تتواصل شكاوى الأهالي في مدينة نوى بريف درعا الغربي من رداءة الخبز المدعوم، حيث عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من تراجع الجودة، مؤكدين أن الخبز يصل إلى منازلهم بحالة سيئة، وغير ناضج في بعض الأحيان، إضافة إلى انبعاث روائح غريبة منه، في ظل اعتمادهم عليه كمادة غذائية أساسية يومية.
شهادات من الأهالي: خلل في التصنيع وغياب التحسن رغم ارتفاع السعر
قال المواطن طارق قراعزة لمراسل درعا 24 إن الخبز يصل يوميًا متكسرًا، وغالبًا ما تحتوي الربطة الواحدة على أرغفة متفاوتة في القوام والجودة، إذ يكون أحدها طريًا والآخر متشققًا وصلبًا، معتبرًا أن ذلك يشير إلى وجود خلل واضح في عملية التصنيع.
وأضاف أن خبز نوى يُعد من بين الأسوأ على مستوى مدن وبلدات محافظة درعا، رغم أن سعر الربطة وصل إلى 4500 ليرة سورية، مشيرًا إلى أن هذا السعر لا يعكس دعمًا فعليًا، إذ يقترب من سعر الخبز السياحي الذي يبلغ 6000 ليرة.
وأوضح أن ربطة الخبز كانت من أوائل السلع التي ارتفع سعرها بعد سقوط النظام السابق، دون أن يرافق ذلك أي تحسّن في الجودة، بل على العكس، تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بالسعر.
اقرأ أيضاً: مناشدات في درعا لتحسين جودة الخبز وتخفيض سعره
شكاوى اتهامات بالتقصير الإداري وضعف الرقابة
من جهته، أشار المواطن أيوب الشولي إلى أن مسؤولي المخبز يبرّرون تكرار المشكلة بسوء نوعية الطحين، لكنه اعتبر هذا التبرير غير مقنع، لافتًا إلى أن القرى المجاورة مثل تسيل تستخدم نفس نوعية الطحين والخميرة، ومع ذلك فإن الخبز فيها يتمتع بمواصفات جيدة ويشبه في شكله الخبز السياحي.
وأكد أن المشكلة تكمن في أسلوب التشغيل والإدارة، إضافة إلى وجود شبهات فساد داخل المخبز، مشيرًا إلى أن الأهالي جرّبوا معظم الأفران المحيطة بمدينة نوى، ووجدوا أن منتجاتها تتراوح بين الجيدة والمقبولة، باستثناء المخبز الآلي في نوى.
التوزيع الليلي يزيد من سوء المنتج
أما زكريا الدعاس، وهو أحد معتمدي توزيع الخبز في المدينة، فأشار إلى أن طريقة التوزيع تسهم أيضًا في تراجع الجودة، موضحًا أن الخبز يصل في ساعات متأخرة من الليل، مكدّسًا دون فواصل كافية، على شكل حِزم من عشر ربطات، ويُوزّع صباحًا بعد أن يبرد تمامًا، مما يؤدي إلى تغيّر قوامه وتشققه، وانبعاث رائحة غير مستساغة منه.
وأوضح أن المشكلة يمكن معالجتها جزئيًا من خلال تعديل توقيت الإنتاج والتوزيع ليكون في ساعات النهار، معربًا عن أمله في أن يتمكن أهالي نوى من الحصول على خبز طازج وجودته مقبولة كما في باقي المناطق.
المخبز الآلي يوضح الأسباب ويقترح الحلول
بدوره، تحدّث محمد أبو السل، مشرف تسيير أمور المخبز الآلي في نوى، إلى شبكة درعا 24، موضحًا أن تراجع جودة الخبز يعود إلى عدة عوامل، أبرزها: رداءة الطحين، ووجود تصدعات في بيوت النار داخل خطوط الإنتاج، إضافة إلى قصور في سيور التبريد، مما يؤدي إلى عدم تبريد الخبز بشكل كافٍ قبل تعبئته.
وأشار إلى أن الكميات الكبيرة التي يتم إنتاجها يوميًا لا تتيح المجال لتبريد الأرغفة بالشكل المطلوب، ما يؤدي إلى تمزقها وتكسّرها قبل وصولها إلى المستهلكين.
وأكد أبو السل وجود مشاكل مستمرة في المواد الأولية، من طحين وخميرة، رغم رفع العديد من التقارير إلى الجهات المعنية دون أي استجابة فعلية. ولفت إلى أن القرى المجاورة تحقق جودة أفضل لأنها تنتج كميات أقل وتستخدم طحينًا أبيض (زيرو)، على عكس مخبز نوى الذي يعمل تحت ضغط كبير ويفتقر إلى الإمكانيات الفنية اللازمة.
كما أشار إلى ضعف الدور الرقابي، مبينًا أن الجهات المسؤولة لم تتخذ أي إجراء فعلي بحق الموظفين المقصرين، ولم يتم تأمين قطع الغيار الضرورية، بحجة توقف التمويل، رغم أن المخبز يعتمد على آلات تحتاج إلى صيانة دورية منتظمة.
وفي ختام حديثه، أكّد أبو السل أن الحلول ممكنة في حال تم إصلاح المخبز بشكل كامل، وإنشاء خط إنتاج ثالث، وتوزيع أكشاك في الأحياء لتسريع عملية التوزيع وتخفيف الضغط. وشدّد على ضرورة تعاون جميع الأطراف، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، لافتًا إلى أن الموسم الزراعي لهذا العام كان ضعيفًا، ما ساهم في زيادة حدة الأزمة المعيشية لدى السكان.
دعوات لمعالجة الخلل وتحسين الخدمة
في ظل الاعتماد الواسع على الخبز كعنصر أساسي في الحياة اليومية، يبرز ملف جودة الإنتاج والتوزيع في نوى كواحد من التحديات الخدمية التي تتطلب تدخلًا من الجهات المعنية، سواء عبر تحسين البنية الفنية للمخابز، أو تفعيل الرقابة، أو ضمان استقرار المواد الأولية، بما يضمن توفير المادة للمواطنين بشكل مناسب ومتوافق مع الحد الأدنى من المعايير الصحية والخدمية.
اقرأ أيضاً: شكاوى من الواقع المعيشي، إلى متى تستمر معاناة المواطنين؟
الرابط: https://daraa24.org/?p=51305