انتخابات مجلس الشعب في الخامس من تشرين الأول، فهل تعكس تمثيلاً شعبياً حقيقياً؟

من زيارة اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب إلى درعا
من زيارة اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب إلى درعا

تستعد سوريا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2025 لإجراء “انتخابات مجلس الشعب السوري”، الأولى منذ سقوط نظام الأسد، حيث ستُجرى بنظام غير مباشر عبر “هيئات ناخبة” بدلاً من اقتراع عام، ويعين الرئيس ثلثَ أعضاء المجلس بشكل مباشر.

يُعد هذا التشكيل جزءًا من “الإعلان الدستوري المؤقت لعام 2025” الذي أثار منذ البداية جدلاً واسعًا، إذ يرى بعض الحقوقيين والسياسيين أن الصلاحيات الممنوحة للبرلمان ستكون محدودة، بينما تصفه السلطة بأنه خطوة ضرورية لبناء مؤسسات المرحلة الانتقالية.

درعا: المقاعد والدعاية الانتخابية

في محافظة درعا، اعترضت الفعاليات المحلية على عدد المقاعد المخصصة لها، حيث في البداية كانت أربعة مقاعد فقط، ثم أصدر القرار رقم 24 من اللجنة العليا للانتخابات ليُثبّت ستة مقاعد: ثلاثة لمدينة درعا، مقعدين لإزرع، ومقعد واحد في الصنمين. ويُنتقد هذا التوزيع باعتباره أدنى من طموحات المحافظة، ما يقلل فرص التمثيل الشعبي الفعلي.

وأعلن اليوم رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لوكالة سانا السورية، إغلاق باب الترشح لعضوية مجلس الشعب على مستوى الدوائر الخمسين المنتشرة في عموم سوريا، حيث بلغ عدد المرشحين 1578 مرشحاً وشكّلت النساء ما نسبته 14 بالمئة منهم وقد تباينت نسبة الترشح النسائي بين محافظة وأخرى

لافتاً إلى أن الدعاية الانتخابية تبدأ من صباح اليوم وتنتهي مساء يوم الجمعة القادم على أن يكون يوم السبت “يوم صمت انتخابي”.

رصدت درعا 24 منذ انطلاق الحملة الدعائية وقبلها بأيام، بدء المرشحين إما بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء بنشر منشورات وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتعريف بهم وببرامجهم الانتخابية.

ضرورة لسد الفراغ التشريعي

يرحّب بعض الخبراء القانونيين بفكرة وجود سلطة تشريعية في البلاد، باعتبارها ضرورة لسد الفراغ التشريعي. لكن في ذات الوقت يؤكدون أن هذه الانتخابات لا تعكس التطلعات لتمثيل حرّ حقيقي، خاصّة في ظل غياب برامج سياسية واضحة، ولكن جود ملايين السوريين خارج البلاد، ونقص الوثائق الشخصية بين الداخل، يجعل إجراء انتخابات عامة من الصعوبة بمكان.

ويشير العديد من أبناء درعا إلى أن الآلية المٌتبعة عن طريق الهيئات الناخبة تجعل الانتخابات عرضة للتأثيرات القبلية والمناطقية، مما يحوّلها إلى “تزكيات لأسماء مختارة مسبقًا”، أكثر من أن تكون عملية شفافة تمثّل إرادة الشعب، في درعا هناك اعتراضات على أعضاء الهيئة الناخبة نفسها.

لا يقتصر القلق على عدد المقاعد أو التمثيل الكافي، بل يمتد إلى غياب ضمانات للمشاركة الحقيقية بعيدًا عن المحاصصة والتعيين. ويبقى الشارع يراقب بحذر، متخوّفًا من إعادة إنتاج مؤسسات صورية لا تعبّر عن الصوت الحقيقي للمواطنين الذين أنهكتهم الحرب.

كيف تنظر للهيئات الناخبة في درعا، وهل تُظهر الدعاية الانتخابية في المحافظة مرشحين قادرين على تمثيل الشعب؟

شارك برأيك عبر المنشور على فيس

اقرأ أيضاً: مقابلة خاصة مع السيد أيمن الدسوقي: عن دور اللجان الفرعية في انتخابات مجلس الشعب 2025

الرابط: https://daraa24.org/?p=53994

موضوعات ذات صلة