اشتكى العديد من الشبان في مركز انتساب الأمن العام بمدينة درعا من العقبات التي تعترض طريقهم للانضمام للأمن العام، حيث تحولت شروط الانتساب، خصوصاً المتعلقة بالعمر، إلى عائق كبير أمامهم. وأفاد عدد من المتقدمين لمراسل “درعا 24” بأن الكثير من المتقدمين (والذين تم قبولهم) تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً، فيما أعمار معظمنا لا تتعدى 31 عاماً، إلا أن المسؤولين يرفضون طلباتهم بحجة تجاوزهم السن المحدد.
قصص متداخلة من المعاناة والتهميش
قال أحمد، أحد الشبان المتقدمين للانتساب، بأنه كان طالباً جامعياً عندما اندلعت الثورة، وانضم إلى صفوفها. وأضاف أنه تعرض للاعتقال عدة مرات، ومن بينها بقي في سجن صيدنايا سنة كاملة، ما أدى إلى انقطاعه عن تعليمه. ثم التحق بالجيش الحر وقاتل ضد النظام.
وتابع “أحمد” حديثه قائلاً: “في بدايات الثورة، كانت الأجهزة الأمنية تداهم منزلي بشكل مستمر، وعانيت كثيراً في تلك الفترة. وعندما تم توقيع اتفاقية التسوية عام 2018، لم أقم بأي تسوية ولم أغادر إلى الشمال السوري بسبب مخاوفي من التصفية في الطريق، خاصة أنني وحيد لأهلي. التزمت بالبقاء في بلدتي ومنزلي حتى سقوط النظام”.
وأوضح “أحمد” أنه تقدم للانتساب في مركز قريب من بلدته، وتم قبوله مبدئياً لأنه مقاتل سابق. لكنه فوجئ لاحقاً برفض طلبه، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى المحسوبيات، حيث قال: “رغم أنهم يزعمون أن هناك أعداداً كبيرة من المتقدمين، إلا أنهم يقبلون مقاتلين سابقين في فصائل محلية كانت مرتبطة بالأجهزة الأمنية، مع أن أعمارهم تتجاوز الثلاثين. كيف يتم رفضي وأنا مقاتل سابق، بينما يتم قبول هؤلاء؟”.
إقرأ أيضاً: الأمن العام يقبض على مواطن قتل زوجته وأحد أطفاله وسط درعا
شبان آخرون يعترضون على الشروط
“حمزة”، شاب آخر كان طالباً جامعياً أيضاً قبل أن يشارك في المظاهرات، روى قصته للمراسل قائلاً: “تم اعتقالي مرتين بسبب نشاطي الثوري، وبعدها انضممت إلى إحدى الفصائل المسلحة حتى عام 2018. ومنذ ذلك الحين لم أعمل مع أي جهة. تقدمت للانتساب لكن تم رفضي بسبب عمري. كيف يمكن أن يستثنونا من الانتساب ونحن لنا الأولوية، خاصة أن لدينا خبرة قتالية واستخدام السلاح؟”.
وأشار “حمزة” إلى تصريحات سابقة للقائد “أحمد الشرع”، الذي أكد فيها ضرورة منح المقاتلين القدامى الأولوية. وأضاف مستنكراً: “جيلنا هو من دفع الثمن الأكبر خلال سنوات الحرب. خسرنا تعليمنا وحياتنا المهنية، والآن يتم استبعادنا. بينما الشبان الذين لم يشاركوا في أي عمل مسلح قبل 2018 يُقبلون بسهولة.”
شاهد أيضاً: عرض عسكري لقرابة 300 عنصر من الأمن العام في وزارة الداخلية جاب شوارع مدينة درعا
مطالب بإنصاف الشبان وتعديل الشروط
أوضح “حمزة” أن العديد من الشبان الذين تجاوزوا الثلاثين لديهم عائلات ويعانون ظروفاً معيشية صعبة، مشدداً على ضرورة النظر في أوضاعهم وتمديد العمر المحدد للانتساب إلى أكثر من 30 عاماً. وأضاف: “نحن ضحايا هذه الحرب، وليس من العدل أن نظل جالسين في منازلنا بلا عمل في ظل الظروف القاهرة التي تعاني منها البلاد.”
ختاماً، يتفق الشبان على أن هذه الشروط المجحفة تزيد من إحباطهم وتجعلهم يشعرون بالتهميش، مطالبين الجهات المسؤولة بمراجعة قراراتها وإنصاف من خسروا الكثير في سنوات الحرب.
الرابط: https://daraa24.org/?p=47969