"ليبيا" واحدة من مراحل هجرة شباب درعا، فما الذي يجبرهم على مغادرة بلادهم رغم الصعوبات؟
“ليبيا” واحدة من محطات رحلة الهجرة الصعبة، فما الذي يجبر شباب حوران على خوضها رغم الصعوبات؟

أصبح أكبر الأحلام بالنسبة لفئة الشباب في محافظة درعا هو الهجرة ومغادرة البلاد، ويتكبدون في سبيل ذلك مصاعب كثيرة، بما في ذلك، تلك المحطات التي يمرّون بها بعد مغادرة سوريا. تتبعت درعا 24 عن طريق بعض المهاجرين، إحدى محطات هجرتهم “في ليبيا”، وأبرز الصعوبات التي يواجهونها.

مراحل هجرة شباب درعا

علمت درعا 24 عن طريق مصدر خاصّ بأنّ القائم على أمور السفر باتجاه ليبيا، هي شركة أجنحة الشام، والسماسرة المتعاملين معها، وقد كان ثمن تذكرة الطيران إلى بنغازي أو طرابلس بحدود ال 200 دولار أمريكي لتصبح اليوم بعد الإقبال على السفر 1000 دولار، مُستغلةً بواسطة سماسرتها حاجة الشباب للسفر، مُتذرعةً بتكاليف الحصول على موافقات من هيئة الاستثمار العسكري الليبية حيث تبلغ 500 دولار.

تواصلت درعا 24 مع أحد المهاجرين من سوريا، بعد وصوله إلى ليبيا، وقد أوضح بأنّه بعد وصوله إلى بنغازي توجب عليه الذهاب إلى طرابلس، وقد تقاضوا منه أجرة 1500 دينار ليبي أي ما يعادل 300$ بينما عرف فيما بعد بأنّ الأجرة الاعتيادية هي 50 دينار ليبي، لكن تم استغلاله، كما يتم استغلال جميع المهاجرين في مثل هذه الظروف.

موضحاً، بأنّ الإشراف على عملية التهريب والنقل على هذا الطريق بين بنغازي وطرابلس، يتم من قبل مواطنين ليبيين وسوريين مقيمين هناك منذ سنوات طويلة.

مهاجر آخر تحدث عبر تطبيق وتساب مع درعا 24، حيث أشار إلى أنّه بعد الوصول إلى شواطئ طرابلس، وإلى مراكز انطلاق زوارق الهجرة، حيث غالبية المهاجرين في هذه الأيام هم من السوريين، يتم دفع مبلغ 2000 دولار أمريكي، بينما كان سابقاً 1000 دولار.

مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا

 الجدير بالذكر أنَّ هناك اتفاقية بين السلطات الإيطالية والليبية، على إعادة المهاجرين من شواطئ إيطاليا إلى ليبيا، وعند إرجاعهم يتم وضعهم في مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين، وفيما سبق كان يوجد مركزين فقط، بينما حالياً بلغ عددها قرابة 20 مركزاً، ويتعرّض النزلاء فيها للعديد من الانتهاكات ابتداءً بحجز الحرية إلى الإذلال والإهانة وتصل إلى حد الضرب والتعذيب.

أفاد مصدر خاصّ لدرعا 24 بأنّ بين المُحتجزين في هذه المراكز ما يُقارب ال 500 سوري، كثير منهم من محافظة درعا، وقد تم القبض عليهم على سواحل إيطاليا وتم إرجاعهم إلى ليبيا، واحتجازهم في هذه المراكز، وبعضهم مُحتجز منذ قرابة الثلاثة أشهر.

أضاف المصدر بأنّ إخراج السوريين من هذه المراكز يكون أحياناً بواسطة معارف وصداقات أو بمساعدة بعض السوريين المقيمين في ليبيا منذ سنوات طويلة، وفي بعض الأحيان هناك حالات استغلال، يدفع فيها ذوي المحتجز مبالغ مالية للسوري المقيم قديما في ليبيا ليتوسط لإخراج الشخص الذي تم احتجازه.

إقرأ أيضًا: رحلة الهروب من الخطر، المحفوفة بالمخاطر، رحلة الهجرة من درعا!

وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إنها تعتزم وقف عملياتها في مركزي احتجاز بالعاصمة الليبية، طرابلس، يكتظان بالنزلاء، بسبب “تزايد أعمال العنف والانتهاكات وسوء المعاملة” التي يلقاها المهاجرون واللاجئون الذين تحتجزهم السلطات الليبية.

وصرحت رئيسة بعثة المنظمة في ليبيا، بياتريس لو، في بيان أن القرار “لم يكن سهلا”، وأضافت “بيد أن النمط المستمر لوقائع العنف والأذى الجسيم الذي يلحق باللاجئين والمهاجرين، فضلا عن الخطر على سلامة طاقمنا، بلغ مستوى لم نعد قادرين على تحمله”.

في حين أفاد أحد الناجين من مراكز الهجرة غير الشرعية في ليبيا في حديثه لدرعا 24 بأنّ الشارع هو مصير كل من يخرج من هذه المراكز، حيث يفقد كل أمواله ومدّخراته مما يضطره لمحاولة الحصول على المال بطريقة أو بأُخرى، لإعادة المحاولة للهجرة في البحر مرة أخرى.

 وينصح الشباب بعدم الهجرة إلى ليبيا بسبب التشديد الكبير، واكتظاظ السجون، ناهيك عن حالات الاستغلال والإهانات الكبيرة.

إقرأ أيضًا: هجرة الشباب، مجازفة بالأرواح في سبيل مغادرة محافظة درعا

يُشار إلى أنّ العديد من الشباب في محافظة درعا في هذه الأيام، يعتبرون أنَّ الهجرة ليست اختياراً بل إجباراً، حيث يضطرون لذلك بسبب الوضع المعيشي، وهروباً من المطالبات الأمنية، والخدمة العسكرية التي لا يعرف داخلها متى يخرج منها، مما يضطرّهم لمغادرة بلادهم ومواجهة مختلف الصعوبات بما فيها المشاكل والصعوبات التي يواجهونها في تلك المحطات التي يمرّون بها بعد مغادرة سوريا.

Similar Posts