تحدثت درعا 24 قبل أيام مع المستشار السياسي والعسكري والمقرب من مؤسسات السياسة الخارجية الروسية “رامي الشاعر”، وذلك بعد تطور الأحداث في شمال غرب سوريا، والذي قال حينها أن درعا تعيش حالة من الترقب والحذر وسط التطورات الميدانية الحالية، واحتمالية التصعيد.
تعاود الشبكة اليوم الحديث مع المستشار المقرب من مؤسسات الخارجية الروسية، للتعليق على التطورات الأخيرة بعد انسحاب الجيش والمقرّات الأمنية من محافظة درعا، وبسط الفصائل المحلية سيطرتها عبر غرفة عمليات الجنوب التي تم تشكيلها، لبدء معركة باسم “كسر القيود”.
يؤكد الشاعر أنه نظرا للتوتر الشديد، الناجم عن رفض أبناء الجنوب لنظام الحكم الحالي، قامت روسيا بجهود كبيرة لعدم حدوث صدام عسكري بينهم وبين النظام، الذي دائما ما شعر بانتقاص هيبته خاصة في محافظتي درعا والسويداء. وقال أن روسيا لجأت لوضع نقاط للشرطة العسكرية الروسية لتفادي حدوث صدام بين الطرفين، لا سيما بعد الوساطة الأخيرة التي قامت بها روسيا قبل نحو ثلاث سنوات، وأوقفت زحف فرقة كاملة من الجيش السوري، تحركت باتجاه درعا وحدثت حينها مناوشات وتراشق بالرشاشات والمدفعية على أطراف مدينة درعا بين الجيش وأبناء درعا.
يضيف، اليوم، ومع تغيّر الوضع جذريا، وتسليم المحافظ الأمور لأبناء درعا، وتشكيل لجنة بعد هروب جميع ممثلي الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في دمشق، ومغادرة الجيش السوري مواقعه، وهو في حالة من الحيرة لا يعلم كيف وإلى أين يتوجه، بعد شعوره بأن الأهالي غير راغبة في وجوده، وفي ظل تخلي قياداته عنه، ما وصل إلى حد أن ضباطا من الجيش العربي السوري لجؤوا إلى أهالي درعا يتوسلون إليهم لحمايتهم واحتوائهم، وهو ما حدث أيضا في السويداء، حيث قام الفوج 405 التابع للجيش السوري بتسليم نفسه بالكامل. وما حدث في درعا والسويداء وغيرهما من المحافظات هو أكبر دليل على بداية انهيار النظام في دمشق.
ويتابع: “لجأت روسيا لوضع نقاط للشرطة العسكرية الروسية لتفادي حدوث صدام بين الطرفين، لا سيما بعد الوساطة الأخيرة التي قامت بها روسيا قبل نحو ثلاث سنوات، وأوقفت زحف فرقة كاملة من الجيش السوري، تحركت باتجاه درعا وحدثت حينها مناوشات وتراشق بالرشاشات والمدفعية على أطراف مدينة درعا بين الجيش وأبناء درعا”.
أما بخصوص التوازن العسكري والسياسي فيقول المستشار المقرّب من مؤسسات الخارجية الروسية، إنه لم يعد له قيمة، حيث أصبح الوضع محسوما، وسيصبح التوازن العسكري والسياسي لمصلحة غالبية ما يطمح إليه الشعب السوري، ولن تقسم سوريا، في اعتقادي، وسيقرر الشعب السوري وحده شكل الحكم وطبيعته وآلياته، وليست تلك شعارات، فالشعب السوري هو شعب علماني متنوع بطبيعته ولديه الكثير من الكفاءات والكوادر المهدرة.

انسحاب القوات الروسية من الجنوب
ويعلق على انسحاب القوات الروسية من بعض مواقعها في الجنوب السوري، أنه ليس هناك قوات روسية بالمعنى الحرفي للكلمة. هناك نقاط مراقبة روسية نعم، وقد انسحبت من بعض النقاط التي كانت تتواجد فيها لأنه لم يعد هناك حاجة لتواجدها هناك، حيث اختلف وضع الجيش السوري، والذي أصبح عملياً مع الشعب، لذلك غادرت الشرطة الروسية العسكرية باتجاه مراكز أساسية قريبة للمراقبة على الحدود مع الجولان المحتل، وتلك نقاط تتواجد بقرار مجلس الأمن الدولي، وستبقى طالما كان قرار المجلس سارياً.
ويشير الشاعر أنه بالنسبة لقاعدة حميميم الجوية، فلا صحة لانسحاب روسيا منها الآن، لكن الأكيد هو أن تواجد هذه القاعدة الجوية مؤقت، ومن يحدد انسحابها أو تمديد تواجدها هو من سيستلم السلطة من النظام في دمشق قريباً، ومهام القاعدة محدودة بمحاربة التنظيمات والمجموعات المصنفة إرهـ//ـابية وفقا لقوائم الأمم المتحدة. واعتقد أن التغييرات التي تجري في سوريا الآن ستعالج قضية هذه التنظيمات، وحينما لا تصبح هناك ضرورة لوجود قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، فإن روسيا لا تسعى لزرع أية قواعد عسكرية في أي مناطق من العالم، وتواجدها على الأراضي السورية كان بطلب رسمي من الحكومة في دمشق، وفقا لقواعد القانون الدولي المتعارف عليها.
ضاعت الفرصة التي منحها الشعب السوري لـ 14 عاماً
أعلن اليوم وزير الخارجية الإيراني، أن هناك اتفاق على ضرورة البدء بمحادثات بين مجموعات المعارضة الشرعية والحكومة السورية، وقال أن الجميع متفق على ضرورة وقف الأعمال العدائية على الفور، “لابد من احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والإشارة إلى قرار الأمم المتحدة ذي الصلة”.
يقول المستشار السياسي والعسكري رامي الشاعر تعليقاً على هذا: “للأسف ضاعت الفرصة التي منحهم إياها الشعب السوري حوالي ١٤ سنوات من الاضطهاد و ألماساة، ويفضل الآن عدم التدخل بأي شكل من الأشكال ومن أي جهة كانت بشؤون الوضع في سوريا وأن يترك للشعب السوري القادر على النهوض ببلده من جديد وبنظام جديد و قيادة جديدة يحددها بنفسه والوضع يتطور وأصبحت دمشق بعيدة عدة ساعات على أن تبدأ التغيرات فيها”.
وختم: “أنصح الجميع التخلي عن التقييمات والتخوف على مستقبل سوريا من متطرفين أو إرهـ//ـابيين يمكن ان يسيطروا عليها، فالشعب السوري مستعد نتيجة ماساته أن يقبل حتى بالشياطين ولكن اكرر ليس هناك في سوريا لا ارهابيين ولا متطرقين ولا طائفين ولن يسمح الشعب السوري بقيام دولة علوية او تقسيم سوريا اطمن الجميع“.
الرابط: https://daraa24.org/?p=46609