محل-ملابس-اطفال

طوالُ العام وربُّ الأسرة السوريّة يُؤجّل شراء الملابس لأطفاله، بانتظار شراء ملابس العيد ’’ ع العيد بنشتري لكم ‘‘ يصبّر أبناءه بحرقةٍ متأمّلاً واقعاً مختلفاً باقتراب العيد، ولكن خابَ أمله هذا العام، حيث شراء تلك الملابس أصعب من أيّ وقتٍ مضى؛ نتيجة ارتفاعها الهستيري، الّذي رافق ارتفاع كلّ شيء سوى الليرة السوريّة المستمرة في الانهيار، وينهار معها الاقتصاد السوريّ.

حسب مراسليّ ’’ درعا 24 ‘‘ فقد شهدتْ الأسواق الشعبيّة في درعا هذا العام تراجعاً كبيراً في الإقبال على شراء الملابس، وذلك لارتفاعها، حيث بلغ سعر بنطال من نوع جينز للأطفال 6000 ليرة سوريّة، وفستان طفلة بلغ الـ 15 ألف ليرة، وقميص أو كنزة عادية (بلوزة) لا تقلّ عن 4000 ليرة.

عامر . ج ربّ أُسرة من ريف درعا الغربي ولديه طفلين، تحدث إلى مراسل درعا24 حول ملابس العيد؛ مؤكّداً صعوبة شرائها هذا العيد، حيث لأجل طفلين يحتاج مبلغ مالي يتجاوز الـ 50 ألف على أقلّ تقدير، وراتبه الشهري لا يبلغ هذا القدر، فهو مضطر للاستدانة من أحد الأقارب هذا إن وجد من يعطيه، ويقول : ’’ حالي أفضل من الكثير من الأسر الّتي ليس لديها دخل مطلقاً ومن تلك الأسر الّتي فقدتْ معيلها ‘‘.

محمد رياض، صاحب محلّ ألبسة في درعا المدينة يقول ’’ إنّ وجود حركة للناس في الأسواق لا يدّل على زيادة في الحركة الشرائية بل أغلب الناس تدخل إلى السوق وتخرج منه فارغة الأيدي بعد إطلاعها على الأسعار ‘‘.

يُضيف؛ ’’ ارتفاع أسعار الملابس ليس كبير مقارنةً بالسنوات الماضية، ولكن هذا في حال تحدثنا على السعر بالدولار، حيث عندما تشتري القطعة من تجّار الجُملة تشتريها بالدولار وعند تحويلها لليرة السورية للبيع هنا تكمن المشكلة ‘‘.

البالة ربّما تكون هي الحلّ!

بينما ’’ أم أحمد ‘‘ ذات الخمسة أطفال تتحدث إلى درعا24؛ ’’ إنّ المرور من جانب محلّ الألبسة أصبح أمراً مخيفاً، ومستحيل شراء الملابس منها، أبحث عن حلول أخرى، فقد سمعتْ من إحدى النساء أنّ هناك بالات للألبسة المستعملة، سأبحث عنها لعلّي أجد شيئاً ما، أجعل به أطفالي يشعرون بفرحة العيد، في ظل كل هذه الأوضاع السيئة للغاية ‘‘.

كورونا، أحد سارقي ملابس العيد!

انتشار فايروس كورونا انعكس سلباً على السوريين أيضاً، على الرغم من عدم انتشاره بشكل كبير في سوريا، وانعدامه في محافظة درعا تقريباً، فقد كان له أثر كبير وذلك لتُوقف الكثير من الأعمال لفترات محددة وخاصةً أصحاب الدخل اليومي، وكذلك تُوقف الكثير من السوريين المغتربين عن أعمالهم كان سبباً في عدم استطاعتهم تحويل الأموال لأسرهم وأقاربهم في محافظة درعا، وبعض العائلات كانت تعتاش من هذه الحوالات.

’’ أحلام محمد ‘‘ ذات الأربعين عاماً من إحدى قرى درعا، تقول حول ملابس العيد ’’ لا استطيع أن لا اشتري لأطفالي اليتامى الأب ملابس العيد، فهذه الفرحة لا تتكرر، في كل عام كان ابني الأكبر يرسل المال لشراء الملابس لإخوته، حيث يعمل في أحد المطاعم في إحدى دول الخليج، ولكن هذا العام غدا ذلك صعباً بسبب توقف عمله بشكل كامل ‘‘.

مبادرات أهلية محلية تحلّ معضلة ملابس العيد لأسر شبه معدومة

المجتمع المحلي الحوراني غالباً ما يكون متماسكاً في أحلك الظروف، يشعر كلّ إنسانٍ بأخيه، يحاول أن يخفف عنه وخاصّة في مناسبات كالأعياد، من هذا المنطلق انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من المبادرات الأهلية المحلية في العديد من قرى ريف درعا ’’ داعل ، بصرى الشام ، تسيل ، الصنمين ، نوى ، القنية ، …. والكثير غيرها‘‘.

مبادرة كسوة العيد

حملت إحدى هذه الحملات اسم ’’ كسوة العيد ‘‘ في بلدة تسيل غربي درعا، حيث تم شراء ملابس لـ 382 طفل يتيم من البلدة، وكان المبادرين الأوائل في هذه الحملة هم من أصحاب الدخل المحدود، حيث كان منهم من العمال والبعض من سائقي الشاحنات خارج سوريا، ومن ثم توسعت الحملة قليلاً قليلاً حتى تم الوصول حتى لحظة إعداد التقرير إلى 382 طفلاً، وذلك بحسب أحد أبناء البلدة.

مبادرة بسمة طفل

بينما في بلدة القنية بريف درعا فقد أطلقوا كذلك مبادرة تحت عنوان ’’ بسمة طفل ‘‘ والتي أيضاً استهدفت العديد من الأطفال، وكذلك في مدينة داعل تم تقديم كسوة العيد للعديد من العائلات من قبل فاعلي الخير.

الجدير بالذكر أنّ المبادرات السابقة لا تُشكّل سوى نسبة قليلة من المبادرات على الأرض، حيث الكثير من المبادرات المشابهة انتشرت في أرجاء مدن وبلدات محافظة درعا، وكثير منها لم يتم تنفيذ حملة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بل كانت فقط عبر التواصل مع ” فاعلي الخير ” ومن ثم شراء الملابس وتوزيعها، وقد اعتمدت جميع المبادرات على الجهود المحلية وفاعلي الخير ولكن لا تحلّ سوى جزء من المشكلة حيث هناك الآلاف من الأسر التي يصعبُ عليها شراء ملابس العيد، ممن فقدوا معيلهم موتاً أو سجناً.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=1983قناة درعا 24 على التيليغرام

Similar Posts