شهدت محافظة درعا، إحدى أكثر المناطق تأثرًا بالحرب في سوريا، تصاعدًا في أعمال العنف منذ سنوات. ومع تزايد الانتهاكات الأمنية والإنسانية، أصبح عدد الضحايا من المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، هم العدد الأعلى في المشهد. خلال عامي 2023 و2024، سجلت المحافظة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 439 في عام 2023 وارتفع إلى 485 في عام 2024. يهدف هذا التقرير إلى تقديم مقارنة تحليلية بين العامين، مع تسليط الضوء على أسباب العنف، وتأثيره على الفئات الضعيفة، وسبل تخفيف المعاناة الإنسانية. 

أولًا: عدد القتلى والإصابات

 يوضح الجدول التالي تطور أعداد القتلى والمصابين في محافظة درعا خلال عامي 2023 و2024، مع تفصيل أعداد الضحايا المدنيين. وقد شهد عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المصابين مقارنة بعام 2023 (من 353 إلى 456 إصابة)، خاصة بين المدنيين. بينما شهد عدد القتلى زيادة طفيفة (من 439 إلى 485)، مع تراجع طفيف في عدد القتلى المدنيين (من 248 إلى 242).

ثانيًا: التوزيع الجغرافي للضحايا

أ. القتلى:

يوضح الجدول التالي التوزيع الجغرافي لأعداد القتلى في محافظة درعا خلال عامي 2023 و2024، مع تفصيل أعداد الضحايا حسب المناطق الرئيسية. يمكن ملاحظة التغيرات الكبيرة في أعداد القتلى، حيث شهدت بعض المناطق، مثل الريف الشمالي، زيادة كبيرة في عدد القتلى في عام 2024 (من 20 إلى 150)، نتيجة تصاعد الاشتباكات المسلحة والمواجهات المباشرة بين الفصائل المحلية والقوات الأمنية. بينما انخفضت أعداد القتلى في باقي المناطق بنسب متفاوتة، مما يعكس طبيعة الصراع المتغيرة وتأثيره المتفاوت على المناطق المختلفة.

ب.الإصابات

يسلط الجدول التالي الضوء على الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين في جميع المناطق، خاصة في الريف الغربي، الذي تضاعف عدد المصابين فيه تقريبًا (من 73 إلى 149) مما يعكس تصاعدًا ملحوظًا في حدة العنف.

ثالثًا: الفئات الأكثر تأثرًا

زادت أعداد الضحايا، بين الفئات الأكثر ضعفًا من المدنيين، وخاصّة الأطفال، والنساء. خلال عامي 2023 و2024، لوحظت تغيرات كبيرة في أعداد القتلى والمصابين، مما يعكس تأثير الصراع على المجتمع المحلي.

المدنيون

في عام 2023، بلغ عدد القتلى من المدنيين 248 قتيلاً، بينما انخفض هذا العدد بشكل طفيف في عام 2024 ليصل إلى 242 قتيلاً. ومع ذلك، شهد عدد المصابين من المدنيين زيادة كبيرة، حيث ارتفع من 196 مصابًا في عام 2023 إلى 304 مصابين في عام 2024. هذه الزيادة بنسبة 55.1% تُظهر أن المدنيين ما زالوا يتعرضون لخطر كبير، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة استمرار العنف.

إقرأ أيضاً: التقرير السنوي لتوثيق الانتهاكات ضد المدنيين في محافظة درعا لعام 2024

 الأطفال

الأطفال هم من أكثر الفئات تأثرًا بالصراع، حيث ارتفع عدد القتلى من الأطفال بشكل صادم من 18 طفلاً في عام 2023 إلى 52 طفلاً في عام 2024، بزيادة قدرها 188.9%.

 كما ارتفع عدد المصابين من الأطفال من 34 في عام 2023 إلى 82 في عام 2024، بزيادة قدرها 141.2%. هذه الأرقام تعكس المأساة الإنسانية التي يعانيها الأطفال في المحافظة.

 النساء

هناك زيادة ملحوظة أيضاً في أعداد الضحايا من النساء. ففي عام 2023، قُتلت 19 امرأة، بينما ارتفع هذا العدد إلى 27 امرأة في عام 2024، بزيادة قدرها 42.1%.

أما عدد الإصابات، فقد شهدت ارتفاعًا كبيرًا من 10 نساء في عام 2023 إلى 32 امرأة في عام 2024، بزيادة قدرها 220%. هذه الزيادة تُظهر تزايد تعرض النساء للعنف، سواء بشكل مباشر بسبب إطلاق نار أو العنف المنزلي أو نتيجة الرصاص الطائش.

تُظهر هذه الأرقام أن الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال والنساء، تتحمل العبء الأكبر من تصاعد العنف في محافظة درعا. على الرغم من انخفاض طفيف في أعداد القتلى المدنيين، إلا أن الزيادة الكبيرة في عدد المصابين تشير إلى أن العنف ما زال يشكل تهديدًا كبيرًا على حياة المدنيين.

وفي أواخر عام 2024، ومع سقوط النظام في سوريا، نأمل أن تكون هذه اللحظة بداية لمرحلة جديدة خالية من العنف، تُعطي الأمل للسوريين في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا. نتمنى أن تشهد الأشهر القادمة تحولًا إيجابيًا يعيد السلام إلى درعا وسوريا ككل، ويُخفف من معاناة الشعب الذي عانى لسنوات طويلة من ويلات الحرب والعنف.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=47664