سيدة تعمل على سيارة أجرة (تكسي) في مدينة دمشق
سيدة تعمل على سيارة أجرة (تكسي) في مدينة دمشق

يضطر رب الأسرة للعمل في الليل والنهار لتأمين احتياجات أسرته في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، كذلك المرأة والتي كان لها دوراً كبيراً في هذا المجال، لتأمين متطلبات أبنائها، وتعاني النساء في المحافظة، عادات وتقاليد بالية حصرت عملها داخل منزلها أو ضمن العائلة.

وقد شغلت المرأة في السنوات الأخيرة حيّزاً أكبر من سوق العمل، وخاصة النساء اللواتي فقدن أزواجهن فأصبحن يصرفن على أُسرهن، وعلى الرغم من الهجوم المجتمعي الشرس ضدها ما زالت المرأة الحورانية تقاوم، حيث أثبتت وجودها في الكثير من المجالات، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي قيدت حركة الكثير من الذكور.

إقرأ أيضاً: المرأة الحورانية بين آثار الحرب والحالة المعيشية القاسية

عمل بشتى المجالات

تعمل المرأة هذه الأيام بشتى المجالات منها الحقول والمزارع، كما عملت ضمن مشاريع صغيرة داخل منزلها، وفي المصانع والمعامل. واضطرت بعض النساء للعمل لساعات طويلة خارج منزلها ليلاً، ما جعلها عرضة لألسنة الناس، دون السؤال عن السبب الذي دفعها للعمل.

التقت مراسلة درعا 24 في ريف درعا الشرقي، بالممرضة “سعاد. ك “التي عانت الكثير بسبب اضطرارها للنوم في المشفى، بحسب نظام المناوبات تقول: “إلى جانب معاناتي من صعوبة العمل وبعدي عن بيتي وأولادي، أعاني أيضاً من نظرة المجتمع لي، فنحن مجتمع شرقي، ما زلنا نعيش في نطاق مجتمعي يستنكر تواجد المرأة خارج بيتها للعمل! لكن مهنتي ووضع زوجي العاطل عن العمل، فرضت علي تقبّل كل ما أسمع من كلام دون جدال، حتى أني اقوم بشراء المناوبات من إحدى زميلاتي لكي أحسّن واقعي المعيشي.”

تضيف: “أهلي وزوجي تقبلوا الوضع بسبب سوء وضعنا الاقتصادي، لكن في بعض الأحيان يتسبب العمل لي بمشاكل مع زوجي، بسبب كلام الناس المحيطين به، وعلى الرغم من ذلك ما زلت مستمرة بعملي منذ 7 سنوات وما زلت أقاوم”.

بينما تقول تسنيم التي فضّلت العمل داخل منزلها: “لا أملك المؤهل العلمي كي أحصل على وظيفة، أنا أعمل بتقشير البطاطا وتقطيعها ليأتي صاحب أحد المطاعم ويأخذها، وأقوم بحفر الكوسا وتقطيع البقدونس وغيرها من الخضروات للعديد من النساء المقتدرات”.

وعند سؤال المراسلة ما اذا كانت راضية عن عملها، أجابت: “(يلي بيرضا بعيش) عملي داخل منزلي أفضل بكثير من نساء يعملن خارج المنزل، ويضيع الأبناء بين أب يعمل وأم تساعد، أنا أعمل ليلاً بعد نوم أطفالي حتى أسلمها في الصباح، لكن بفضل من الله أعمل في منزلي”.

أمّا رغد التي كانت تعمل في إحدى محلات الألبسة فتقول: “لقد اضطررت لترك عملي بسبب كلام الناس الفارغ، أنا استطعت التحمل، لكن أخي لم يتقبل أن تعمل فتاة بعمر 23 سنة حتى الساعة التاسعة ليلاً”.

إقرأ أيضاً: المرأة الحورانية: إرادة لا تنكسر مهما تكالبت عليها الظروف

معظم النساء تفضل العمل نهاراً

ومن خلال استبيان قامت به المراسلة، استهدفت به 100 سيدة، كانت نتائجه كالتالي: معظم النساء تفضل البقاء في البيت على الخروج للعمل، في حال توفرت جميع سبل العيش، أو حصل زوجها على عمل مناسب يوفر جميع متطلبات أسرتها. بينما أجمعت كل النساء أن العمل نهاراً أفضل من العمل ليلاً، و50 % رفضن العمل ليلاً رفضاً قاطعاً بسبب سوء الحال المجتمعي.

بدوره “محمد الزعبي”، وهو مدرس في إحدى ثانويات ريف درعا الشرقي له رأي آخر حول نظرة المجتمع للمرأة التي تعمل ليلاً حيث يقول : “الناس ليس لديهم ما يتحدثون به، فكل شيء يحصل للتو فهو حديث الساعة أو كما يقال هو (الترند)، لذلك من وجهة نظري فإن العمل ليس عيباً سواء كان ليلاً أو نهاراً طالما أنه يحقق الغاية ويلبي المتطلبات ضمن الحدود الأخلاقية والشرعية”.

يضيف بإن نسبة النساء اللواتي يمارسن العمل ليلاً أي حتى الساعة 12، نسبتهن قليلة، أما من يعملن بمهن مسائية أي حتى 7 أو 8 مساء فنسبتهن كبيرة بحكم أن الوقت لا يزال مبكراً.

عمل المرأة في محافظة درعا
عمل المرأة بدرعا، بين كلام الناس وسوء الأوضاع المعيشية 3

وفي استطلاع الرأي الذي تجريه درعا 24 على مجموعة الفيسبوك وقد شارك فيه 900 متابعا، وتم طرع السؤال هل انتم مع عمل المرأة وكانت نسبة 68٪ مع عمل المرأة، للمشاركة في الاستطلاع من خلال الرابط التالي:

https://www.facebook.com/groups/daraa24/permalink/1337240787062651/

الرابط: https://daraa24.org/?p=28425

Similar Posts