار عز الدين

ويُعتبر القرار نافذًا من تاريخ صدوره، الموافق ٣١ تموز ٢٠٢٥.

إقرأ أيضاً: المدنيون في صدارة مشهد الدم في محافظة درعا

الرابط: https://daraa24.org/?p=52019

موضوعات ذات صلة