المتقاعدون أوجاع لا تنتهي

يعجزُ الستينيّ «محمد ياسر» من ريف محافظة درعا الغربي، عن تأمين لقمة العيش له ولأسرته، بعد أن تقاعد من وظيفته الحكوميّة منذ أعوام قليلة، ظانّاً أنّ راتبه التقاعديّ يمكّنه من تأمين متطلبات الحياة، ولكن الوضع اختلف كلّيّاً في ظل الحالة الاقتصاديّة الغاية في السوء، الّتي تمرّ بها عموم سوريا منذ سنوات.

يقول محمد أثناء حديثه مع مراسل درعا 24 : «عند بلوغي الستين من عمري، كعادة كلّ موظف حكوميّ في سوريا، وصلت إلى التقاعد، وجلستُ في بيتي بعد سنين طويلةٍ من التعب والكدّ في الوظيفة، والمشكلة أنّ الراتب بعد التقاعد ذهبتْ قيمته. ففي النهاية عاد راتبي الشهريّ خمسة وثلاثين ألف ليرةٍ، وغدوتُ أصرفه خلال الأيام الأولى من الشهر، لتأمين القليل من الطعام لي ولأسرتي، في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني».

غير بعيدٍ عن حال «محمد»، فهذا «أبو حسين»، الّذي اضطر للعمل بعد التقاعد، لكي يكفي نفسه، وأسرته، لأنه بحسب تعبيره: «راتب الموظف القائم على رأس عمله لا يكفيه في هذه الأيام، وغالبية المواطنين في سوريا في هذه الأوضاع عاجزين عن تأمين متطلبات أسرهم، فكيف الحال بمن يعيش على الراتب التقاعديّ؟ أنا امتلك أسرة كبيرة، وأبنائي طلاب في الجامعة، ويجب علي أن أعمل حتى أستطيع أن أكفيهم، على الرغم من مشقة ذلك عليّ، وعلى وضعي الصحيّ».

«عماد وليد» شاب في العشرينيات من عمره، يعمل أجيراً في محل تجاريّ، يحدث مراسل درعا 24، بأنّه عند بلوغ والده سن التقاعد، لم يعد بإمكانه البقاء بدون عمل، فاضطر لترك الدراسة والتوجّه للعمل، حيث راتب والده التقاعديّ لا يكفي ثمناً للدواء الّذي يحتاجه، فكيف ببقية أمور الحياة. يُتابع، بأنّ له شقيق سافر حديثاً خارج سوريا، يرسل بعض المال للأسرة منذ أشهر، ولولاه لكان الحال أسوء بكثير، في ظل غلاء المعيشيّة الحالي.

قصصٌ كثيرةٌ متنوعةٌ، من أوجاع السورييّن، أحدها أولئك الّذين غدوا في سنّ التقاعد، براتبٍ لم يعد يساوي في هذه الأيّام شيئاً، بدلاً من مكافأتهم، وتحسين أحوالهم، بعد خدماتهم الطويلة في دوائر ومعامل الدولة، يحدثُ العكس، وتبقى حتّى حكاياتهم طيّ الكتمان، وآلامهم حبسية جدران منازلهم.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=4853

Similar Posts