توزيع مساعدات أممية من قبل الهلال الأحمر السوري في محافظة درعا

يشكو أهالي محافظة درعا من تناقص كمية المواد الغذائية الموجودة ضمن سلة المساعدات الإنسانية، التي توزع عليهم من قبل منظمة الهلال الأحمر السوري، إضافة إلى تباعد مواعيد التوزيع التي تتراوح بين الـ 3 والـ 4 أشهر. في الوقت الذي تعتبر فيه هذه السلة من أهم مصادر القوت اليومي للعائلات في درعا، حيث أنهم يعانون من صعوبة الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع المساعدات الدولية.

أبدت (أم عبد الله، 45 عاماً، وهي أم لستة أطفال) خيبة أملها وقلقها، بعد أن رأت كمية المواد الموجودة داخل السلة التي استلمتها خلال الشهر الجاري، وقالت لمراسلة درعا 24 : “نعاني من حالة معيشية غير مستقرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكلٍ غير مقبول. منذ قرابة العام وأكثر والسلة الغذائية الوحيدة التي نحصل عليها من قبل منظمة الهلال الأحمر السوري، وقد بدأت بالتناقص لتصل إلى معدل ربع ما كان يقدم فيها سابقاً”.

وتابعت: “لقد تم إلغاء العديد من المواد بشكلٍ نهائي، مثل العدس بنوعيه، والمعكرونة، والبرغل والملح، وتم تخفيض كمية المواد المتبقية مثل السكر الذي انخفض من خمسة كيلو إلى اثنين فقط، والرز من ثمانية كيلو إلى أربعة فقط، والحمص من خمسة إلى أربعة”.

وأعربت عن استغرابها من تناقص المواد بشكل مستمر ودائم، على الرغم من الحاجة الماسة لها في ظل الضائقة المعيشية التي لم ينجُ منها أحد، وفي ظل عجز العديد من الأهالي عن شراء المواد الأساسية، واعتماد أغلب الناس عليها بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم والدجاج.

رسوم على السلل الغذائية في مختلف مدن وبلدات محافظة درعا 

أنواع ذات جودة رديئة

تلقت درعا 24 العديد من الشكاوى من الأهالي، من سوء نوعية بعض المواد التي يتم تقديمها ضمن السلة الغذائية، التي يحصلون عليها، مثل مادة الأرز التي يسمونها (رز علفي)، وهو يعتبر من أسوء أنواع الأرز الموجود في الأسواق. إضافةً الى سوء نوعية مادة الزيت أيضاً، الذي يحمل رائحة كريهة شبيهة برائحة السمك.

حول هذا الأمر ذكرت (أم حيان، 40 عاماً، وهي من الريف الشرقي لمحافظة درعا): “السلة الغذائية التي كنا نحصل عليها كانت ذات قيمة مالية عالية، لأنها كانت تحتوي على أنواع من الأطعمة الغذائية المختلفة، وعلى كميات جيدة منها ايضاً. وكانت تحتاج لرجل بالغ حتى يتمكن من حملها، أما الآن ابني الصغير يحملها بكل سهولة”.

 وأضافت: “مجرد أن نحصل على السلة الغذائية تجد أطنان من مادة الأرز مكومة عند بعض الباعة، الذين يشترونه بهدف التجارة فيه، إضافة الى أن نوعية الزيت التي نحصل عليها تعتبر من أسوأ أنواع الزيت أيضاً، لأنه يحمل رائحة كريهة، تترك طعماً سيئاً على الأغذية، فالعديد يقومون ببيعه في السوق بسعر متدنٍ أيضاً، ويدفعون فوارق مالية فوقه لشراء زيت بجودة أفضل، وقلة من الناس من يستخدم ذلك الزيت للطهي”.

حاجة ملحة للسلة الإغاثية

(محمد. ك، ناشط اجتماعي من محافظة درعا) يقول: “على الرغم من تباعد فترات تسليم السلة إلا أنها تخفف عبء كبير عن الأهالي، مثل شراء بعض المواد الغذائية الأساسية من زيت وسكر وطحين، وعلى الرغم من تزايد الاحتياجات عن الأعوام الماضية، إلا أنه هناك تراجع كبير بحجم المساعدة المقدمة لأهالي المدينة، إضافة إلى التناقص المستمر بمحتوياتها، حيث أنها كانت سابقاً تكفي لسد احتياجات الأسرة مدة زمنية جيدة، إلا أنها الآن لا تكفي أصغر عائلة مدة شهر واحد، إضافة الى سوء نوعية المواد المقدمة فيها”.

 وقد أكد أن استمرار تخفيض المساعدات الأساسية في ظل هذه الظروف الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل تمنع الآلاف من تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي يغزو الأسواق.

رسوم على استلام المساعدات في مدينة داعل

 ووفقاً لتقارير سابقة للأمم المتحدة فإن 90% من السوريين يعيشون في فقر و60% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وتحتل سوريا المرتبة الأولى من بين الدول العشر الأكثر انعداماً للأمن الغذائي على مستوى العالم، ويعاني 12 مليون شخص سوري من وصول محدود وغير مؤكد للغذاء.

الرابط: https://daraa24.org/?p=29254

Similar Posts