تلقت شبكة “درعا 24” مناشدات من شبان وعائلات من محافظة درعا، عالقين في ليبيا بعد تعرضهم لعملية احتيال نفذها مهربون وعدوهم بتأمين طريق للهجرة إلى أوروبا مقابل مبالغ مالية ضخمة. ومع سقوط النظام السوري، اختفى المهربون ولا يرد بعضهم على الاتصالات، ومنهم مَن يماطل بحجج واهية، مما ترك الضحايا يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة.
وأفاد المتضررون أن أكثر من 150 شخصاً، بينهم نساء وأطفال وشبان من مختلف الأعمار، عالقون في طرابلس ومناطق ليبية أخرى. وأوضحوا أنهم عند مراجعة السلطات الليبية للحصول على تسهيلات للعودة إلى سوريا أو ختم جواز السفر (إذن خروج)، يتلقون وعوداً متكررة دون تنفيذ: “عودوا غداً”.
تفاصيل النصب والمعاناة اليومية
ذكر أحد الشبان لدرعا 24 أن مهرباً من مدينة طفس يُدعى (ر.ح) وشريكه ويدعى (أ.ع.ب) ويتواجد في مدينة طفس، أخذ مبالغ تتراوح بين 5000 و8500 دولار من كل شخص، بحجة توفير طريق آمن للهجرة إلى أوروبا. كما تورط مهرب آخر من درعا البلد يُدعى (ع.م)، وأخذ مبالغ من آخرين تتراوح بين 5000 و7000 دولار. وأضافوا أن المهربين أسكنوهم في ما يُعرف بـ”المخازن”، وهي أماكن تخلو من مقومات الحياة الأساسية، قبل أن يتخلوا عنهم نهائياً بعد ذلك.
وأشار أحد العالقين إلى أن الأوضاع ازدادت سوءاً بعد مغادرتهم “المخازن” بحثاً عن ظروف أفضل، حيث اضطر معظمهم إلى الإقامة في فنادق تكلفهم 100 دولار لليلة الواحدة. وقال: “هذا المبلغ يثقل كاهلنا، خاصة بعد خسارة مدخراتنا. يعتمد البعض على قروض من أصدقائه أو أهله، وآخرون لجأوا إلى معارفهم للإقامة بشكل مؤقت. ومع ذلك، فإن معظمنا على وشك استنفاد آخر ما نملك”.
تحركات الأهالي لمحاسبة المهربين
ذكر العالقون أن أهاليهم في درعا قدموا شكاوى إلى الجهات المختصة ضد المهربين والمتواطئين معهم. وأوضحوا أن والد (ع.م)، المتورط في عمليات النصب والمقيم في درعا، يُعتبر شريكاً لابنه في تلقي الأموال. كما تم الإشارة إلى تورط بعض مكاتب الحوالات في درعا بتشييك المبالغ المحولة للمهربين. ومع ذلك، لم تُتخذ أي خطوات عملية للتحقيق مع المتورطين أو المتعاونين مع المهربين، حيث أُبلغوا بأن المحاكم لم تُفعَّل بعد، وأنه لم يتم تعيين نائب عام جديد في درعا حتى الآن.
وفي ختام حديثهم، ناشد العالقون السلطات السورية الجديدة والمنظمات الدولية التدخل الفوري لإنقاذهم من معاناتهم وتسريع إجراءات عودتهم إلى سوريا، مشددين على أن وضعهم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
في سياق متصل، ماتزال المليشيات التي تتبع للواء “خليفة حفتر” في شرق ليبيا تعتقل شبان سوريين. بينهم العشرات من أبناء محافظة درعا، عُرف منهم خمسة، اثنان من مدينة جاسم وواحد من مدينة الصنمين والرابع من قرية جدية والخامس من معربة شرقي درعا، وحسب مصادر مُقربة من ذوي بعض المعتقلين فإن اعتقالهم كان عقب مشاركتهم في احتفالية رفعوا خلالها علم الثورة السورية احتفاءً بسقوط النظام السوري، ويناشد ذووهم بالعمل على إيجاد حلول عاجلة لإنقاذهم من هذا المصير المأساوي.
الرابط: https://daraa24.org/?p=47463