درعا البلد في حوران جنوب سوريا
عائلات محرومة من جميع مقومات الحياة في محيط درعا البلد، ووضع إنساني سيء في عموم المنطقة

تشكل قوات عسكرية تابعة للجيش منذ بدء انتشارها الثلاثاء الماضي، طوقاً حول أحياء درعا البلد، وهناك عدد من العائلات المحاصرة والتي تسكن في مزارع بمحيط المنطقة، حيث تُمنع هذه العائلات من المغادرة أو حتى الخروج للحصول على الطعام والشراب والدواء. 

وأفاد مراسل درعا 24 نقلاً عن مصادر محلية، بأنّ هناك قرابة 250 عائلة تنتشر منازلهم في مزارع الشياح والخشابي وبعض المزارع الأخرى المحيطة بدرعا البلد، محاصرة من قبل مليشيات قوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة التي تنتشر هناك منذ الثلاثاء الماضي. 

أضافت المصادر، تفرض هذه المليشيات المنتشرة هناك حصاراً على هذه العائلات، وتُقيد حركتهم، وهناك نقص في الغذاء والماء والدواء، ولا يستطيع سكان هذه المزارع المغادرة إلى المشافي في حال وجود اي حالة إسعافية. 

هذه العائلات والتي بنت هذه المنازل خلال السنوات الماضية في هذه السهول هرباً من قصف الطيران الحربي حينها، اليوم هذه العائلات مجبرة على البقاء في منازلها على الرغم من الخطر الكبير المحدق، وهناك اعتداءات عليها من قبل مليشيات الغيث، وقد تم مصادرة هواتفهم المحمولة. وفقاً لذات المصادر. 

مصادر محلية أخرى أكدت لمراسل درعا 24 هناك أيضاً بين 50 إلى 70 عائلة تسكن في السهول في محيط درعا البلد، قرب سد درعا غرب الصوامع، وفي منطقة النخلة وحي السلطان، كذلك تحاصرها المليشيات العسكرية التابعة للفرقة التاسعة هناك، وهم في وضع إنساني غاية في السوء، ولا يستطيعون مغادرة منازلهم، وهم بأمس الحاجة للمساعدة. 

أحد أعضاء اللجان المركزية من المنطقة الشرقية في محافظة درعا، في حديث لمراسل درعا 24 أكد بأن هذه العائلات في أشد الحاجة للمساعدة، ويجب مدها بالطعام والشراب والدواء، أو إخراجها من هذه المناطق. 

وأشار بأنّ المناشدات وصلتهم من أقارب هؤلاء منذ أول أمس، ولكن لم يحصلوا على موافقة للذهاب للمنطقة سوى اليوم، مشيراً، سيتم الدخول للمنطقة غرب الصوامع قرب سد درعا، ونحاول تأمين الاهالي بالطعام والشراب، ونقوم بإخراج الراغبين بمغادرة المنطقة. وسيكون ذلك بالتعاون مع اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس

موضحاً، بأنهم يحاولون كذلك الحصول على موافقات من أجل الوصول إلى العائلات المحاصرة في منطقة الشياح والخشابي وبقية المناطق التي ينتشر فيها الجيش ويفرض حصاراً على الأهالي هناك.

في ذات السياق، فإنّ الحالة الإنسانية في جميع أحياء درعا البلد تتدهور بشكل كبير، وخاصة أن هناك إغلاق لغالبية الطرقات المؤدية للمنطقة منذ أكثر من شهر، واشتدت وتيرة هذا الحصار مع بدء الاشتباكات والقصف بالمدفعية الثقيلة والهاون خلال الأيام القليلة الماضية. 

أما الخدمات الصحية فهي شبه معدومة وتوشك الادوات الاولية الموجودة على النفاذ، والنقطة الطبية التي كانت تعمل في منطقة درعا البلد خرجت عن الخدمة بعد قصفها من قبل الجيش، ويتم العمل حالياً في نقطة طبية إسعافية. 

ووجه أحد أطباء مدينة درعا مساء أمس رسالة ناشد فيها المنظمات الإنسانية والدولية للتدخل لوقف المأساة التي تعيشها الأسر المحاصرة في درعا البلد و محيطها، وأكد فيها أن من يحتاج إلى عمل جراحي كبير هو بحكم الميت، لأن الطرق مغلقة، ولا نستطيع إسعاف المريض إلى المشفى المركزي ولا إلى المشافي الخاصة. 

أضاف، الإمكانيات صفر والاحتياجات كبيرة، وهناك نقص في الأدوية، وخاصة أدوية الالتهابات والمسكنات وأدوية التخدير وأدوية الأمراض المزمنة، حتى المستلزمات الإسعافية بسيطة جداً، ولا تكفي سوى لشهر على الأكثر، وناشد المنظمات الإنسانية بفتح معابر مع دول الجوار وخاصة الأردن. 

يشار إلى أنّه سقط خلال الأيام القليلة الماضية عدد من الضحايا والجرحى نتيجة القصف الذي استهدف منطقة درعا البلد بقذائف هاون ومدفعية وبإسلحة متوسطة، وسط اشتباكات جرت في محيطها، وجاء هذا بعد إغلاق الطرقات المؤدية إليها منذ قرابة الشهر، ثم بدأت الحملة العسكرية، التي جعلت الوضع الإنساني يزداد سوءاً.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=13914صفحة درعا 24 على تويتر

Similar Posts

One Comment

  1. لاثقه بالنظام ولا بروسيا ولا بمرتزقه إيران
    الله سلم درعا وأهلها
    اللهم سلم سوريا واهلها

Comments are closed.