كلية الاقتصاد جامعة درعا

يتقدّم الطلاب الذين حصلوا على الشهادة الثانوية “البكالوريا” للمفاضلة لاختيار الفرع الجامعي الذي يختارونه أو تختاره لهم درجاتهم أو ذووهم، بعد صدور مفاضلات القبول للعام الدراسي 2021 – 2022 في 12 أيلول – سبتمبر، والتي تستمر حتى 30 من ذات الشهر. ويعيش معظم الطلاب خلال هذه المرحلة المفصلية من حياتهم، حالة من الحيرة وعدم اليقين باختيار الفروع الجامعية التي يرغبون بها، وخاصّةً في ظل تحكّم المعارف وأولياء الأمور بالرغبات التي يختارها الطلاب.

أحد هؤلاء الطلاب، “محمد زياد” من أبناء مدينة درعا، حصل على درجات جيدة في البكالوريا، وتحقق له رغبته في الدخول إلى كلية الآداب ودراسة اللغة الإنجليزية التي يحلم بدراستها، إلا أنّ والده يصرّ على أن يدرس في كلية الحقوق، التي لم يرغب يوماً بدراستها، ولا تتوافق مع ميوله مطلقاً.

يؤكد في حديث مع مراسل درعا 24 بأنّ والده رافقه حتى أثناء تقديم الرغبات، وأجبره على تسجيل كلية الحقوق كرغبة أولى وأساسية، مستنكراً ذلك، وبأنّه من حقّه كشاب تجاوز الثامنة عشرة من عمره أن يختار طريقه ومستقبله بنفسه.

حال هذا الطالب لا يختلف عن مئات الطلاب والطالبات في محافظة درعا وعموم وسوريا، والذين يجبرهم أهلهم على اختيار الفرع الجامعي، يقول أحد المرشدين النفسيين في حديث مع مراسل درعا 24 بأنّ إجبار الطلاب على اختيار فرع بعينه، ينعكس في الغالب سلباً على مستقبلهم، وكثير من الحالات شهدنها بأم أعيننا وموجودة في جميع أنحاء بلدنا، حيث يفشل الطالب المتفوق أساساً في دراسته الجامعية وفي السنة الثانية أو الثالثة يترك الجامعة أو يعود للفرع الذي كان يرغب أساساً بدراسته.

يُضيف؛ يجب على الأهالي مساعدة أبنائهم في اختيار التخصص الجامعي، وتبيان المستقبل لهذا الفرع أو لذاك، لكن بالحديث والحوار لا بإجبارهم وتحديد مستقبلهم ومصيرهم.

إقرأ أيضًا: التقديم للمفاضلة في درعا، حواسيب غير كافية، ولا يخلو الأمر من محسوبيات!

الفتاة محكومة باختيارها فقط لكونها فتاة

ما وقعت فيه الطالبة “آيات العلي” لا يختلف كثيراً، حيث نجحت في البكالوريا في الفرع العلمي، وأعربت عن رغبتها في دراسة أحد فروع الهندسة، إلا أنّ جميع أفراد أسرتها وكل أقاربها وجيرانها، أقنعوها بعدم اختيار هذه الفروع في المفاضلة، لأنها لا تناسب الفتيات، ثم عليها أن تدرس في كلية التربية قسم معلم صف الذي يؤهلها أن تصبح معلمة، وهذا أفضل لها ولمستقبلها كفتاة.

تقول “آيات” بأنّ والدها وأهلها لم يجبروها على اختيار معلم الصف، لكن الجميع في ميحطها بقف ضد فكرتها، وخطتها لمستقبلها، والكلّ يقنعها باختيار كلية التربية، إضافةً لكونها داخل المحافظة.

أحد أولياء الأمور يبرر إقناعه ابنته بالدخول إلى فرع من فروع كلية التربية أو أي من الفروع المتاحة في درعا فقط، لكونها فتاة، ولو كانت شاباً لكان حرّاً باختياره، وفقاً له. ويقول بأنه لا يريد أن تذهب ابنته للدراسة في جامعة دمشق أو في المحافظات الأخرى، لأنه يخشى عليها من السكن بعيداً عن أسرتها، حيث يمكن أن تتعرض لأذى، وكذلك الطريق طويل، والطرقات خطرة، وهناك حالات خطف من قبل عصابات، وغير ذلك من الأوضاع الأمنية غير العادية.

يبقى مصير الطلاب ومستقبلهم مُعلّقاً بين درجاتهم التي حصلوا عليها في الثانوية العامة ورغبات ذويهم، وغالباً في حال فازوا بواحدة يخسروا الأخرى أو ربما يخسر بعضهم الاثنتين معاً. شاركونا بآرائكم حول ذلك، وهل اخترتم تخصصكم الجامعي بأنفسكم أم أُجبرتم على اختياره، وما حالكم في ذلك مع أبنائكم؟

الرابط المختصر : https://daraa24.org/?p=14968

Similar Posts