مدرسة الأموية في مدينة درعا
مدرسة الأموية في مدينة درعا

مرّ أكثر من شهر على بدء العام الدراسي 2023 – 2024، ولا زالت معظم مدارس محافظة درعا تعاني من عدة مشاكل ومعوقات، من النقص في الكوادر التدريسية والكتب المدرسية، والنقص في القرطاسية والمستلزمات في المدارس.

نقص في الكوادر التدريسية والإدارية

أكد مراسلو درعا 24 في بعض المدن والبلدات في محافظة درعا، بأن النقص في الكادر التدريسي حادّ جداً، وفي كافة الاختصاصات، وضمن جميع المراحل، خصوصاً الاختصاصات العلمية، وما تزال حتى اليوم الكثير من الشعب الصفية في مدارس المحافظة، بدون مدرسين في العديد من الحصص الدرسية.

ولا تعتبر هذه المشكلة حديثة، حيث تعانيها معظم مدارس المحافظة منذ سنوات، وقد أفردت درعا 24 أكثر من تقرير، تحدثت فيه عن المشكلة، وأن النقص يعود إلى هجرة عدد من المدرسين خارج البلاد، وعزوف آخرين عن الالتحاق بالتدريس ولجوئهم إلى عمل آخر، نظراً لتدنّي الرواتب والأجور وغلاء المعيشة، فضلاً عن وجود مدرّسين مفصولين من عملهم منذ أعوام طويلة، وملفاتهم متوقفة على الموافقات الأمنية منذ العام 2018.

فيما أشار العديد من المراسلين أيضاً إلى أن النقص ليس فقط في الكوادر التدريسية، بل أيضاً بالكوادر الإدارية، بل ويكاد ينعدم في بعض المدارس، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة الاستقالات، بسبب تدني الأجور.

نقص في الكتب المدرسية والأثاث والقرطاسية

كذلك هناك نقص حاد في الكتب المدرسية وفي كافة المراحل الدراسية، بل وتنعدم بعض الكتب في كافة مستودعات المحافظة، وخصوصاً المرحلة الثانوية ورياض الأطفال، حيث بحسب مصادر في مديرية الكتب المدرسية فإنه لم يتم تزويد المحافظة بالكتب من قبل المديرية العامة للمطبوعات والكتب المدرسية بدمشق.

وأكدت ذات المصادر بأن هذه المديرية لا تقوم بالتوزيع العادل بين المحافظات، إذا تقوم بتزويد محافظات أخرى قبل درعا والقنيطرة وريف دمشق.

كذلك هناك نقص كبير في الأثاث والقرطاسية والسجلات المدرسية في العديد من مدارس مدن وبلدات محافظة درعا، والسبب في هذا النقص هو العجز المادي في معظم المدارس.

المجتمع يبحث عن حلول

وسط هذه المعوقات بدأت المدارس في البحث عن حلول بديلة، حيث توجهت للمجتمع المحلي، الذي قام بدوره بتشكيل لجان في كل مدينة وبلدة، للنظر في حاجات المدارس، ثم البحث عن سُبل لجمع تبرعات من الداخل والخارج من أبناء كل منطقة، لشراء بعض حاجات المدارس، مثل القرطاسية والسجلات والخزانات وغيرها، بل وبعض المناطق بدأت تبحث لتأمين كادر تدريسي وإعطاءه رواتب من المال المجموع.

في العديد من المدن والبلدات هناك تبرعات فردية بقرطاسية ومستلزمات للمدارس، وكذلك هناك حملات، يتم فيها جمع مبالغ مالية لشراء قرطاسية، وكذلك لتأمين رواتب لبعض المدرسين.

فيما يختلف الأمر في بعض المدن والبلدات، على سبيل المثال في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا، حيث سيتم هناك إضافةً إلى حملات التبرعات، جمع رسوم شهرية من الطلاب، وأكد مراسل درعا 24، بأنه في إحدى المدارس يتم العمل على البدء بجمع 60 ألف ليرة سورية شهرياً من كل طالب بكالوريا، وفي الصفين العاشر والحادي عشر سيتم جمع 15 ألف، وأما في المراحل الدراسية الأولى سيتم جمع 2000 ليرة من كل طفل.

وأوضح المراسل أن الغرض من جمع هذه المبالغ هو تقديم رواتب للمدرسين الذين لا يتقاضون رواتبهم من الدولة، فيما نقل عن أحد العاملين في المدارس، بأن هذا الأمر يعتبر وسيلة لتأمين رواتب المدرسين، وعقّب: “نسيت الناس أن التعليم مجاني، لم يعد كذلك أبداً، وعلى الرغم من أن المبالغ التي يدفعها الطلاب أقل بكثير من أقساط المدارس الخاصة، إلا إنها في النهاية رسوم شهرية”.

منذ العام 2018 بعد إعلان السلطات في سوريا سيطرتها على المحافظة، تتوجه المدارس وتطلب يد العون من المجتمع المحلي، في حين تبقى وزارة تمارس دور المُشرف أو المُتفرج، وكان آخر القرارات الصادرة عن وزير التربية الجديد “محمد عامر مارتيني”، إعادة الفائض من الإداريين والمشرفين الصحيين والمدراء المندوبين في المدارس الخاصة إلى الصف، لتعويض النقص في الكادر التدريسي، لكن هذه القرارات لم يتم تنفيذها حتى الآن.

الرابط: https://daraa24.org/?p=34349

Similar Posts