خلايا داعش في درعا بعد سقوط النظام: غياب المساءلة يفتح الباب للمجهول

صورة تعود للعام 2017، من إحدى إصدارات جيش خالد في حوض اليرموك غربي درعا، والذي كان بايع تنظيم داعش.
صورة تعود للعام 2017، من إحدى إصدارات جيش خالد في حوض اليرموك غربي درعا، والذي كان بايع تنظيم داعش.

ما يزال تنظيم داعش يُطلّ برأسه بين الحين والآخر في محافظة درعا، إذ رصدت درعا 24 مشاهدات لعدد من عناصره في عدّة مناطق بعد سقوط نظام الأسد، بعضهم كانوا معتقلين سابقًا في سجون النظام وأُفرج عنهم أثناء التحرير، وآخرون عادوا بعد أن ظلّوا متخفّين لسنوات.

رصدت درعا 24 اغتيال ماهر كنهوش الملقّب بـ “أبو محمد جباب”، في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بلدة جبّاب شمال المحافظة. وكان يُعدّ أحد أبرز أمراء التنظيم السابقين.

شغل كنهوش عدّة مناصب، أهمّها: “أمير الحسبة” و”أمير الأمنيين” في منطقة حوض اليرموك غربي درعا إبّان سيطرة التنظيم بين عامَي 2016 و2018، قبل أن يختفي مع انهيار نفوذه، حيث أقام لفترة في مدينة طفس، ثم عاد إلى بلدته جبّاب بعد سقوط النظام.

وسبق أن تبنّى التنظيم، عبر مقطع مصوّر، عملية إعدام ميدانية في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، قال إنها “ردّ على من يتعدّى على جنود الخلافة”، حيث ظهر فيه عنصر يرتدي زيّ التنظيم ويحمل شعاره، وهو يقوم بتصفية الشاب وائل ثابت عبار، عنصر الأمن الداخلي، الذي عُثر على جثته في السهول الشرقية لبلدة ناحتة بريف درعا الشرقي.

تشير الحالتان السابقتان، إضافة إلى المشاهدات العلنية لبعض عناصر داعش السابقين، إلى أنّ للتنظيم تواجداً، وإن كان محدوداً، فإنه ما يزال قائماً. إلا أن قوى الأمن الداخلي لم تتخذ بحقّ معظم العاملين السابقين فيه أي إجراءات مساءلة أو محاسبة على الجرائم المرتكبة، بل إنّ بعضهم انضمّ إلى تشكيلات تتبع للأمن الداخلي أو وزارة الدفاع، فيما يحظى آخرون بحماية من إحدى الجهتين.

داعش في درعا: خطر قديم

وفي رصد آراء العديد من المواطنين، خصوصًا في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش سابقًا، فإن وجود هؤلاء دون مساءلة لا يُعدّ أمرًا طبيعيًا، بل يشكّل خطرًا حقيقيًا، خاصة إذا ما قورن بتجربة حوض اليرموك، حين بدأ التنظيم بأفراد أفرج عنهم النظام المخلوع، وكانوا النواة لتشكيله وسيطرته على مساحات واسعة غربي درعا.

فهل يبدأ التحرّك وتنفيذ حملة أمنية جادّة ضد ما تبقّى من خلايا داعش؟ أم أن الوقت لم يحن بعد للمساءلة؟

شاركونا بآرائكم

الرابط: https://daraa24.org/?p=54697

موضوعات ذات صلة