أزمة مياه الشرب في درعا تتضاعف بارتفاع أسعار الصهاريج
صهريج ماء في أحد شوارع مدينة درعا

مشكلة مياه الشرب في محافظة درعا: تعتمد أغلب مدن وبلدات محافظة درعا على مياه وادي الأشعري والينابيع كمصدر رئيسي للمياه، لكن في السنوات الأخيرة تراجع منسوب المياه في المحافظة. يتزامن هذا التراجع مع دخول فصل الصيف الذي يؤدي لجفاف الينابيع الصغيرة، ويبقى الاعتماد على مياه الأشعري الذي لا يصل لكل القرى، وتبقى باقي المحافظة دون ماء وتعتمد على الصهاريج بشكل أساسي، وأيضاً حفر الآبار العشوائية واحد من الأسباب التي أدت إلى خلل في النظام المائي في المحافظة.

في حديث مراسل درعا 24 مع “أبو محمد”، وهو مزارع من سكان الريف الغربي، قال: “خلال السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة حفر الآبار بشكل كبير، وما سهل ذلك هو عدم الحاجة للحصول على تراخيص للحفر ولا يوجد رقيب ولا حسيب. هذه الآبار أدت لاستنزاف المياه في السدود والينابيع، ومنها بحيرة المزيريب، لأن الآبار تُحفر بالقرب منها وتؤدي لجفافها مع دخول فصل الصيف”.

شكاوى شبه يومية ومن مختلف المناطق

تتلقى شبكة درعا 24 بشكل شبه يومي العديد من الشكاوى عبر بريد الصفحة، حول واقع المياه المتردي في محافظة درعا، وتتراوح الشكاوى بين انعدام المياه في منطقة ما أو شُحّها وفساد في توزيع أدوار المياه في بعض القرى، وبالتالي يضطر الأهالي إلى شراء صهاريج المياه.

تلقت الشبكة شكاوى من قرية معرية في حوض اليرموك غربي درعا، وجاء فيها، أنَّ القرية تعاني منذ أربع سنوات من شح المياه. على الرغم من أن حصة المياه للحي الواحد تبلغ ساعتين ونصف، إلا أنَّ المياه لا تستمر بالعمل سوى خمس دقائق.

وقال أحد المواطنين في شكواه: “يتم توزيع دور المياه من قبل المسؤولين عنها في القرية، مقابل مبالغ مالية من كل عائلة، وفي حال الرفض، تضطر العائلات إلى شراء صهاريج مياه، حيث تبلغ تكلفة الصهريج الواحد 300 ألف ليرة سورية”.

هذا ما أكده مصدر من أبناء القرية لمراسل درعا 24، أن مسؤولي توزيع المياه في القرية، يتقاضون مبلغ 30 ألف ليرة من كل عائلة لإعطائهم دور مياه بشكل منتظم وساعات كاملة.

اقرأ أيضاً: مشكلة المياه في بلدة معربة، والحكومة تطلب الحل من المجتمع المحلي

مشكلة المياه ليست محصورة بمنطقة بعينها

في منطقة “حي الضاحية الثانية” في مدينة درعا، اشتكى أحد المواطنين هناك في رسالته لـ درعا 24 من عدم وصول المياه لبعض البنايات، وبالمقابل تصل إلى بنايات مجاورة. وتم تقديم شكوى إلى مؤسسة المياه بخصوص ذلك لكن دون جدوى، حيث أن المياه تصل مرتين في الأسبوع فقط من مصدرها، وتكون ضعيفة بالغالب وتحتاج إلى تشغيل شفاط كهربائي من أجل الاستفادة منها لملء الخزانات، وأحياناً عندما تصل المياه ينقطع التيار الكهربائي، وفي كثير من الأحيان لا يتوافق دور الماء مع ساعة وصل الكهرباء المخصصة للمنطقة.

وأضاف أن الصهاريج التابعة لمؤسسة المياه توزع المياه لبيوت معينة في الحي بشكل مجاني، ولا تقبل أن تملأ للبيوت الأُخرى، وقال: “إما يعبوا للكل يا إما لا يعبوا لحدا، كمان المي ع ناس وناس.” أما الصهاريج الخاصة فلا تقبل أن تأتي إلى الحي من أجل مترين أو ثلاث مياه، وحصراً يشترطون أن نشتري الصهريج كاملاً.

يزداد الأمر سوءاً في قرية الشيخ سعد في الريف الغربي، بعد تعطّل البئر الموصول على الشبكة التي تضخ إلى المنازل في القرية، والذي تعطّل سابقاً وتم إصلاحه بجمع تبرعات من الأهالي، وفق ما أوضحه أحد المواطنين في شكوى أرسلها للشبكة.

وقال فيها أيضاً: “بعد جمع التبرعات والنداء في المساجد لأجل إصلاح البئر، تم تركيب الغاطسة، وبعد يوم واحد فقط توقف البئر مجدداً عن العمل، كثير من الناس يضطرون للاستدانة لدفع ثمن صهريج الماء”.

أفردت درعا 24 العديد من التقارير حول مشاكل المياه في المحافظة، بعضها يتم متابعتها، وايجاد الحلول بعد النشر عنها، وأُخرى يتم إهمالها من قبل الجهات المسؤولة.

اقرأ أيضاً: بلدة الطيبة تعاني العطش منذ سنوات: هل هناك من آفاق للحلّ؟

الرابط: https://daraa24.org/?p=42474

موضوعات ذات صلة