كلية التربية الثالثة في محافظة درعا - جامعة دمشق فرع درعا
كلية التربية الثالثة في محافظة درعا - جامعة دمشق- فرع درعا

يعاني طلاب فرع درعا التابع لجامعة دمشق شأنهم شأن جميع الأهالي في محافظة درعا، جراء الوضع الاقتصادي الصعب في عموم سوريا. وتضم جامعة درعا كليات التربية الثالثة وكلية الاقتصاد الثانية وكلية الآداب الثالثة، بالإضافة لكليات الحقوق والعلوم.

وعود بلا تنفيذ

كان لجامعة درعا مقرّ في بلدة المزيريب غربي درعا ومراكز أخرى في مدينة درعا، وبعد خروج المباني الموجودة في المزيريب عن الخدمة في منتصف عام 2013، بعد عامين فقط على تأسيسها تم نقل جميع طلاب الكليات إلى مدينة درعا، ومع ازدياد أعداد الطلاب عاماً بعد عام أصبحت المباني الجديدة، تعاني من ضيق المكان وعدم قدرتها على استيعاب أعداد الطلاب الكبيرة.

وقد تم تخصيص عدداً من الأبنية في مدينة درعا لاستيعاب الطلاب، فتم تخصيص أبنية المعهد التقاني للعلوم المالية في البانوراما لطلاب كليات الاقتصاد والحقوق، بالإضافة إلى المكاتب الإدارية التي تتبع لكليّة الآداب والطب البيطري. بينما يداوم طلاب كلية الآداب في المعهد الفندقي.

بعد إعلان السلطات السورية فرض سيطرتها على محافظة درعا عبر اتفاقية التسوية والمصالحة في العام 2018، بدأ الحديث عن ترميم أبنية جامعة المزيريب، وتقديم الوعود للتخفيف من معاناة الطلاب، وذلك على لسان رئيس جامعة دمشق فرع درعا (نديم مهنا) الذي أكد أن العمل جارٍ على إصلاح الأضرار التي لحقت بالأبنية نتيجة الحرب، لوضعها في الخدمة مجدداً، وبالتالي تخفيف الضغط على مباني مدينة درعا.

تكاليف مرتفعة

يعاني طلاب جامعة درعا مشاكل إضافية، كمشكلة المواصلات التي ما زال الطلاب يعانون منها بل تفاقمت إلى حد أكبر مع أزمة المحروقات الأخيرة التي تعيشها المحافظة وعموم البلاد، بالإضافة لاستغلال بعض سائقي السرافيس وتقاضيهم تسعيرة تعادل ثلاث أضعاف التسعيرة التي أقرّتها وزارة النقل.

أحد طالبات الريف الغربي في جامعة درعا تقول لمراسلة درعا 24: “انقطعت عن الدراسة منذ العام 2014 بسبب الوضع الأمني وأزمة المواصلات، ففي وقت الامتحانات مثلاً، كنت أخرج من بيتي الساعة الخامسة صباحاً حتى أستطيع إيجاد وسيلة نقل، وعندما أدخل إلى الامتحان وكان في الساعة 11 صباحاً، كنت اكتب بسرعة كبيرة كي أتمكن من اللحاق بالسرفيس، كنت أكتب وعقلي بالسرفيس والعودة إلى البيت، وليس بالامتحان، بحسب تعبيرها”.

أضافت “بأن الأمور تعقدت، وتركت الجامعة، نتيجة ارتفاع أسعار المواصلات وسوء الأوضاع المعيشية والأمنية”.

(نهى، اسم مستعار لأحد طالبات الريف الغربي في جامعة درعا) تقول للمراسلة:”لا أداوم في الجامعة بشكل مستمر بسبب أزمة المواصلات، وأذهب للجامعة في فترة الامتحانات، فقد كنا ندفع 1500 ل.س والآن 2000 ل.س”.

تابعت: “إضافة لارتفاع الأسعار، نعاني من مشكلة عدم توفر السرافيس، وخاصة إذا كان وقت الامتحان متأخراً، يعني إذا كان الامتحان الساعة الواحدة، لا نستطيع إيجاد وسيلة مواصلات”.

أضافت نهى بأن آخر امتحان كلفها 14 ألف ليرة للعودة إلى منزلها، فقد أنهت امتحانها في الساعة الثالثة، ونتيجة عدم توفر وسائل النقل لبلدتها اضطرت مع أربعة من زميلاتها للركوب بأحد السرافيس المتواجدة والذهاب لإحدى البلدات القريبة، وهناك قمْنَ باستئجار تكسي، وقد طلب السائق 40 ألف ليرة على الرغم من أن المسافة لا تتعدى الخمس كيلومترات.

وقالت” عندي تسعة امتحانات، معنى ذلك أنّي احتاج لـ 126 ألف فقط أجار سرافيس لأنهي الامتحان، صارت مواصلات العلم أصعب من طلب العلم”.

العمل والدراسة

(ألاء محمد طالبة جامعية أخرى، تعمل في محل لبيع الألبسة) قالت خلال حديثها مع المراسلة: “كطالبة جامعية، من الطبيعي أن تزيد احتياجاتي بين مواصلات وحاجات أساسية ومحاضرات وكتب، لذلك قررت أن أعمل لأُكفي حالي وأخفف عن أهلي، لأن نحنا ثلاثة طلاب بالجامعة وأهلي من أصحاب الدخل المحدود، ومع هذا الوضع، لا يكفي أن يعمل شخص واحد في العائلة، لذلك قررنا أن نعمل ونعتمد على أنفسنا، صحيح أن العمل يؤثر على دراستنا لكن لا يوجد حل آخر”.

بعض الأساتذة لا يراعون وضع الطلاب، وبعضهم يتلقى الرشاوى

تقول (شفاء.ع وهي طالبة جامعية أيضاً) : “أنا طالبة في كلية التربية ولن أتكلم عن الوضع الاقتصادي والمواصلات وغيره، لأننا مللنا من ذلك وبدون فائدة، مشكلتي مع الدكاترة الجامعيين الذين لا يراعون الظروف ولا يخففون عن الطالب، وكل دكتور يطلب مقرراً يتعدى الـ 300 صفحة ومنهاج كثيف، والقاعات بكلية التربية ضيقة جداً، وأحياناً نصف الطلاب تحضر المحاضرة على الواقف، والدكاترة ينتظروا على الدور ليعطوا محاضراتهم ، وبالامتحانات نص الطلاب تقدم الامتحان بالممر، بسبب ضيق المكان وكثرة أعداد الطلاب، ووقت الامتحانات دائما الأسئلة متأخرة”.

نوّهت شفاء إلى أمرٍ آخر وهو تقاضي بعض أساتذة الجامعة الرشاوي من بعض الطلاب الميسورين من أجل إعطائهم علامة تمكنهم من اجتياز الامتحان. وفي بعض الحالات يتم اعطائهم أسئلة المقرر ليلة الامتحان، وأضافت بأن بعض المستخدَمين في الجامعة يعملون كسماسرة لهؤلاء الأساتذة حيث يأخذون المال والإشارة التي وضعها الطالب على ورقته الامتحانية ويعطونها لدكتور المادة.

مرّ أربع سنوات على الوعود بترميم بناء الجامعة في بلدة المزيريب، وتحسين واقع الطلاب في جامعة درعا، فإلى أين وصلت الوعود؟

كطلاب وذوي طلاب في جامعة درعا، أخبرونا بتجاربكم وتجارب أبنائكم مع المشاكل في الجامعة وفي طريق الذهاب والإياب؟

#شاركونا_بآرائكم

الرابط: https://daraa24.org/?p=28830

Similar Posts