درعا خلال أيلول 2025: 27 قتيلاً و21 مصابًا في تصعيد أمني، وانتهاكات إسرائيلية ونشاط متزايد لتهريب المخدرات
شهدت محافظة درعا خلال شهر أيلول / سبتمبر 2025 تصاعدًا في مستوى العنف والانتهاكات، حيث وثّقت شبكة درعا 24 مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا، بينهم 20 مدنيًا، إضافة إلى إصابة 21 آخرين، بينهم 18 مدنيًا، في حوادث متنوعة شملت انفجارات مخلفات الحرب، إطلاق نار مباشر، اشتباكات محلية، ومحاولات اغتيال.
وتزامنت هذه التطورات مع تصاعد التوغلات والانتهاكات الإسرائيلية في ريفي درعا والقنيطرة، إلى جانب نشاط ملحوظ في تهريب المواد المخدرة عبر الحدود السورية – الأردنية، قابلته حملات أمنية داخلية أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون والحشيش والكريستال، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر.
كما سجلت مدن وبلدات درعا سلسلة من الحوادث الأمنية شملت اشتباكات داخلية، حالات تسمم جماعي، اعتقالات طالت شخصيات مدنية وعسكرية، وعمليات توتر بين الجهات الأمنية والعسكرية في أكثر من منطقة.
الضحايا من المدنيين
وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر أيلول / سبتمبر 2025 مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيًا، بينهم طفلان ويافعان في سن 13 و14 عامًا، وشاب وأخته قُتلا على أيدي مجموعات مسلحة في السويداء، ومن بين الضحايا ستة نتيجة انفجار مخلفات الحرب، والباقي في حوادث متفرقة، اشتباكات عشائرية، إطلاق نار مباشر من قبل مجهولين، إضافة إلى حالات انتحار.
الريف الشرقي شهد العدد الأكبر من الضحايا، حيث قُتل ثمانية أشخاص، بينهم أربعة أطفال بالقرب من الكرك الشرقي ومدينة الحراك جراء انفجار مخلفات الحرب.
وفي بلدة الحريك قُتل أحد الوجهاء أثناء توجهه لصلاة الفجر بإطلاق نار مباشر، وفي بلدة معربة قتل أحد وجهاء البلدة وهو محام كان أعطى لجنة التحقيق في مقتل الزميل محمود الحربي شريط فيديو مصور من كاميرة منزله وثقت حادثة القتل بشكل واضح.
وفي قرية ناحتة، لقي أحد المواطنين مصرعه جراء انفجار مادة من مخلفات الحرب أثناء حرق النفايات حول منزله.
كما قُتل شخصان أحدهما من أبناء عشائر البدو في السويداء قرب بلدة صيدا بعد استهدافه على الأوتستراد الدولي، بينما قُتل آخر بانفجار مخلفات الحرب.
في الريف الغربي، قُتل مدني خلال اشتباك مسلح نشب بين عائلتين في مدينة طفس، كما وثقت حادثة إطلاق نار أودت بحياة شاب داخل محله التجاري في منطقة حوض اليرموك، وحالة قتل أخرى في مدينة نوى لأحد المتهمين بممارسات الشعوذة.
أما الريف الشمالي، فقد سُجّلت فيه عدة ضحايا نتيجة انفجارات متفرقة في مدينة إنخل، من بينهم رجل وطفله، كما توفي شاب أثناء العبث بسلاحه، وسُجلت حالة انتحار لفتى في بلدة محجّة. وفي مدينة الصنمين، توفي شاب متأثرًا بجراحه بعد إطلاق نار تعرض له سابقًا.
في الريف الأوسط، عُثر على جثة مقطوعة الرأس في السهول الشرقية لمدينة داعل، تعود لأحد العاملين في المشاريع الزراعية، وينحدر من محافظة الحسكة.
في مدينة درعا ودرعا البلد، تم العثور على جثة شاب في حي سجنة، وبحسب أحد أقرباء الشاب فإنه يعاني من أمراض نفسية ومحاولات انتحار متكررة.
إصابات المدنيين
وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر أيلول / سبتمبر 2025 إصابة ما لا يقل عن 18 مدنيًا، بينهم ستة أطفال وسيدتان، في حوادث متنوعة شملت انفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب، اشتباكات محلية، إطلاق نار مباشر من مجهولين، رصاص عشوائي، وعبث بالسلاح.
في الريف الشمالي، أُصيب طفلان في مدينة إنخل بانفجار قذيفة من مخلفات الحرب، وفي مدينة الصنمين، أُصيب شاب بإطلاق نار مباشر.
كما أُصيب ثلاثة أطفال آخرين في بلدة محجة جراء انفجار قنبلة عنقودية، جميعهم نُقلوا إلى مشفى المجتهد في دمشق، وكانت حالة اثنين منهم حرجة
في الريف الغربي، سُجّلت إصابة طفلة برصاص طائش في مدينة طفس، وأُصيب شاب في قرية جلين بطلق ناري في اليد أثناء عبثه بسلاحه، كما أُصيب سبعة (بينهم سيدة) خلال اشتباكات مسلحة بين عائلتين في مدينة طفس نتيجة خلافات سابقة.
في الريف الشرقي، أُصيب محامٍ في بلدة الكرك الشرقي نتيجة رمي قنبلة يدوية على منزله، وأُصيب رجل بانفجار لغم فردي في بلدة الدارة، كما أُصيبت سيدة في مدينة الحراك أثناء محاولة اغتيال زوجها.
مقتل عناصر الأمن والجيش وعناصر التسويات والنظام السابق
وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر أيلول / سبتمبر 2025 مقتل سبعة أشخاص من عناصر الأمن والجيش السابق، أو من العاملين في الأجهزة الأمنية بعد التسوية، في ظروف متفرقة شملت إطلاق نار مباشر، والعثور على جثث، وحالات وفاة غامضة أو ناتجة عن العبث بالسلاح.
في الريف الشرقي، قُتل عنصر في الفرقة 40 داخل منزله على أطراف مدينة الحراك برصاص مجهولين، كما عُثر على جثة عنصر سابق في الأمن الداخلي ضمن منطقة ناحتة، وجثة مقاتل سابق في جبهة النصرة ثم حراس الدين، في بلدة بصر الحرير. كما قُتل شاب على الطريق الدولي قرب جامعة قاسيون، كان يشرف سابقًا على أحد الحواجز الأمنية في ريف دمشق، وينحدر من بلدة المليحة الغربية.
في الريف الغربي، استهدف مسلحون شرعيًا ضمن جهاز الأمن العام على الطريق بين المزيريب واليادودة، ما أدى إلى مقتله.
وفي الريف الشمالي، تم العثور على جثة شاب من بلدة محجة كان يعمل في الشرطة بمحافظة اللاذقية سابقًا، كما قُتل عنصر ضمن مفرزة الأمن الداخلي في مدينة إزرع نتيجة طلق ناري أطلقه على نفسه عن طريق الخطأ، وفق مصادر محلية.
إصابة عناصر الأمن والجيش وعناصر التسويات والنظام السابق
وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر أيلول / سبتمبر 2025 إصابة ثلاثة من عناصر الجيش والأمن أو من الشخصيات المرتبطة بمؤسسات النظام أو لجانه المدنية، في حوادث متفرقة شملت اشتباكات محلية ومحاولات اغتيال.
في مدينة درعا، أُصيب عضو لجنة العلاقات العامة في حملة “أبشري حوران” برصاصة في الرأس إثر محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون في حي شمال الخط، ونُقل إلى مشفى السلام بدمشق.
وفي مدينة طفس غربي درعا، أُصيب عنصران من الأمن العام خلال تدخل الأمن الداخلي لفض الاشتباكات التي اندلعت بين أفراد من عائلتين، استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة.
إقرأ أيضاً: تقرير توثيق الانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آب / أغسطس 2025
المخدرات ومحاولات التسلل عبر الحدود الأردنية
شهد شهر أيلول / سبتمبر 2025 تصاعدًا في نشاط تهريب المخدرات ومحاولات التسلل عبر الحدود السورية – الأردنية، بالتوازي مع حملات أمنية داخل محافظة درعا لضبط المواد المخدرة ومروّجيها.
على الجانب الأردني، أعلنت القوات المسلحة الأردنية – المنطقة العسكرية الشرقية – إحباط خمس محاولات تهريب لمواد مخدرة، جرت باستخدام بالونات موجهة بأجهزة بدائية الصنع، في مواقع متعددة على الحدود. وتمكنت القوات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية من إسقاط هذه البالونات وضبط حمولتها داخل الأراضي الأردنية. كما أحبطت المنطقة العسكرية الشمالية ثلاث محاولات تسلل، تم خلالها توقيف ما لا يقل عن خمسة أشخاص أثناء محاولتهم اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية.
أما داخل محافظة درعا، فقد نفّذ فرع مكافحة المخدرات، بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي، سلسلة من العمليات الأمنية النوعية، استهدفت أوكارًا لعصابات تهريب وترويج المواد المخدرة. وأسفرت هذه العمليات عن ضبط كميات كبيرة ومتنوعة، شملت 35 كغ من مادة الكبتاغون، و153 كغ من مادة الحشيش، و2.5 كغ من مادة الكريستال شديدة الخطورة، كانت معدّة للتهريب خارج البلاد.
كما أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط أسلحة وذخائر في منزل أحد مهربي المواد المخدرة، شملت قواذف صواريخ محمولة، ورشاشات متوسطة، وحشوات صاروخية، وذخائر متنوعة، وذلك خلال العمليات الأمنية ذاتها، التي نُفذت في ريف درعا الشرقي، ولا سيما في محيط بلدتي أم المياذن ونصيب.
الانتهاكات الإسرائيلية
محافظة درعا
شهدت منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي لمحافظة درعا عدة توغلات إسرائيلية، تركّزت في قرى عابدين، كويا، معرية، وصيصون.
دخلت قوات الاحتلال مرارًا هذه القرى، عبر أرتال عسكرية مؤلّفة من سيارات دفع رباعي، بعضها قادم من القواعد العسكرية في الجولان المحتل، وأخرى من مواقع الاحتلال المستحدثة بعد سقوط النظام السابق، مثل ثكنة الجزيرة.
نُصبت حواجز مؤقتة، ونُفذت مداهمات لعدد من المنازل، بعضها تخلله اعتقال مؤقت لمدنيين أُفرج عنهم لاحقًا.
كما تعرضت القوات الإسرائيلية لإطلاق نار خلال إحدى عمليات التوغل، وردّت عليه، دون تسجيل إصابات.
وفي إحدى العمليات، تمركزت آليات الاحتلال في وسط بلدة صيصون، وانتشرت قرب سرية جملة، حيث جرت عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية بحجة البحث عن أسلحة.
كما أقامت القوات حاجزين عسكريين في محيط بلدة كويا، أحدهما على طريق كويا – عابدين قرب بئر المياه، والآخر قرب منطقة العارضة، وسط تحليق لطائرات مُسيّرة في سماء المنطقة.
ورُصد تحليق مكثف للطيران الحربي وطيران الاستطلاع في أجواء ريفي درعا الغربي والأوسط.
الانتهاكات الإسرائيلية – محافظة القنيطرة
شهدت محافظة القنيطرة، خلال الفترة الماضية، توغلات متكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في الريف الأوسط، حيث دخلت القوات بلدات بريقة وكودنه والصمدانية الشرقية والغربية، وامتدت تحركاتها إلى مناطق عجرف، بيرعجم، وطريق الهور. قامت تلك القوات بنصب حواجز مؤقتة، وتفتيش المارّين والمنازل، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع مسيّرة وانتشار كثيف للجنود.
كما توغلت آليات عسكرية إسرائيلية على الطريق الواصل بين جبا وأم باطنة، ونفذت مداهمات في قرية رويحينة، اعتدت خلالها على عدد من المدنيين واعتقلت أحدهم لفترة قصيرة. وتم تسجيل انتشار رتل عسكري مؤلف من عشرات الآليات في بلدتي صيصون وسرية جملة، رافقته عمليات تفتيش واسعة بحجة البحث عن أسلحة.
في بلدة جباتا الخشب، داهمت القوات الإسرائيلية البلدة عدة مرات، واعتقلت عددًا من الشبان، أُفرج عن معظمهم لاحقًا، فيما بقي آخرون قيد الاعتقال. كما سُجل انتشار واسع للقوات في خان أرنبة وأوفانيا، تخللته مداهمات واعتقالات، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. وقد أُبلغ السكان عبر مكبرات الصوت بضرورة التزام المنازل في بعض الأحياء، مما أثار حالة من الخوف، خصوصًا بين الأطفال.
وفي سياق آخر، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات تجريف في تل الأحمر الشرقي، وأقامت حاجزًا على الطريق المؤدي إلى سد بريقة، في حين سقطت قذائف من مصدر إسرائيلي في قاعدة تل الأحمر الغربي على أطراف بلدة كودنه، دون تسجيل إصابات.
تسجّل في بلدة أوفانيا تحركات إسرائيلية شبه يومية، تتحرك فيها الدوريات من جهة الحميدية أو جباتا الخشب، وتتوقف أحيانًا عند الحاجز أو قرب جامع نصر، وتُفتش بعض السيارات قبل أن تسلك طرقًا مختلفة باتجاه المرج أو الحرية. كما نفذت القوات مداهمات متكررة داخل البلدة، واعتقلت عددًا من الشبان بشكل متكرر.
وفي خان أرنبة، داهمت القوات منزلًا واعتقلت مواطنًا وابنه، كما داهمت سرية هندسة قرب المشيرفة. وفي قرية الرفيد، اعتقلت أحد الشبان بعد إقامة حاجز مؤقت في قرية عين زيوان، واقتادته إلى قاعدة تل الأحمر الغربي. وخلال بعض المداهمات الليلية، تعرض عدد من المدنيين للضرب، ما تسبب بإصابات جسدية.
اتهم جيش الاحتلال خلايا سورية بالتعاون مع “الوحدة 840” التابعة لفيلق القدس الإيراني، وأعلن عن تنفيذ عمليات خاصة داخل الأراضي السورية أسفرت عن اعتقال عناصر من بلدات حضر وسويسة، وادعى أنها كانت تخطط لتهريب أسلحة متطورة إلى الأراضي الفلسطينية. كما استهدفت غارات إسرائيلية معسكرات عسكرية سورية، كانت تُستخدم وفق ادعائهم من قبل تلك الخلايا.
تزامنت هذه الغارات مع تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاع الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة ومناطق متفرقة من درعا.

الغارات الإسرائيلية – حمص واللاذقية
شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، استهدفت قاعدة عسكرية قرب منطقة سقوبين في ريف مدينة اللاذقية، ومنشأة دفاع جوي في منطقة الأوراس جنوب مدينة حمص، إضافةً إلى موقع عسكري في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
أحداث أمنية
الريف الغربي من محافظة درعا
شهد الريف الغربي من محافظة درعا خلال الفترة الماضية سلسلة من الأحداث الأمنية المتنوعة، تراوحت بين تحركات عسكرية، وتفجيرات، وحوادث مدنية.
رُصدت أكثر من مرة تحليقات لمروحيات تابعة للجيش السوري فوق المحافظة، حيث شوهدت تحلق على علو منخفض فوق أوتوستراد درعا – دمشق، قادمة من الجنوب باتجاه العاصمة. هذه التحركات الجوية تكررت خلال أيام متتالية.
في مساكن جلين، أقدم مجهولون على إطلاق قذيفتي “آر بي جي” باتجاه منزل أحد سكان البلدة، ما تسبب بأضرار مادية فقط، دون تسجيل إصابات بشرية.
وفي مدينة نوى، نفذت الأجهزة الأمنية عملية مداهمة استهدفت أحد المنازل، أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة، قالت وزارة الداخلية إنها مسروقة من الثكنات العسكرية خلال فترة انهيار النظام السابق، وكانت معدة للبيع غير المشروع.
كما شهدت بلدة عدوان حادثة وفاة لفتى يبلغ من العمر 14 عاماً نتيجة غرقه في أحد المسابح.
في بلدة سحم الجولان، وقع انفجار بعد منتصف الليل داخل محل لبيع مستلزمات السباكة تعود ملكيته لأحد المدنيين، وتبين أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة، واقتصر على أضرار مادية فقط، دون وقوع إصابات بشرية.
وفي نوى أيضًا، سُجّلت حالة تسمم جماعي واسعة النطاق، حيث قال مدير المشفى لمراسل درعا 24 بأنه تم نقل أكثر من 125 شخصًا إلى المشفى الوطني، بعد الاشتباه بتلوث مياه الشرب التي تصل إلى المنازل عبر الشبكة الرئيسية، ولا سيما في الحي الشرقي من المدينة. ناشد مسؤولو المنطقة الأهالي بتجنّب شرب المياه إلى حين التأكد من سلامتها، فيما لم تُصدر الجهات المعنية بيانًا رسميًا يوضح أسباب التلوث بشكل دقيق حتى اللحظة.
الريف الشرقي من محافظة درعا
شهد الريف الشرقي من محافظة درعا خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 عددًا من الأحداث الأمنية المتفرقة، تراوحت بين حالات توتر، واعتقالات، وخطوات لتعزيز الأمن.
في مدينة الحراك، سُجل توتر أمني رافقه إطلاق نار كثيف استمر قرابة الساعة، تركز في الشارع الرئيسي ومحيط المشفى. وقد شوهدت دراجات نارية يستقلها ملثمون يحملون قاذف RPG، جابت شوارع المدينة وأطلقت النار بشكل عشوائي، وسط استنفار من مفرزة الأمن الداخلي. وجاء هذا التصعيد بعد توقيف عنصرين من المفرزة الأمنية على خلفية مقتل أحد وجهاء المدينة، وتعيين رئيس جديد للمفرزة بدلاً من المسؤول السابق.
في بلدة معربة، لا يزال المحامي مالك الجيوش قيد الاعتقال منذ بداية الشهر، بعد أن تم توقيفه من قبل دورية أمنية عقب استدعائه إلى اجتماع رسمي في دمشق. وقد أثار اختفاؤه قلق عائلته وزملائه، خاصةً في ظل غياب أي معلومات رسمية عن مكان احتجازه أو التهم الموجهة له. وتوالت الدعوات الحقوقية للكشف عن مصيره والإفراج عنه، حيث اعتُبر اعتقاله مخالفًا للإعلان الدستوري الذي يحظر الاعتقال دون قرار قضائي ويمنع الإخفاء القسري.
أما في مدينة بصرى الشام، فقد أعلنت مديرية المنطقة عن تسيير دوريات أمنية صباحية ومسائية بشكل يومي تشمل كافة الأحياء، استجابةً لمناشدات الأهالي الذين اشتكوا من حالة فوضى أمنية متصاعدة. وقد شملت الشكاوى إطلاق نار ورمي قنابل خلال ساعات الليل في مناطق سكنية، تسببت بحالة من الهلع خاصة بين الأطفال والنساء، وسط اتهامات بضلوع شبان مراهقين من مجموعات محلية متنازعة في تلك الحوادث.
الريف الشمالي من محافظة درعا
شهد الريف الشمالي من محافظة درعا خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 مجموعة من الأحداث الأمنية، تنوعت بين تفجيرات، مداهمات، وتوترات ناتجة عن أنشطة غير قانونية.
في مدينة جاسم، ألقى مجهولون قنبلة يدوية على منزل أحد المواطنين في حي العالية، دون تسجيل أي أضرار. وتلا ذلك توتر أمني واسع بعد دخول رتل أمني إلى المدينة، تعرّض لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول يستقل دراجة نارية. أعقب الحادثة إعلان حظر تجوال في بعض الأحياء، تزامنًا مع تنفيذ مداهمات أمنيّة أسفرت عن اعتقال أربعة أشخاص.
وفي بلدة غباغب، وقعت حادثة مؤلمة تمثلت بسقوط عشرة أشخاص في حفرة عميقة خلال قيامهم بأعمال حفر يُعتقد أنها مرتبطة بالبحث عن الذهب في محيط قرية منكت الحطب. أسفرت الحادثة عن وفاة ثلاثة أشخاص من أبناء ريف دمشق، فيما جرى إنقاذ أحدهم، وتمكنت الجهات الأمنية بالتعاون مع الأهالي من انتشال الجثامين من حفرة قُدّر عمقها بنحو 13 مترًا.
الريف الأوسط من محافظة درعا
شهد الريف الأوسط من محافظة درعا توترًا أمنيًا في مدينة داعل، عقب قيام عناصر من مفرزة الأمن الداخلي بمصادرة باص مبيت تابع للواء يتبع لوزارة الدفاع، ما أدى إلى تصاعد الخلاف مع وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة. وأسفر الحادث عن تدخل كتيبة المضادات الجوية المتمركزة في مدينة إزرع، حيث سُجّل حشد عسكري وتحركات سريعة من كلا الجانبين، وسط استنفار عام وتوتّر في محيط المدينة.
مدينة درعا
شهدت مدينة درعا خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 سلسلة من العمليات الأمنية التي استهدفت شخصيات بارزة من المرتبطين سابقًا بأجهزة النظام السوري.
ففي إحدى أبرز القضايا، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في المحافظة اعتقال شادي صمادي، المسؤول عن وحدة الحراسة الخاصة التابعة لغياث دلة، قائد “قوات الغيث” في الفرقة الرابعة. التحقيقات كشفت تورطه المباشر في عمليات عسكرية ضد أبناء درعا، وضلوعه في انتهاكات جسيمة خلال اقتحام درعا البلد عام 2021، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمشاركة في عمليات التهجير، إضافة إلى انخراطه في معارك طفس واليادودة.
وفي عملية أمنية أخرى، أعلنت وزارة الداخلية القبض على شادي بجبوج المعروف بلقب “العو” وشقيقه وسام بجبوج في مدينة حمص، وذلك خلال عملية نفذتها إدارة مكافحة الإرهاب. وأفادت التحقيقات بأن الشقيقين انخرطا ضمن ميليشيات تابعة للنظام السابق، وارتكبا جرائم ابتزاز واغتيالات بحق نشطاء وأهالي درعا، وكان “العو” قائد مجموعة تتبع لجهاز الأمن العسكري، وتعرّض سابقًا لمحاولات اغتيال في خربة غزالة وحي سجنة بدرعا.
وفي سياق متصل، أُلقى عناصر الأمن الداخلي في محافظة درعا القبض على علاء غصاب السودي، الملقب بـ”قناص جوبر”، بتهمة ارتكاب جرائم جسيمة بحق المدنيين ابان مشاركته مع قوات النظام السابق في معارك حي جوبر بدمشق، إضافة إلى معارك في درعا، من بينها معركة طفس التي أُصيب خلالها ببتر في يده. وظهر السودي في صور موثقة وهو يمثل بجثث الضحايا ويحمل أسلحة متنوعة.
القنيطرة
شهد ريف القنيطرة الجنوبي حادثة أمنية تمثلت بإطلاق نار استهدف منزلًا وسيارة في قرية قرقس، دون تسجيل إصابات بشرية. وبحسب المعلومات، وقع الاعتداء خلال ساعات الفجر، واقتصر على أضرار مادية. الشخص المستهدف كان قد عاد مؤخرًا إلى سوريا بعد إقامته في ألمانيا، ويُعرف بنشاطه في الشأن العام.
السويداء
تلقت عائلة الشقيقين مقداد ومريم المقداد اتصالًا هاتفيًا أُبلغت خلاله بمقتلهما جراء إطلاق نار في بلدة رساس بريف السويداء، بتاريخ 16 تموز/يوليو 2025. وقال المتصل لوالدتهما: “رأيت جثتيهما في الشارع، ولم أتمكن من التدخل، ولو فعلت لاعتُبرت مع القوات الحكومية ولكنت قُتلت معهما على يد الميليشيا”.
الشقيقان من أبناء مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، وقد لجأت عائلتهما إلى السويداء قبل سنوات بعد تدمير منزلها على يد قوات النظام. وكانا منشغلين بدراستهما ولا يرتبطان بأي نشاط سياسي.
ولا تُعد هذه الحادثة الوحيدة، إذ وثّقت درعا 24 في 19 آب الماضي ارتقاء “محمد خالد الصبّاح المقداد” ونجله “لؤي”، بعد التعرف على جثتيهما في مشفى إزرع، حيث قُتلا خلال أحداث منتصف تموز في السويداء، إثر اختطافهما من منزلهما في قرية عتيل ليلة 29 تموز، على يد مجموعة مسلحة، وفقاً لمصدر مقرب من ذويهما. الضحيتان من المدنيين، فالأب مجاز في الحقوق ويعمل بمشفى إزرع، كما يعمل في البناء، والابن طالب جامعي.
ولا يزال مصير عدد من شبّان محافظة درعا مفقودًا في محافظة السويداء منذ أحداث منتصف تموز، وسط مناشدات ذويهم بالكشف عن مصيرهم أو العمل على مبادلتهم بآخرين.
سُجلت اشتباكات عنيفة على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، بين مجموعات محلية مسلّحة من السويداء وقوات الأمن العام.
وفي سياق متصل، أطلق سليمان عبد الباقي، مدير الأمن في السويداء، سلسلة تصريحات أثارت الجدل في المحافظة. فقد نفى وجود قوائم دقيقة بأسماء المخطوفات، واتهم جهات باستغلال الملف لأغراض شخصية، مؤكدًا أنّ هناك مختطفين فعلًا، لكنهم ليسوا لدى جهات رسمية. كما أشار إلى دخول عصابات خطف واستغلال إلى المحافظة، واتهم ما وصفهم بـ”دواعش الداخل” بإثارة الأزمات واحتكار السلع، مؤكدًا أن الدولة لا تفرض حصارًا على السويداء.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، صعّد عبد الباقي من لهجته، متهمًا الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، بتلقي دعم مالي من إسرائيل والعمل على تأجيج الانقسام الطائفي، معتبرًا أن تقديمه كـ”زعيم ثوري” كان خطأً من الحكومة. وأشار إلى تحالف فصيله السابق مع هيئة تحرير الشام لحماية الهجري، واتهم الأخير برفض المبادرات الحكومية، والاعتماد على صفحات تحريضية وشخصيات خارجية لنشر الفتنة.
ورغم إقراره بوقوع انتهاكات من طرف الدولة والعشائر، اعتبر أن لجوء الحكومة إلى الحل الأمني ساهم في تفاقم الأزمة. ودعا إلى توحيد الصفوف، ومحاسبة المتورطين، وإعادة المهجرين، مشددًا على أن معالجة الملف ضمن إطار وطني سيفضح – بحسب تعبيره – دور الهجري الذي “أفشل الحلول”
الخطف
مازال مصير الشاب حمزة العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة في منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مجهولاً منذ 16 تموز / يوليو 2025، بعد أن فُقد الاتصال معه أثناء تأديته مهمة إنسانية لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة من داخل مدينة السويداء، بناءً على طلب رسمي من المنظمة الدولية.
العمارين، وهو من أبناء مدينة نوى في ريف درعا الغربي وأب لثلاثة أطفال، كان يرتدي الزي الرسمي للخوذ البيضاء ويقود سيارة إسعاف تحمل شعارات المنظمة، حين أوقفه مسلحون عند دوار العمران داخل مدينة السويداء، وأنزلوه من السيارة واقتادوه إلى جهة مجهولة، بحسب شهادة سيدة من أهالي المدينة كانت برفقته.
منذ ذلك الحين، يواصل العمارين أيامه التي تجاوزت الـ 77 في الأسر، دون أي معلومات رسمية حول مكان احتجازه أو حالته الصحية، وسط قلق واسع من عائلته وزملائه.
منظمة الدفاع المدني السوري حمّلت في بيانات متكررة الفصائل المسيطرة على مدينة السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامته، وطالبت بالإفراج الفوري عنه، مؤكدةً أن استهداف العاملين الإنسانيين يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، ويُقوّض حيادية العمل الإغاثي ويُهدد وصول الخدمات للمحتاجين.
كما دعت المنظمة جميع الجهات الإنسانية والحقوقية والإعلامية إلى الضغط لإطلاق سراح حمزة العمارين، وضمان عودته الآمنة إلى عائلته وعمله، مشددةً على التزامها الثابت بمبادئ الحياد وعدم التحيز في جميع مناطق سوريا.
الرابط: https://daraa24.org/?p=54067