تلقت شبكة درعا 24 العديد من الرسائل التي تفيد باعتقال شبان سوريين في ليبيا، من قِبل مليشيات هناك. بينهم عشرات المعتقلين من أبناء محافظة درعا، عُرف منهم أربعة، اثنان من مدينة جاسم وواحد من مدينة الصنمين والرابع من قرية جدية. تتبع بعض المليشيات في ليبيا للواء خليفة حفتر في شرق البلاد، وأخرى تعمل تحت سيطرة الحكومة الليبية المعترف بها دولياً في غرب البلاد.
تفاصيل الحادثة
أكدت مصادر مقرّبة من اثنين من الشبان من أبناء درعا، للشبكة أنّهم تعرّضوا للاعتقال في ليبيا. كما انتشرت العديد من المنشورات على وسائل التواصل تُفيد باعتقال العشرات غيرهم، بينهم من محافظة درعا أيضاً. قالت تلك المنشورات أن اعتقالهم كان عقب مشاركتهم في احتفالية رفعوا خلالها علم الثورة السورية احتفاءً بسقوط النظام السوري.
وأوضح مراسل درعا 24 أن الشبّان الأربعة ظهروا في تسجيل مصوّر يعترفون فيه بانتمائهم إلى “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حالياً). إلا أن ذوي الشابين من جاسم وهم أبناء عمومة، أكدوا أنهما مدنيان ولا ينتميان لأي جهة مسلحة، وأن هذه الاعترافات جاءت نتيجة تعذيب شديد وتهديد بالقتل، على غرار ما كان يحدث في السجون السورية.
وأضاف المراسل أن الشابين من جاسم كانا يعملان في البناء منذ وصولهما إلى ليبيا عبر مطار بيروت قبل أكثر من عامين.
الوضع الأمني في ليبيا:
تقع بنغازي، التي وقعت فيها الحادثة، تحت سيطرة اللواء “خليفة حفتر”، المدعوم من روسيا وبعض الدول العربية مثل الإمارات والعراق. وعلى الجانب الآخر، تقع طرابلس، العاصمة الليبية، تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، لكن الوضع الأمني متوتر في كلا المنطقتين، حيث تنتشر ميليشيات مسلحة تقوم بخطف واحتجاز الشبان العرب، خصوصاً السوريين.
مخاوف الشبان السوريين في ليبيا:
شاب من درعا مقيم في طرابلس تحدث لـ درعا 24 قائلاً: “نحن في طرابلس نخشى الذهاب إلى بنغازي خوفاً من الاعتقال. وحتى الراغبين في مغادرة ليبيا عبر مطار طرابلس يواجهون صعوبات كبيرة، حيث يطلب السماسرة مبالغ تتراوح بين 455 و650 دولاراً لتسهيل السفر. لكن هؤلاء غالباً غير موثوقين، مما أدى إلى حالات نصب وترك الشبان دون أي نقود للعودة”.
وأشار إلى أن السوريين ما زالوا يواجهون عقبات كبيرة للخروج من ليبيا، حيث لم يصدر قرار واضح يسمح لهم بالمغادرة عبر مطار طرابلس.
عمليات الخطف والاعتقال التعسفي
أكدت تقارير سابقة أن ميليشيات مسلحة في طرابلس وبنغازي تقوم بخطف واحتجاز شبان عرب، غالبيتهم سوريون، واحتجازهم في سجون مثل “بير الغنم” في طرابلس. يُمارس في هذه السجون التعذيب والانتهاكات بحق المحتجزين، الذين يسعون في الغالب إلى اللجوء لأوروبا. ويتم إطلاق سراحهم فقط بعد دفع فدية مالية من ذويهم.
مطالبات بالتدخل
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات للحكومة السورية الجديدة للتدخل الفوري، وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لضمان سلامة السوريين العالقين في ليبيا، والعمل على إيجاد حلول عاجلة لإنقاذهم من هذا المصير المأساوي.
الرابط: https://daraa24.org/?p=47092