محطة المياه في وادي الأشعري
محطة المياه في وادي الأشعري

تعاني مدينة نوى في ريف محافظة درعا الغربي من شحّ مياه الشرب، مما يضطر الكثير من الأهالي إلى شرائها، في ظل انخفاض الرواتب والأجور، وارتفاع كافة الأسعار بما فيها أسعار صهاريج المياه.

تلقت درعا 24 عبر بريد الصفحة العديد من الشكاوى خلال الأيام الماضية بخصوص مشكلة المياه، وقال أحد المواطنين من أبناء المدينة في شكواه: “نحن في مدينة نوى بشكل عام دور المي فيه خيار وفقوس، يوجد أحياء تصل المياه إليها على مدار الأسبوع، وأحياء أخرى كل شهر تصل مرة فقط، وما عم نلحق نعبي صهاريج مي”.

تصل أسعار خزانات المياه (الصهاريج) لأسعار غير مقبولة، خاصةً بعد ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء بعد رفع المدعوم منها من قِبل الحكومة، وحسب مراسل درعا 24 فسعر الصهريج في مدينة نوى يبدأ بـ 60 ألف ويصل إلى 75 ألف ويتجاوزها في كثير من الأحيان، وذلك تبعاً للمسافات من الآبار إلى المنازل، وتبعاً لأسعار المحروقات.

اقرأ أيضاً: مبادرات أهلية بدرعا بعد غياب الخدمات الحكومية (سقيا الماء)

مصادر مياه الشرب في المدينة 

تواصلت درعا 24 مع السيد أحمد السويداني مدير وحدة المياه في المدينة، وتم سؤاله عن وضع المياه في مدينة نوى بشكل عام فقد أوضح مدير وحدة المياه السويداني : “تتغذى المدينة بأحيائها الستة على مصدرين رئيسيين من المياه: الأول: مياه الآبار بنسبة 40٪، حيث الأحياء التي تعتمد على مياه الآبار لا تعاني من أي مشكلة فيما يخص المياه. وأما المصدر الثاني: مياه الأشعري بنسبة 60٪”.

وأضاف بأن الأحياء التي تعتمد على مياه محطة الأشعري تعاني من شح المياه، وذلك لأن مدينة نوى تقع على آخر خط الدفع الذي يتغذى من مشروع الأشعري، حيث يصل إلى محطة تل الجموع التي تغذي مدينة نوى 100 م3 فقط من المياه المنتجة في محطة الأشعري، نتيجة هبوط مناسيب المياه في وادي الأشعري، على عكس بلدات (جلين ـ المزيرعة ـ الشيخ سعد ـ تسيل ـ عدوان)، التي يتم ضخ المياه إليها بشكل مباشر من خط الدفع الـ 600. ولفت إلى أنه تم رفع كتاب لمدير مؤسسة المياه في درعا، لإعادة توزيع الحصص المائية للمناطق التي يغذيها مشروع الأشعري. 

وأردف السويداني بأن هناك سبب آخر هو التعديات على خط الأشعري من قبل تجمع يوسف العظمة، وهو تجمع يضم عدة بيوت في مدينة نوى، فيما تم تحذيرهم عدة مرات للتوقف عن أخذ المياه بشكل غير نظامي من قبل الجهات المعنية لكن لم تحل هذه المشكلة إلى اليوم. مؤكداً أن انقطاع الكهرباء عن محطة الأشعري هي المشكلة الأساسية في عدم وصول المياه إلى أحياء مدينة نوى، التي تتغذى على خط الأشعري.

ولدى سؤاله عن التلاعب بالدور وساعات ضخ المياه على الأحياء وتفضيل حي على آخر حسب الشكاوى أجاب: “بأن ذلك غير صحيح والعمال في وحدة المياه يقومون بعملهم على أكمل وجه، وهاتفي متاح للرد على كافة استفسارات المواطنين وشكاويهم، أو من خلال مراجعتهم لوحدة المياه في المدينة”.

اقرأ أيضاً: شح المياه في مدينة نوى، معاناة مستمرّة

انقطاع مياه الشرب لشهر عن الحي الشمالي

قال أحد سكان القسم الثاني من الحي الشمالي في شكواه قبل أيام، أن المياه لم تصل للمنازل في الحي الشمالي الثاني من المدينة منذ شهر. متسائلاً: “أين دور مؤسسات الدولة؟ لماذا مؤسسة المياه في المحافظة لا تعمل على حل هذه المشكلة المتجددة؟”

ولدى سؤال مدير وحدة المياه حول وضع الحي الشمالي الثاني من المدينة بشكل خاص قال: “يتغذى هذا الحي على مياه الأشعري وعلى مياه الآبار، فالجزء الذي يتغذى على مياه الأشعري يعاني من شح المياه، حيث يتم سد هذا العجز من مياه الآبار، التي تغذي الجزء الآخر من الحي بشكل جيد”.

مؤكداً أنه “تم في اليومين الماضيين فتح سكر ماجد الخطيب وسكر برغوث والبارحة تم فتح سكر المشفى وسكر وحدة المياه في هذا الحي، حيث لا يتم فتح كل السكورة في آن واحد كي لا يضعف ضخ المياه”.

فيما أعاد يوم أمس مراسل درعا 24 التواصل مع مواطنين في القسم الثاني من الحي الشمالي، وأكدوا أن المياه وصلت للمنازل ظهر يوم أمس بعد الساعة الثالثة، بعد انقطاعها لشهر، واضطرار المواطنين خلالها إلى شراء صهاريج المياه، بأسعار غير معقولة.

وقال مواطن آخر بأن إعادة المياه يوم أمس، جاءت بعد اعتراض سكّان الحي، وأوضح: “كل مرة يحدث هذا الأمر، نطالب بدورنا بالمياه، ويرضونا بإيصالها مرة واحدة. اتصلنا على مدير الوحدة الشهر الماضي، وبالأخير شغلوها ساعة وحدة فقط، نتمنى أن يصدقوا هذه المرة”.

اقرأ أيضاً: مياه الشرب في مدينة نوى مشكلة متجددة 

مياه الأشعري

حلول تلوح في الأفق

فيما أكد مدير وحدة المياه بأنه يجري العمل على حلول جذرية لحل مشكلة المياه في مدينة نوى عامةً، أولها محطة على كتف وادي الأشعري كمرحلة ثالثة لضخ المياه بشكل مباشر إلى خزان تل الجموع، الذي يغذي المدينة، والمشروع في مراحل الإنشاء الأخيرة، حيث تم إنجاز 90٪ منه، باستثناء الأعمال الميكانيكية والكهربائية، التي تعهدت مؤسسة المياه بإنجازها، وهذا المشروع سيُعطي 300 م3 مياه إضافية لمدينة نوى. وتم رصد حوالي 400 مليون ليرة لهذا المشروع من قبل المجتمع المحلي في المدينة.

وختم السويداني أن الحل الآخر هو خطة تمت دراستها، وسيتم طرحها على المجتمع المحلي (الفزعات)، من أجل تمويل هذا المشروع، وهي تأهيل خزان عند جامع عمر بن الخطاب لتجميع المياه فيه من الآبار، وسيغطي هذا الخزان حاجة حوالي ١٥٠ مشترك.

اقرأ أيضاً: أزمة مياه الشرب في درعا تتضاعف بارتفاع أسعار الصهاريج

هل برأيكم أن هذه الحلول سيتم تنفيذها قريباً، وهل ستساهم في سد حاجة مدينة نوى من المياه وتضع حداً لمعاناة المواطنين في الحصول على مياه الشرب؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=33272

Similar Posts