احدى المدارس في محافظة درعا
الواقع التعليمي في محافظة درعا

ما زال الواقع التعليمي في درعا يعاني!

أجبرتْ سنواتُ الحرب المنصرمة، الكثير من أطفال محافظة درعا جنوب سوريا، إلى عدم الاستقرار التعليميّ و حتّى غيابه أحياناً، والآن وعلى الرغم من عودة المؤسسات التعليميّة للعمل في أرجاء المحافظة، إلّا أنّ الواقع التعليميّ ما زال يعاني.

قال أحد المعلمين من إحدى بلدات الريف الغربي من درعا لمراسل درعا24 : ” هناك بعض المشاكل الّتي ما زالت عالقة في المدارس الحكوميّة، منها النقص في الكوادر التعليميّة، حيث العديد من المدرّسين والمعلّمين في أنحاء المحافظة خلال سنوات الحرب، كانوا لا يستطيعون الوصول لمركز المدينة، بسبب استمرار العمليات العسكريّة، وانتشار حواجز لمسلحين، وحواجز أمنيّة كثيرة، وكذلك بسبب طلبهم للخدمة العسكريّة الاحتياطيّة، فأصبحوا بحكم المفصولين، وحصلوا فيما بعد على بطاقات تسويّة، ولكن هذه البطاقات لا تؤهلهم للعودة إلى التدريس “.

فيما قال أحد موظفيّ مديرية التربية لمراسل درعا24، أنّ هناك قراراً صدر منذ حوالي عام، يقضي بإبعاد عدد من المعلمين ومدراء المدارس، إلى مؤسسات أخرى خارج قطّاع التعليم، وعدم تكليفهم بالوكالة أو تقديم ساعاتٍ دراسيّة، في كافّة المؤسسات التعليميّة، وتمّ تعميم القرار على كافّة مدن وبلدات المحافظة، أضاف هناك الكثير من المعلمين أيضاً التحقوا بالخدمة العسكريّة الإلزاميّة، الّتي كانوا متخلفين عنها أساساً، وهناك الكثير أيضاً غادر البلاد، وكذلك هناك البعض قدّم استقالته، بسبب تردّي الوضع المادّي والأمني، كلّ ذلك أدّى إلى نقصٍ كبير في كوادر القطّاع التربويّ، ممّا اضطر مديرية التربية لإعلان مسابقات لتعيين وكلاء.

وبحسب تصريحات لمدير التربية في درعا، للعديد من وسائل الإعلام المحلّيّ، فإنّ عدد المدارس في المحافظة الّتي كانت تحتاج إلى ترميم جزئيّ هي 363 مدرسة، وبشكل كامل 111، وأنّه تمّ دخول 17 مدرسة للتعليم الأساسي، و 4 مدارس للتعليم الثانوي في العام الدراسي الحالي، وذلك بمساهمات محليّة، من الأهالي، وبواسطة منظّمات، مثل ” مجلس كنائس الشرق الأوسط ” ، و “منظمة الإعانة الإسلامية الفرنسية (SIF) “، وذلك بالتعاون مع مديرية التربية.

يعتبر التسرّب المدرّسيّ أحد أهم المشاكل الّتي يعاني منه الواقع التعليميّ في درعا، وذلك بسبب الأعمال العسكريّة خلال السنوات الماضية، حيث كان هناك حالات نزوح مستمرة للأهالي، تسببتْ بانقطاع التلاميذ عن مدارسهم، وعند عودتهم منذ قرابة العام ونصف، كان يُجرى لهم عمليات سبر، وأُعيد بعض الطلاب إلى مراحل تعليميّة أصغر من أعمارهم، مما سببّ بعض الإشكالات الّتي حالتْ دون عودة بعضهم، بحسب مدير مدرسة في أحد ضواحي درعا.

ويبقى الواقع الاقتصاديّ أيضاً سبباً رئيساً في تفاقم المشكلة التعليميّة، وباقي قطّاعات الحياة، حيث قال ل درعا24 ” أبو سامر ” – وهو أبٌّ لثلاثة أطفال – ” أنّ العديد من العائلات لا تستطيع تأمين الّلباس المدرّسيّ، والّذي عاد موحّداً الآن، والقرطاسيّة الّتي ارتفعت أيضاً مع ارتفاع باقي الأسعار، وكذلك سنوات الحرب الفائتة مرّ خلالها الكثير من الأهالي بظروفٍ مادّيةٍ قاسية، جعل الكثير من أطفال درعا وسوريا بشكل عام، يدخلون ميادين العمل بأعمار مبكّرة “.

فيما يُسجّل غياب شبه تامّ للمنظّمات الدوليّة العاملة في مجال التعليم، أو حتّى في دعم الأطفال، في عموم مدن وبلدات المحافظة، ولم يتمّ رصد أي مساعدات مادّية أو قرطاسية للطلاب منذ حوالي العام، وذلك بحجّة وجود الدعم للحكوميّ، سوى بعض الدعم البسيط من إحدى الجمعيات الروسيّة لبعض المدارس في بلدات نوى، صيدا، القنية، وعالقين بريف درعا، وهي عبارة عن بعض الحقائب، وكان يظهر خلال قيام هذه الجمعيات الروسيّة بتوزيع هذه المواد في المدارس؛ وجود العناصر العسكريّة الروسيّة بسياراتهم، ويدخلون المدارس حاملين بالسلاح، كما ظهر في بعض الصور مؤخراً.

Similar Posts