النص الكامل لمقابلة الرئيس أحمد الشرع مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية

مقابلة الرئيس الشرع مع قناة فوكس نيوز الأمريكية
مقابلة الرئيس الشرع مع قناة فوكس نيوز الأمريكية

في مقابلة له مع قناة فوكس نيوز وسيلة الإعلام الأميركية الأكثر متابعة في الولايات المتحدة، خلال زيارته إلى واشنطن، تحدّث الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاصيل لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، والعلاقات الجديدة بين دمشق وواشنطن بعد عقود من القطيعة.

تناول الحوار ملفات مكافحة الإرهاب، والعقوبات، والاستثمار، إضافة إلى الموقف من “اتفاقات أبراهام” ومستقبل المحاسبة على جرائم الحرب في سوريا، وقضية الصحفي الأميركي المفقود أوستن تايس.

النص كاملاً:

المذيعة:
لقد كنتَ موضع ترحيب سيادة الرئيس في البيت الأبيض، إنه أفضل استقبال يمكن أن يحظى به أحد هنا في الولايات المتحدة. كيف جرى ذلك اللقاء؟ وماذا ناقشتَ مع الرئيس ترامب؟
يهمّ الأميركيين أن يعرفوا أن الولايات المتحدة وسوريا اليوم باتتا صديقتين، بعد عقود من القطيعة.

الرئيس أحمد الشرع:
منذ أكثر من ستين عاماً كانت سوريا بعيدة عن واشنطن، ومعزولة عن معظم دول العالم، وكان الخلاف بين البلدين عميقاً. وهذه هي المرة الأولى منذ عقود يزور فيها رئيسٌ سوري البيت الأبيض.
هذه الزيارة، بعد عزلةٍ طويلة عاشتها سوريا، تُدخل البلاد مرحلة جديدة من العلاقات الدولية، وقد تفتح نظرة مختلفة بين دمشق وواشنطن.


المذيعة:
هل اتفقتما على التعاون ضد تنظيم “داعش” في الشرق الأوسط؟

الرئيس أحمد الشرع:
لقد شاركنا في معارك كثيرة ضد “داعش” خلال السنوات العشر الماضية، وخسرنا كثيراً من الرجال في تلك الحرب.
لهذا السبب يجب أن يكون للولايات المتحدة تواصل مباشر مع الحكومة السورية اليوم. من المهم أن نتحاور ونتفاوض بشأن ملف “داعش” وكل ما يتصل بالأمن الإقليمي.


المذيعة:
كنتَ سابقاً على قوائم مرتبطة بالقاعدة، والآن نراك في واشنطن تلعب كرة السلة مع قادة عسكريين وتلتقي بالرئيس ترامب. ماذا تغيّر في العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة؟ وماذا تغيّر فيك أنت شخصياً؟

الرئيس أحمد الشرع:
تحدثنا كثيراً عن المستقبل، عن إزالة العقوبات، وكان هناك قرار من الولايات المتحدة ومن الأمم المتحدة بتخفيف العقوبات عني وعن آخرين أيضاً.
أما عن علاقتنا السابقة مع القاعدة، فهذا أصبح من الماضي. لم نتحدث عن ذلك بشكل مباشر.
تحدثنا عن الحاضر والمستقبل، وعن فرص الاستثمار في سوريا.
اليوم، لم تعد سوريا تُرى كتهديد أمني، بل كبلدٍ يمكن أن يكون شريكاً اقتصادياً، ووجهة للاستثمار، خصوصاً في مجال الطاقة واكتشاف الغاز.


المذيعة:
سيدي الرئيس، هل تشعر بالأسف لأن القاعدة شنّت تلك الهجمات التي قتلت ثلاثة آلاف أميركي؟

الرئيس أحمد الشرع:
كنت حينها في التاسعة عشرة من عمري، شاباً صغيراً جداً، ولم تكن لدي أي سلطة أو قرار.
لم تكن القاعدة موجودة في منطقتي، لذلك أنت تسأل الشخص الخطأ عن هذا الموضوع.
لكننا نتألم لكل من فقد حياته، ونعرف كم يعاني الناس من الحروب، خاصة أولئك الذين دفعوا الثمن الأكبر فيها.


المذيعة:
سيدي الرئيس، ورد في بعض التقارير أن الرئيس السابق دونالد ترامب يرغب في أن تنضم سوريا إلى “اتفاقات أبراهام”، والشرط الأساسي لتلك الاتفاقات هو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. هل تتفق مع ذلك؟

الرئيس أحمد الشرع:
أعتقد أن الوضع السوري يختلف تماماً عن أوضاع الدول التي انضمت إلى “اتفاقات أبراهام”.
إسرائيل كانت ولا تزال تحتل أراضٍ سورية منذ عام 1967، ولهذا لا يمكننا الدخول في مفاوضات مباشرة الآن.
ربما يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط في المستقبل من خلال “اتفاقات أبراهام”، لكن حالياً هذا الأمر ليس مطروحاً.


المراسل:
نفهم أن بشار الأسد يعيش حياة جيدة في موسكو، ولا يبدو أنه يعاني من أي ضغوط. ما الذي تقوم به إدارتكم لضمان أن يُحاسب في يوم من الأيام على الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري؟

الرئيس أحمد الشرع:
روسيا بالفعل توفر له الحماية، وهذا أمر معروف.
لكن أحد البنود الأساسية في الاتفاق بيننا وبين الدول المعنية بالملف السوري هو أن من يرغب في مصالحة سوريا، فعليه أن يقبل بمبدأ المحاسبة.
لقد أنشأنا هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية، تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، بمن فيهم بشار الأسد نفسه.


المذيعة:
قبل هذه المقابلة تحدثنا إلى عائلة “أوستن تايس”، وهو صحفي أميركي ومارين سابق اختفى في سوريا عام 2012. عائلته أرسلت لنا رسالة إليك، تقول فيها إنها تأمل أن تتعاون مع العائلات الأميركية التي فقدت أبناءها في مناطق تابعة لحكومة الأسد. ماذا تقول لهم؟

الرئيس أحمد الشرع:
في سوريا هناك أكثر من 250 ألف شخص مفقود، ولا نعرف مصيرهم جميعاً.
لقد التقيت والدة أوستن، وهي امرأة مذهلة وشجاعة، وقد ذكّرتني كثيراً بوالدتي. أمي أيضاً فقدتني لسبع سنوات وظنّت أنني متّ، لكنها تمسكت بالأمل حتى النهاية.
طلبت من والدتي أن تتواصل مع والدة أوستن، وأن تخبرها كم أتفهم شعورها ومعاناتها في فقدان ابنها، وأنها أم قوية.
وأعدها بأنني سأفعل كل ما في وسعي لتقديم أي معلومة قد تساعد في معرفة مصير أوستن، وكذلك المواطنين الأميركيين الآخرين المفقودين خلال سنوات الحرب.


المذيعة (في الختام):
خلال حديثي معه اليوم في البيت الأبيض، أخبرني أن المقابلة التي جرت هناك استمرت قرابة الساعتين وكانت مثمرة جداً.
كما قال لي إن الرئيس ترامب أهداه قبعة خاصة MAGA cap، وقال إنه ينوي أخذها إلى سوريا.

شاهد المقابلة كاملة:

اقرأ أيضاً: الشرع يوبّخ مسؤولين بسبب سياراتهم الفاخرة ويأمرهم بتسليم المفاتيح ويغلق مكتب شقيقه ضمن حملة ضد الفساد

الرابط: https://daraa24.org/?p=55178

موضوعات ذات صلة