أحد مراكز الانتخابات في مجلس الشعب في درعا.
أحد مراكز الانتخابات في مجلس الشعب في درعا.

انطلقت اليوم انتخابات مجلس الشعب السوري للدور التشريعي الرابع، والتي يصفها مسؤولو السلطات في سوريا بأنها “عرس ديمقراطي” و “استحقاق انتخابي يختار الشعب من خلالها ممثليه” وفق ما قاله وزير العدل في الحكومة السورية أحمد السيد. وأضاف السيد: “الشعب السوري متمرس في العملية الديمقراطية ويدرك أهميتها”.

يؤكد الشاب “محمد، 30 عام” من مدينة نوى في الريف الغربي من محافظة درعا، أنه لم ولن يشارك في هذه الانتخابات، وأنها لا تقدّم ولا تؤخر. وفي حديثه مع مراسل درعا 24 يقول: “منذ متى أصبحت لدينا ديمقراطية؟ كلنا نعرف أن أعضاء مجلس الشعب لن يفعلوا شيء للشعب، وكل المرشحين من درعا حفظنا أسماءهم، فالقوائم تتكرر كل عام”.

إقبال ضعيف على الانتخابات في درعا

يصف مراسلو درعا 24 الإقبال على الانتخابات بأنه ضعيف جداً في غالبية هذه المدن والبلدات باستثناء مدينة درعا وإزرع. وفق مراسلي درعا 24، كانت هناك صناديق اقتراع اليوم في الريف الشرقي في مدن وبلدات بصرى الشام ومعربة وغصم والمتاعية والجيزة والطيبة وصيدا والنعيمة وخربة غزالة وغيرها، وأما بلدات ومدن الحراك والصورة وعلما والمليحة الشرقية والغربية وناحتة وبصر الحرير، فانتخاباتها كانت في مراكز مدينة إزرع،

أما في الريف الأوسط فقد كانت المراكز في داعل وإبطع والشيخ مسكين وفي الريف الشمالي في الصنمين وفي الريف الغربي في نوى، وكان هناك بالطبع العديد من المراكز في مركز المحافظة في مدينة درعا.

لا يرى الشاب محمد من مدينة نوى، مشكلةً في وجود صناديق انتخابات في مدن وبلدات درعا، في المدارس والبلديات، ويشرح: “لا أدري لماذا كل هذه الضجة، لا تذهب للانتخابات وانتهى الأمر، وليفعلوا ما شاءوا”.

في مدينته نوى، حدث إطلاق نار في الهواء بالقرب من أحد مراكز الانتخابات، ثم عاد المركز للعمل من جديد، يستغرب محمد هذا الفعل ولا يرى له مبرراً: “كل الناس تعرف، بعد 13 سنة من المأساة في بلادنا، أن من يذهب لهذه الانتخابات هم موظفو الدوائر الحكومية وممثلو حزب البعث، أما بقية الشعب فلا تشارك، وحتى اللحظة لا يتم إجبار أحد على الذهاب سوى الموظفين”.

إقرأ أيضاً: البعث يُصدر قائمته لمجلس الشعب

تهديدات وتخريب

أعلنت رئيسة بلدية صيدا في الريف الشرقي يوم أمس عن استقالتها من منصبها، دون توضيح الأسباب. أكد مصدر محلي من أبناء البلدة لمراسل درعا 24 بأن استقالتها كانت تحت التهديد فهي مُجبرة على فتح مركز انتخابي في المجلس البلدي في صيدا، وتلقت تهديدات بسبب ذلك. كذلك الأمر بالنسبة لمختار قرية أخرى في الريف الشرقي، لم يشارك في تنظيم أي عمل انتخابي في قريته لأنه تلّقى تهديدات. لا شك أن هناك أمثلة أخرى لم تخرج للعلن أيضاً.

في حين رصدت الشبكة صباح يوم أمس قيام مجهولين في قرية الكتيبة، شمالي بلدة خربة غزالة، بتخريب وتكسير أثاث وتمزيق أضابير الطلاب وتخريب الغرف الإدارية في مدرسة الكتيبة (حلقة أولى)، بحجة أنها ستكون مركزاً انتخابياً، مع أن أكثر من مصدر من أبناء القرية أكد أنه لن يتم استخدامها لهذا الغرض.

إقرأ أيضاً: أعضاء مجلس الشعب 250 و292 مرشحاً للانتخابات من درعا وحدها!

تلقت الشبكة عدة رسائل تستنكر كل هذه الأفعال، سواء التهديد أو تخريب المدارس، وقال أحد المواطنين: “المدارس هي للطلاب وليست لأحد، وإن تم تخريبها فالضرر ليس مقاطعة للانتخابات بل تخريب على أبنائنا الطلاب، وهم من سيبقوا بدون مدارس”.

وأضاف: “أما التهديد ومنع الانتخابات بالقوة، فلماذا يتم التعامل بنفس الطريقة التي تتبعها السلطات؟ حيث تدّعي أن الانتخابات ديمقراطية وتجبر العاملين في الدولة على المشاركة. ثم يأتي آخرون ويمنعونهم بقوة السلاح والتهديد، فلا الطرف الأول يتركهم ليختاروا ولا الثاني”.

وختم حديثه: “ألا يندرج تهديد المشاركين في الانتخابات في سياق محاربة حرية التعبير ومنع الناس من ممارسة ما يعتبره البعض حقاً لهم؟”.

الرابط: https://daraa24.org/?p=42365

موضوعات ذات صلة