تصعيد ميداني خطير في الجنوب السوري.. سحب السلاح الثقيل، انقسام في المواقف، وغارات إسرائيلية تخلف عشرات القتلى والمصابين
سحب الجيش السوري السلاح الثقيل من مدينة السويداء صباح اليوم، وذلك بعد ساعات من دخول قوات الجيش والأمن إلى المدينة، وإعلان وزير الدفاع وقف العمليات العسكرية باستثناء الرد على أي إطلاق نار أو قصف.
عقب ذلك، أصدر المجلس الديني للموحدين الدروز بيانًا دعا فيه المجموعات المحلية المسلحة إلى تسليم السلاح والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية.
بعد نحو ساعة، خرج الشيخ حكمت الهجري ببيان مصوّر قال فيه إن البيان السابق صدر تحت ضغوط من دمشق ومن عدة دول، مشددًا على أن القصف لم يتوقف، وداعيًا كل من يستطيع حمل السلاح من أبناء الطائفة إلى الدفاع عن المحافظة.
وفيما استمر انتشار وحدات الأمن داخل المدينة، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع وآليات تابعة للجيش والأمن الداخلي في محافظتي درعا والسويداء. وما تزال الغارات مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وقد ترافقت مع إطلاق نار كثيف وهجوم من الفصائل المحلية المسلحة على قوى الأمن داخل السويداء.
قوات الجيش والأمن العام تدخل مدينة السويداء ومشيخة العقل تصدر بيانًا

وتفيد آخر المعلومات الواردة بعودة الاشتباكات في هذه الأثناء، حيث تدور معارك عنيفة الآن في محيط مشفى السويداء الوطني، وسط حالة من التوتر الشديد.
وقد أسفرت هذه التطورات المتسارعة اليوم عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من عناصر الجيش والأمن، جراء الغارات والاشتباكات، حيث تم تسجيل عشرات القتلى ومئات المصابين، منهم من أبناء محافظة درعا من العاملين ضمن صفوف الأمن والجيش، في حين لا تتوفر حتى الآن الإحصائيات الدقيقة.
بالتزامن مع ذلك، تصاعدت نداءات الاستغاثة من الكوادر الطبية والفعاليات المدنية في محافظة درعا والسويداء، نتيجة العجز المتزايد في استيعاب أعداد المصابين. وتعاني المشافي الحكومية، وعلى رأسها مشفى درعا الوطني، مشفى إزرع الوطني، ومشفى بصرى الشام، من نقص حاد في المستلزمات الطبية والدم والكوادر المؤهلة، ما دفعها لمناشدة الجهات الإنسانية والطبية للتحرك الفوري.
إقرأ أيضاً: الأحداث من محافظة السويداء ليوم الثلاثاء 15 تموز 2025
إقرأ أيضاً:أحداث العملية العسكرية في السويداء 14-7-2025: مقتل عدد من عناصر الجيش في السويداء خلال عملية انتشار أمني
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء بوقوع انتهاكات ميدانية من قبل بعض الفصائل التي تتبع للجيش السوري، تم توثيق بعضها بالصوت والصورة، تمثّلت في إعدامات ميدانية لمدنيين وإهانات وسرقة محال تجارية في مدينة السويداء. وأثار ذلك حالة من الهلع بين السكان، فيما أعلنت وزارة الدفاع بدء انتشار عناصر الشرطة العسكرية وإدارة الأمن الداخلي في المدينة، مؤكدة أن أي تجاوز سيتم متابعته ومحاسبة مرتكبيه مباشرة.
وشددت الوزارة على ضرورة التزام جميع الوحدات العسكرية بضبط النفس ومنع التجاوزات، وتأمين عودة الأهالي إلى منازلهم، وإبلاغ دوريات الشرطة العسكرية عن أي خروقات. كما أكدت أن أي جهة مسلحة لا تتبع رسميًا لوزارة الدفاع أو وزارة الداخلية ستُعتبر خارجة عن القانون وستُحاسب وفقًا للتعليمات الناظمة.
الرابط: https://daraa24.org/?p=51529