7cf343c4 18cd 44ac 8dba ebee9cc067a0

“إنّ التسويات والمصالحات التي رعتها روسيا في العام 2018، بين درعا والسلطة في دمشق، كانت تختلف عن غيرها، حيث تم منح قوات المعارضة درجة من الحكم الذاتي الإقليمي تحت إشراف روسي شكلي، على عكس المناطق الأخرى التي كانت تحت سيطرة المعارضة سابقاً” جاءت هذه الكلمات ضمن تقرير للصحيفة البريطانية “فورين بوليسي” نشرته خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضافت الصحيفة، على عكس المحافظات السابقة من حيث السيطرة، فدرعا لا تزال في موقف التحدي ويستمر مواطنوها في ذلك، وجاء التحدي للنظام علانيةً خلال الانتخابات الرئاسية في مايو / أيار 2021، كانت درعا في حالة ثورة عامة رافضة لشرعنة النظام، وقاطعت الانتخابات.

وأوضحت، بعد أكثر من ثلاث سنوات على اتفاق المصالحة، فإن الوعود الرئيسية التي قدمها النظام، بما يتعلق بالخدمات العامة لم يتم الوفاء به، مما أدى إلى مزيد من الخلاف والعداء بين أجهزة أمن النظام وأهالي درعا، التي كانت أولى المحافظات في سوريا، التي طردت هذه القوات في المراحل الأولى من الحرب، ثم تم استعادتها مدعومة من روسيا عبر اتفاقية التسوية والمصالحة.

وجاء في التقرير، إن هذا الاتفاق لم يكن مستداماً، وكان محكوماً عليه بالتجاهل القاسي لحياة الإنسان، فالوضع معقد في درعا، بسبب طموحات إيران الإقليمية، ولا سيما رغبتها في خلق قوة عسكرية معززة عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين المدعومين من إيران وروسيا، المتنافسات على النفوذ في درعا.

وتابع، لا يمكن التسامح مع مثل هذه المعارضة العلنية في هذه الدولة البوليسية الاستبدادية، وكان الرد بإرسال جيش، للهجوم على المحافظة نهاية حزيران، وفرض حصار معزز على درعا البلد، وتعريض حياة 40 ألف مدني للخطر، بعد أن رفض سكانها الاستسلام بالسماح بمداهمة المنازل في المدينة.

ثم أكد التقرير، إن الديكتاتورية لا تزال تلعب اللعبة الطويلة في سوريا، فهي تأمل عن طريق القتل والقصف والحصار والقمع، الوصول إلى الشرعية، من خلال التركيز على كسب الصراع العسكري، بمساعدة حلفائها في طهران وموسكو.

محاولات النظام لإعادة روايته “الحرب على الإرهاب” لتبرير حربه الوحشية ضد شعبه، أحبطتها درعا، التي تعتبر موطناً للجماعات المعارضة التي كانت مدعومة سابقاً من قبل الولايات المتحدة والأردن، والتي حافظت على علمانيتها والتركيبة الديمقراطية طوال فترة الحرب، حتى مع هيمنة الجماعات الإسلامية والجهادية السلفية. وفقاً لما ورد في التقرير.

وقد أشار التقرير بما يخص اتفاقيات المصالحة، بإنّ هذه الصفقات، تأتي عادة بعد قصف جماعي عشوائي وحملة “حصار وتجويع”، وقد كانت مكونًا لحملة التطهير الطائفي الحكومية، وآلية لفرض المزيد من العقوبة ضد شعبها المحطم بالفعل.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=14131

Similar Posts