اختلاف اسعار الدواء بين صيدلية وأُخرى

«كلّ شيء في سوريا، أصبح له سعرٌ رسّميّ قلّ ما يتمّ التعامل به، وسعرٌ حرّ -إنْ صحتْ التسمية-. لكنه بكلّ الأحوال هو الغالب على حياة الناس، بدءاً من الدولار والذهب مروراً بالمحروقات ومشتقاتها، وصولاً إلى بعض أصناف الطعام والشراب. وليس انتهاءً بالأدوية!» ولكن ما سبب ارتفاع اسعار الدواء؟

هذا ما عبّر به المواطن «خليل ياسر» من مدينة درعا، وهو يتحدث عن أسعار الأدوية، مُشبّهاً الصيدليات بأنّها محالّ لبيع الدواء، كأيّ (سوبرماركت) في الحي. بل وغدتْ الأسعار تتفاوت بين صيدلية وأخرى، وبفارق ألف وألفين ليرة في نفس صنف الدواء ونفس الماركة. وصار المواطن يدخل الصيدلية ويسأل عن السعر، ثم ينتقل لأخرى لأنها أرخص، أو يشتريها كاتماً غيظه لأنه لن يجدها في صيدلية أخرى، نتيجة النقص الحادّ في بعض أصناف الأدوية، وخاصّةً الخاصّة بالأمراض المُزمنة!

ارتفاع اسعار الأدوية

يأتي حديث «خليل» بعد ارتفاع أسعار الأدوية منذ أشهر، إلى ضعفين وثلاثة أضعاف. وذلك بعد تعديل سعرها من قبل نقابة الصيادلة في سوريا، لتوافق صرف الدولار 1256 ليرة بدلاً من 750 ليرة، (وفق السعر الرسمي للبنك المركزي، بينما السعر المحلي الحرّ هو يتقلّب بين الـ 2250 حتى 3000 ليرة). في حين دخل المواطن لم يتم تعديله مطلقاً، والوضع المعيشي في درعا وفي كافّة المحافظات السورية هو في أسوء حالاته.

اقرأ أيضًا: الأدوية بين ارتفاع أسعارها وانقطاعها تصريحات متناقضة لمسؤولي القطاع!

نقيب الصيادلة يُوضّح

نقيب صيادلة درعا وعبر صحيفة سورية رسمية، أوضح بأنّ عملية رفع سعر الدواء من قبل بعض الصيادلة، تعود للرادع الأخلاقي وضرورة تحكيم الضمير بالدرجة الأولى، علماً أن التفاوت في أسعار الدواء بين صيدلية وأخرى غير مبرر، وينبغي أن تكون الأسعار موحدة في جميع الصيدليات.

مضيفاً؛ بأنه في حال وجود تفاوت يتم تنظيم ضبوط بالتعاون مع مديرية صحة درعا. مبيناً أن النقابة تقوم بدورياتها الرقابية وتركز على مخالفات انتهاء الصلاحية وشروط التخزين وعلى الأدوية غير النظامية إضافةً إلى الأسعار.

مستودعات الادوية ودورها في التّلاعب بالاسعار

أحد الصيادلة في ريف درعا الشرقي، تحدث إلى درعا 24 بأنّ المشكلة ليس منبعها الصيدلية، بل مستودعات الأدوية. التي لا تقوم بتعديل السعر على العلب بعد رفع أسعارها، وذلك لارتفاع حتى سعر العلبة، مما أجبر الصيادلة إلى تعديل السعر على العلب بشطب القديم ووضع الجديد. ولم ينفي بأنّ ذلك فتح الباب للتلاعب واختلاف الأسعار بين صيدلية وأخرى.

لافتاً إلى أن هناك الكثير من المستودعات التي تتلاعب بأسعار الدواء على هواها. فتحتكر بعض الأدوية المفقودة، وتبيعها للصيادلة بسعر حرّ لا بسعر رسميّ. مما يضطر الصيدلي إلى بيعها بسعر مختلف، إضافةً إلى وجود الكثير من العاملين في الصيدليات من غير حملة الشهادات، ومن غير الاختصاصيين الأمر الذي جعل من الصيدلة مهنة للبيع والشراء، وهم هؤلاء “الباعة” الربح فقط بعيدة عن مساعدة الناس وتغيب الإنسانية في كثير من الأحيان.

وسط كل ما سبق فقد صرّح مسؤول حكومي في نقابة الصيادلة، بأنّ سعر الدواء لا يزال غير مرتفع أبداً، لكن إذا ما قارنه مع دخل المواطن فبالتأكيد سيكون مرتفعاً!

اقرأ أيضًا: درعا : عيادات الأطباء نارٌ كاوية، والإنسانية لا تغيب عند البعض!

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=5504

Similar Posts