تدريب الدورات الجديدة في الفيلق الخامس في بصرى الشام

استمرار تجنيد الشباب في درعا لمصلحة من؟

لم تطوَ صفحة الحرب في في محافظة درعا ما يزال هناك صراعٌ مستمرٌ لدى العديد من القوى الدولية، وتكون حربهم باردةً حيناً ومباشرةً أحياناً كثيرة، ولا يكون صراعهم إلا بأيدي أبناء الأرض الخاسرين غالباً، والرابح دائماً غيرهم.

’’ جهاد خليل ‘‘ أحد أبناء المنطقة الغربية من درعا يتحدث لـ درعا24: ” لقد خططت لمغادرة درعا باتجاه لبنان كحال الكثير من أصدقائي، ولكن ذلك لم ينجح لمحدودية المبلغ الذي أملكه، لم يبقَ أمامي كي لا التحق بالجيش إلّا الانخراط ضمن صفوف الفرقة الرابعة أو الفيلق الخامس في درعا مع قناعتي التامّة بأنّهم لن يحققوا شيئاً لدرعا، بل سيكون ذلك في خدمة أجنداتٍ أخرى مرةً أخرى، ولكن لا خيار آخر، بعد أن علمتْ من أحد المنتسبين أنّهم يعدونهم بأن لا يغادروا الجنوب السوري مطلقاً، وأنّها ستُحتسب من الخدمة العسكرية “.

حال جهاد كحال الكثير من شباب درعا الذين أصبحوا أمام خيارات أحلاها مُرّ في نظر بعضهم، حيث بعد أن فتحتْ الفرقة الرابعة – التي يصفها كثيرون بأنّها جناح إيران في درعا – الباب للانضمام مرة أخرى للخاضعين للتسوية والمصالحة من المنشقين والمطلوبين، بعد أن أعادت ترتيب صفوفها غرب درعا، وقسمتْ مجموعاتها إلى كتائب ونصبتْ ضبّاط من خارج المنطقة، ووضعتْ حواجز ونقاط عسكرية جديدة، كذلك فُتح باب الانضمام للفيلق الخامس الموصوف بأنّه مدعوم روسياً، والذي بدأ عملياً بعد انتساب المئات إلى صفوفه بمعسكراته التدريبية.

” سامر المحمد ” يشرح بدوره حول سبب انضمامه للفيلق الخامس وهو الآن في الدورة التدريبية في مدينة بصرى الشام : ” إنّ ما دفعني للانضمام هو ببساطة أنّني منشق عن الجيش وعملت في صفوف الفصائل المحلية وخضعت للتسوية لكن مع تعرّض الكثير من أبناء المحافظة للاعتقال على يد الحواجز الأمنية لم يعد بإمكاني البقاء دون الانضمام لأحد “.

يوضح: ” إن العمل ضمن مجموعات الفيلق على الأقل إذا تعرّضت للاعتقال هناك من سيبحث عنك، حيث منذ أيام أجبروا حاجز عسكري على ترك أحد العناصر بعد احتجازه، والحواجز في درعا معظمها بدأت تتجنب اعتراض اي من عناصر الفيلق وخاصة بعد الاشتباكات التي شهدتها محجة بين الفيلق وأمن الدولة، وتم قطع وعود لنا بأنّه ليس هناك ذهاب إلى ليبيا ولا حتى خارج الجنوب السوري “.

وأمّا الحالة الاقتصادية التي تمرّ بها سوريا فقد كانت من الأسباب التي دفعت البعض للانخراط ضمن التشكيلات العسكرية والأمنية، حيث الحالة المعيشية منهارة تماماً والأسعار في أوج ارتفاعها.

حول ذات الموضوع أوضح مصدر مُطلع في محافظة درعا، بأنّ فرص العمل في درعا معدومة لكثيرين، حيث التنقل محصور في مناطق معينة بسبب انتشار الحواجز وهناك الكثير ممن انتسبوا للفصائل المحلية سابقاً وعلى الرغم من خضوعهم للتسوية فقد تم اعتقالهم أثناء توجههم إلى حياتهم وأعمالهم بل وقُتل بعضهم، فعلى الرغم من قلة الرواتب ضمن التشكيلات إلا أنها تساند العديد من العائلات، فضلاً عن طمع الشباب بالحماية.

يضيف : ” إن هناك الكثير من الشباب الصغار من انتسب للفرقة الرابعة والفيلق وربما للأجهزة الأمنية، وهؤلاء يتم استغلال غالبيتهم بشكل كبير، بل ويتم وضعهم على الجبهات، وهؤلاء عملوا سابقاً ضمن فصائل محلية والآن يتم زجهم في هذه التشكيلات أيضاً “.

يبقى الشباب في محافظة درعا بين سندان القوى الإقليمية تلعب بهم يميناً ويساراً، ويتم زجهم في حروب غيرهم، ومساعي غالبيتهم أن يحفظ نفسه ومن حوله ولكن جهودهم تذهب سُدىً مع أول اشتباك لصالح دولٍ أخرى.

الرابط المختصر: https://wp.me/pbRs9I-Mw

استمرار تجنيد الشباب في درعا لمصلحة من
صورة من التدريبات الحالية في أحد معسكرات الفيلق الخامس في بصرى الشام

Similar Posts